تحقيقات تصفية شقيقين في الهرم: أحدهما اعتنق أفكاراً جهادية واتهم والدته في سلوكها

كشفت تحقيقات فريقى نيابتى الحوادث والأحداث الطارئة، الأحد، عن أن مبرمج الكمبيوتر، الذى صفته قوة من قسم الهرم والعمليات الخاصة، فى تبادل لإطلاق النيران معه وشقيقه، جاء لاعتناقه أفكارا جهادية، وهذا سبب اعتدائه المتكرر على والدايه، وسبه لقوات الشرطة التى داهمت منزله ب«الكفرة».
وصرحت نيابة جنوب الجيزة بدفن جثة الشقيقن أحمد وحسن زكى زكى، وكذا تامر رمضان أحمد، رقيب الشرطة، بعد تسلّم النيابة تقرير الطب الشرعى المبدئى، حيث أوضح إصابة الأول ب 10 طلقات أحدثت فتحات دخول وخروج بأنحاء جسده، وشقيقه بطلقين فى الظهر والبطن، وإصابة الشرطى بطلق خرطوش فى الظهر.
وأكدت التحقيقات، بإشراف المستشار ياسر فاروق التلاوى، المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، أن وفاء عبدالحميد، ربة منزل، وزكى زكى، موظف، ونجلهما خالد، طالب بكلية الهندسة، 22 سنة، تقدموا بالعديد من البلاغات ضد الشقيق الأبن الأكبر «أحمد»، لاعتياده سبهم وقذفهم، وأنه دائم الاعتداء على والدته.
فانتقلت قوة مكونة من ضابط و4 أفراد من قسم الهرم إلى منزلهم الكائن بمنطقة المجزر الآلى – الليبنى – بمنطقة الهرم، فاستقبلهم مبرمج الكمبيوتر حاملاً فى يده سيف «سنجة» وأحدث إصابة جميع الأفراد بالوجه والذراع، فاستجند الضابط بقوة أخرى من القسم والعمليات الخاصة، وخلال تلك الأثناء انضم شقيقه «حسن» إليه في مقاومة السلطات، وتبادل إطلاق النيران تجاهها، حتى سقط رقيب الشرطة «تامر» متأثرًا بإصابته بطلق خرطوش، فصعد ضابط العمليات الخاصة أسطح المنازل المجاورة، وتمكنوا من التسلل لمنزل «أحمد» وكانت عمليات تبادل إطلاق الرصاص مستمرة قرابة ال3 ساعات.
وأوضحت التحقيقات أن عمليات تبادل إطلاق النيران انتهت بتصفية الشقيقين داخل شقتهما، وإصابة الضابط محمد خالد، بالعمليات الخاصة، و4 أفراد شرطة، والتحفظ على الجثتين، والسلاح المستخدم من قبل مبرمج الكمبيوتر فى قتل رقيب الشرطة.
وانتقل المستشارين محمد الطماوى، وأحمد ناجى، مديرا نيابتا الحوادث والأحداث الطارئة، إلى المسكن محل الحادث، بحضور خبراء الأدلة الجنائية لإجراء المعاينات اللازمة، وتبين أن العقار مكون من 10 طوابق، يقطن الشقيقين القتيلين الدور الرابع، وأن واجهات المنزل بها آثار إطلاق نيران، وتهشم واجهة العقار، خاصة شرفة ونوافذ شقة القتيلين، نتيجة إطلاق القوات الرصاص عليها من الخارج، كما تم العثور على فوارغ ومقذوفات طلقات نارية فى مسرح الحادث تم تحريزها جميعًا.
وعلى السلالم كانت هناك بقع دماء غريزة، وبالدخول إلى الشقة كانت التلفيات ظاهرة على الباب وجدران الحوائط التى استقرت بها طلقات قوات الأمن، وجثتى «أحمد»، وشقيقه «حسن»، والدماء تسيل منهما، وعُثر على سلاح أبيض «سنجة»، وفرد خرطوش، المستخدمين فى المواجهات مع الشرطة، وبمناظرة جثتيهما تبين أن إصابتهما ناتجة عن طلق نارى مما تستخدمه الشرطة، فتحفظت النيابة على سلاح القوة المكلفة بضبطهما، وإرساله إلى المعمل الجنائى لفحصه وبيان استخدامه.
وتضمنت معاينة النيابة تفتيش أرجاء الشقة، وحجرة «أحمد» القتيل الأول، وعُثر على أوراق وكتب جهادية، فتحفظت النيابة عليها، وطلبت تحريات جهاز الأمن الوطنى والأمن العام حول انتمائه لجماعات متطرفة ومشاركته فى أحداث تخص نشاطها من عدمه.
واستمعت النيابة لأقوال الضابط محمد خالد، و4 أفراد شرطة، بمستشفى الشرطة فى العجوزة، وأكد الضابط خلال التحقيقات، أن قوة قسم الهرم التى كانت تنفذ مأمورية ضبط المعتدى على أسرته، طلبت منهم التوجه إلى مسكنه، بعد استشهاد رقيب الشرطة، فاعتلت فرق العمليات الخاصة أسطح المنازل المجاورة، لمحاصرة منزل مبرمج الكمبيوتر وشقيقه، ونجحت فى اقتحام شقتهما، ونبهتهما لتسليم أنفسهما، لكن المتهم «أحمد»، لم يستجب وواصل إطلاق النيران حتى أصابت ذراع الضابط بطلق خرطوش، وكان يردد: «يا ولاد الكلب يا كفرة.. الله أكبر.. النصر قريب يا كفرة»، فاضطرت قوات الأمن لتبادلهما إطلاق الرصاص.
واستدعت النيابة والدى القتيلين وشقيقهما مقدم البلاغ، فأفادوا بأن «أحمد» القتيل الأول، كان دائم الاعتداء على أمه بالضرب وطردها من الشقة، حتى يوم الواقعة هددها ووالده بقطع رقبتهما ب«سنجة»، وكان يتهم والدته فى سلوكها، مؤكدين أنه شاب متقلب المزاج فكان مدمنًا للمخدرات وفجأة اتجه للتدين وأطلق لحيته، وروّج لأفكار متطرفة ومنعهم من مشاهدة التليفزيون والاستماع للأغانى، وشقيقه الأصغر «حسن» الذى شاركه مقاومة السلطات كان يستمع إلى كلامه خشية تعرضه للإيذاء.
وأشار شقيق القتيلين ويُدعى «خالد»، طالب كلية الهندسة، إلى أن الشرطة تصدّت لهجوم شقيقه، ولم تقتلهما عمدًا.