الأهلي يدهس اتحاد الشرطة في طريقه لتحقيق كأس مصر، بخماسية نظيفة متنوعة المعالم، جاءت على «كل شكل ولون»، من حيث أماكن الصناعة والتسجيل، هدف جاء من الجانب الأيمن وآخر من الأيسر وثلاثة أهداف من العمق، اثنين من داخل المنطقة والأخير من خارجها، ليس هذا فقط، فغير التنوع في الأهداف، فهناك تنوع تكتيكي. بدأ فتحي مبروك المدير الفني للأهلي بطريقة لعب 4-2-3-1 بتواجد شريف إكرامي في حراسة المرمى أمامه الرباعي أحمد فتحي، سعد سمير، محمد نجيب، حسين السيد، ثم ثنائي الارتكاز حسام عاشور وحسام غالي، ثم الثلاثي مؤمن زكريا ورمضان صبحي وعبدالله السعيد وفي المقدمة جون أنطوي. في حالة بناء الهجمة من الخلف وتحديدًا من الحارس شريف إكرامي ترى الفريق يتحول إلى طريقة 3-3-4، بسقوط حسام غالي بين قلبي الدفاع وتقدم الظهيرين بجوار حسام عاشور ثم الرباعي الهجومي.(الصورة توضح ركلة مرمى من إكرامي وانتشار لاعبي الأهلي بطريقة 3-3-4) ال25 دقيقة الأولى من المباراة كانت كفيلة بإنهائها لصالح الشرطة، بفضل الضغط العالي المتقدم الذي فرضه لاعبوه على لاعبي الأهلي منذ الثواني الأولى، والذي أربك حسابات كل لاعبي الأهلي خاصة المنوط بهم بناء الهجمات أمثال حسام غالي وعبدالله السعيد، فظهرت التمريرات الخاطئة بشكل غزير، ولك أن تتخيل أن فريق الأهلي ظل حتى الدقيقة 23 دون أن ينجح في تمرير أكثر من ثلاث تمريرات متتالية صحيحة، حتى أن الحارس شريف إكرامي مرر بيده تمريرتين خاطئتين في تلك الدقائق الأولى.(شاهد هنا ضغط لاعبي الشرطة ب6 لاعبين في مناطق الأهلي المتقدمة منذ اللحظات الأولى). في ظل الضغط الذي مارسه لاعبو الشرطة، حاول لاعبي الأهلي التنقل التدريجي بالكرة من الخلف للأمام، ولكن دائمًا ما كانت حلقة الوصل مفقودة في وسط الملعب، حيث المسافات الشاسعة بين غالي وعاشور والرباعي الأمامي، ولم تظهر الخطورة إلا حينما قرر مؤمن ورمضان التحرر والتوغل للعمق بجوار السعيد، ليصبح الرباعي في مساحة لا تتعدى عشرة أمتار، لخلق أول فرصة في اللقاء تُهدر بأقدام أنطوي. (مؤمن وخلفه رمضان والسعيد منطلق للمنطقة وأنطوي عند نقطة الجزاء) يمكن القول، بأن منذ أيام قليلة كان أي مدير فني يواجه الأهلي يقرر مراقبة السعيد وثنائي الأطراف باختلاف أسمائهم، فقط وقتها يقضي على خطورة الفريق، أما الآن فعليه مراقبة أنطوي أيضًا، ومن ثم بات الثلاثي خلفه لديهم المساحات الكافية للانطلاق في حال سحبه لدفاع الخصم. (هنا أنطوي عاد خارج المنطقة أمام حكم اللقاء وخرج معه قلبي الدفاع وانطلق رمضان ومؤمن للعمق). استراتيجية الأهلي الهجومية في اختراق العمق الدفاعي لأي فريق تعتمد على مراحل، أولها الانتشار في وسط ملعبه بتواجد 8 لاعبين على الأقل، ثم البداية بالتمرير بشكل عرضي لأحد الجبهتين اليسرى أو اليمنى، ثم الانتقال للجبهة الأخرى بعد تمريرة بشكل عميق تضرب لاعبي وسط الخصم للاعب من الأهلي على حدود المنطقة، الذي يقوم بنقل اللعب للجبهة الأخرى، هنا يكون الظهيرين على خط الملعب الأخير ولابد من تواجد رقابة من لاعبي الخصم عليهما، فيقوم الجناحين «رمضان ومؤمن» بالانضمام للعمق بجوار السعيد وأنطوي ومعهم ينطلق غالي وتتم التمريرات بلمسة واحدة وينجح الاختراق ليسجل الفريق الهدف. الهدف الأول في اللقاء جاء مثاليًا ويحمل جميع نواحي كرة القدم على الترتيب أولًا، الاستخلاص الذي قام به الجندي المجهول حسام عاشور في ظل تواجد جميع اللاعبين في حالة هجوم ولولاه لكانت مرتدة خطيرة، ثم مرر بعدها لحسين السيد وبدأت التمريرات وبعد 10 تمريرات نجح السعيد في التسجيل. والمفارقة كانت في الهدف الثاني بعد 10 تمريرات أيضًا بدأها محمد نجيب وحسين السيد انتهت بهدف أحرزه رمضان صبحي. وفي الهدف الثالث كان تطبيق مثالي للمرتدات بعد ثلاث تمريرات فقط سجل مؤمن زكريا من عرضية محمد هاني الذي بدأ الهجمة باستخلاص وتمريرة ثنائية مع رمضان صبحي. وكذلك كان الأمر في الهدف الرابع مرتدة من ثلاث تمريرات ولكن هنا بدأها شريف إكرامي بتمريره باليد للسعيد لإيفونا لمتعب في المرمى. وأخيرًا الخامس جاء بعد 11 تمريرة من لاعبي الأهلي اختتمها متعب «البديل» بهدف رائع. في المجمل يمكننا اختصار اللقاء في نقطتين هامتين من التحليل السابق لمباراة النجم، والذي أكد أن رمضان صبحي أو أي لاعب صاعد لا ينجح كبديل، فهو لن يُحدث الفارق في وقت قصير بعكس لاعب ذو خبرة مثل متعب، المقارنة بين أداء رمضان في مبارياته التي بدأها والتي شارك فيها كبديل وكذلك متعب توضح ذلك الأمر. وثانيًا، حينما نزل معدل أعمار الفريق عن مباراة النجم بمشاركة رمضان (18 سنة) بدلًا من وليد سليمان (31 سنة)، وأنطوي (23 سنة) بدلًا من متعب (32 سنة)، مع تواجد الشاب محمد هاني يمينًا وحسين السيد يسارًا بات الملعب ممتلئ بالسرعات والديناميكية.
