دبلوماسي مصري: التنسيق الأمني والعسكري بين القاهرة والرياض ضروري خلال المرحلة

أكد الدكتور محمد عثمان الخشت، المستشار الثقافى المصري في السعودية، أن «إعلان القاهرة» كشف عن اتفاق الجانبين المصري والسعودي على وضع حزمة من الآليات التنفيذية في مجالات عديدة، منها المجال «الثقافي والإعلامي بين البلدين لتحقيق الأهداف المرجوة في ضوء المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين، ومواجهة التحديات والأخطار التي تفرضها المرحلة الراهنة».
وأضاف الخشت، في تصريحات صحفية،السبت، أن أكبر قوتين ثقافيتين في المنطقة، مصر والسعودية، تشكلان في اللحظة الراهنة نقطة مركزية للتحديات بالمنطقة، والمنطقة توشك على الدخول في مرحلة جديدة تحتاج ترتيبات مشتركة بين مصر والمملكة في اطار الروابط الثقافية والدينية الراسخة بين البلدين، موضحا أن وضع حزمة من الآليات التنفيذية، يدل على ادراك الجانبين أن النوايا الطيبة وحدها لا تكفي، بل لابد من أن ينتقل التعاون من مرحلة «الكيمياء المشتركة» إلى مرحلة «الشراكة الاستراتيجية» المستندة إلى خطط زمنية واضحة ومحددة وقابلة للتنفيذ.
وأوضح الخشت،أن «اعلان القاهرة» يبين إدراك قيادات البلدين الشقيقين لكون التنسيق الأمني والعسكري ضروري خلال تلك المرحلة لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، لكنها تدرك أيضا أن هذا وحده لا يكفي، لأنه خيار ينجح في حسم المواجهة مع الارهاب بشكل مرحلي مؤقت، ويقتلع بعضا من ثمار الشجرة، لكن تلك الشجرة نفسها تعود من جديد لتثمر إرهابا جديدا في موسم آخر، ولذا تطرق إعلان القاهرة إلى الثقافة والإعلام، لما لهما من دور حاسم في القضاء على الارهاب من جذوره، ولقدرتهما على المعالجة الثقافية والتعليمية والتربوية للعقول المغلقة التي تعد البيئة الخصبة لصناعة الإرهاب.
وشدد الخشت،على ضرورة أن تكون المنظومة الثقافية والتعليمية والإعلامية في القلب من أية جهود لتجديد دماء الوحدة الاستراتيجية بين مصر والمملكة، حتى تترجم روابط الدم المشترك، والدين المشترك، والأمن المشترك، والمقاصد المشتركة عبر التاريخ؛ إلى خطط مدروسة ومكتوبة وآليات تنفيذية تحكم مسار العلاقة المستقبلية بين نقطتي الاتزان في العالم العربي والإسلامي، بل نقطتي الاتزان في العلاقات الدولية بين الشرق والغرب.
كان الرئيس عبدالفتاح السيسي، التقى الخميس، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي ولي عهد المملكة العربية السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، حيث تم عقد جلسة مباحثات ثنائية، تلاها اجتماع موسع بحضور وفدي البلدين،وصدر عن الزيارة إعلان القاهرة الذي تضمن تأكيد البلدين على متانة العلاقات الثنائية، والحرص على تطويرها في كل المجالات مع وضع الآليات التنفيذية اللازمة لتحقيق ذلك وبنود الإعلان.