عودة اللاعبين المحترفين.. نعمة أم نقمة للمنتخب المصري؟

مع بداية موسم 2014/2015 في أوروبا، كان عدد اللاعبين المصريين في أوروبا، في مختلف الدول والدوريات، حوالي 40 لاعب بشكل عام، بينهم حوالي 22 خرجوا من الدوري المصري.
ومع بداية سوق الانتقالات الصيفية، عاد 12 لاعبًا إلى الدوري المصري مرة أخرى، بحسب الإحصائية التي أعدها الكاتب وسيم أحمد، في مقاله «احتراف أم انحراف»، بموقع في الجول، وهم صالح جمعة، وشقيقه عبدالله جمعة، شيكابالا، محمد إبراهيم، كهربا، أحمد حمودي، حسام حسن، مروان محسن، محمود عزت، على فتحي، محمد هلال، ورامي ربيعة مؤخرًا.
في المقابل، أخرج الدوري المصري ثلاثة لاعبين فقط للاحتراف الخارجي، هم محمود حسن «تريزيجيه» من الأهلي لأندرلخت البلجيكي، وعمرو طارق، من الجونة إلى ريال بيتيس الإسباني، وعمرو وردة، لاعب الأهلي، معارًا إلى بانيتوليكوس اليوناني، مع اقتراب لاعب الزمالك عمر جابر من خوض تجربة فرنسية في نادي بوردو.
الأرقام قد تعبر عن عواقب سيئة تنتظر المنتخب المصري، لكن بمراجعة قوام «الفراعنة»، الفائز بثلاث كؤوس أمم أفريقية، في أعوام 2006 و2008 و2010، قد تختلف تلك النظرة.
في بطولة 2006، التي استضفاتها مصر، كانت قائمة حسن شحاتة المكونة من 23 لاعب تعج باللاعبين المحليين، إذ ضمت 3 محترفين فقط، أما في 2008، زاد العدد ل6 محترفين، ثم يقل مرة أخرى في بطولة 2010 إلى 4 محترفين، في وقت كان معظم لاعبو المنتخبات الأفريقية المتنافسة يلعب في أوروبا.
أما في فترة ركود المنتخب المصري، زاد عدد اللاعبين المحترفين في منتخب مصر بشكل كبير بين أعوام 2011 إلى 2015، ليصل عدد المحترفين في معظم قوائم المنتخب في تلك الفترة، في أقصاه، إلى الرقم 10.
يقول أيمن يونس، لاعب الزمالك السابق والمحلل الكروي الحالي، إن المقاييس الكروية العالمية لا تنطبق على اللاعب المصري، الذي يبدع مع المنتخب حين يلعب في الدوري المحلي ويتجمع لفترات طويلة في معسكرات مغلقة، بدلًا من أن يصقل اللعب في الدوريات الأوروبية مهاراته ليفيد المنتخب.
كما أضاف، أن اللاعب المصري يفشل في أوروبا لأسباب عديدة من بينها ضعف القدرات البدنية والثقافة واللغة، في حين أن مهارة اللاعب المصري تؤهله للعب في أوروبا.
فيما يرى حسام البدري، المدير الفني الحالي للمنتخب الأوليمبي، أن الإحصائية لا تعبر بالضرورة عن الواقع.
وقال «البدري»، إن اللاعبون في الفترة من 2006 و2010 كانوا على قدر كبير من المهارة والتجانس، ضاربًا مثل برفض الأهلي التخلي عن محمد أبوتريكة للاحتراف الأوروبي، وهو ما حدث مع عدد من اللاعبين، وتسبب في قلة المحترفين في المنتخب في تلك الفترة.
وشدد «البدري»، على أهمية الاحتراف الخارجي للاعبين المصريين، لتطويرهم من نواحي عدة، منها النواحي البدنية، من ضوء تجربته مع المنتخب الأوليمبي، رغم رؤيته أن معظم لاعبي الجيل الحالي لن ينجحوا إن خاضوا تجربة الاحتراف الأوروبي.
وضرب «البدري» مثالًا بأحمد حمودي، العائد من نادي بازل السويسري للزمالك مؤخرًا، قائلًا إنه من اللاعبين المميزين، لكنه بدنيًا ليس على المستوى اللازم للنجاح في أوروبا، ما تسبب في فشل تجربته الاحترافية، وعودته إلى مصر.
ويستعد منتخب مصر حاليًا، بقيادة هيكتور كوبر، للقاء الجولة الثانية في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2015، أمام تشاد، بقائمة قد تضم 7 محترفين بالخارج، هم محمد صلاح ومحمد النني وأحمد حجازي ومحمد عبدالشافي ورامي ربيعة وتريزيجيه وأحمد حسن «كوكا».