بالصور.. على الدوابشة .. أخر ضحايا «محرقة» إسرائيل للفلسطنين

طفل رضيع ينام في أحضان والدته كملايين من أطفال العالم، إلا أنه يختلف عنهم كونه فلسطيني يعيش تحت إحتلال، وسط مستوطنين، لا يجيدون غير لغة الإنتقام والكراهية.
في فجر، الجمعة، وبينما كانت عائلة «الداوبشة» لم تستيقظ من النوم، كان مستوطني مستوطنات «يحي»، و«يش كديش» المقامتين على أراضي نابلس، يهاجمون منزل عائلة سعد بالزجاجات الحارقة ومواد سريعة الاشتعال .
تسبب الحريق في قتل الطفل على سعد دوابشة، الذي لم يتجاوز عمره عام ونصف العام، إضافة إلى إصابة والده ووالدته وشقيقه (4 أعوام) بحروق من الدرجة الثالثة، ونقلهم لمستشفيات مدينة نابلس للعلاج، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
لم ينسى المهاجمون ترك شعارتهم العنصرية باللغة العبرية «يحيا الانتقام» على جدران المنازل المجاورة لمنزل عائلة الدوابشة.
شكوى إسرائيل للجنايات الدولية
أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الجمعة، أن السلطة ستجهز ملفاً حول قتل الطفل على دوابشة حرقاً وإصابة أسرته، وستتوجه به فورا إلى محكمة الجنايات الدولية.
وقال عباس، في تصريح للصحافيين في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، إن «القيادة الفلسطينية لن تصمت على هذه الجرائم»، واصفاً ما حصل بحق أسرة دوابشة في دوما اليوم بأنه «جريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية»، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (وفا).
وأضاف الرئيس الفلسطيني: «لو أرادت الحكومة الإسرائيلية والجيش منعهم (المستوطنين) لقاموا بذلك. يقولون إرهاب يهودي ولكن ماذا بعد هذه الكلمة، هل من إجراء؟».
وطالب عباس الولايات المتحدة بتوضيح موقفها قائلا «هذه الجرائم سنرسلها إلى محكمة الجنايات الدولية، ونطالب- وللأسف هذا طلب بالفراغ- الحكومة الإسرائيلية لاتخاذ إجراءات تجاه ما يحصل، كما نطالب أميركا لمعرفة رأيها فيما يجري، بعد أن أوقفت العملية السياسية».
حملت منظمة التحرير الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن الحادث الذي وصفته ب«الاغتيال الوحشي» للطفل على سعد دوابشة.
وأضافت المنظمة في بيان «هذا نتيجة مباشرة لعقود منحت فيها الحكومة الإسرائيلية حصانة لإرهاب المستوطنين».
ويعيش نحو 500 ألف يهودي في أكثر من 100 مستوطنة في الضفة الغربية مخالفة للقانون الدولي الذي يعتبر المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانونية.
اعتراف إسرائيلي
واعترفت إسرائيل بالجريمة، ووصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه «إرهابي وشنيع».
وقال نتنياهو في تغريدة على موقع «تويتر» «هذا هجوم إرهابي. تتعامل إسرائيل بحزم ضد الإرهاب بغض النظر عن مرتكبيه».
اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، في بيان، أن الحريق «عمل إرهابي».
وصرح يعالون أن «مقتل الطفل الفلسطيني عمل إرهابي ولن نسمح لإرهابيين بالتعرض لحياة فلسطينيين»، وذلك بعد الحريق الذي أضرمه مستوطنون في بلدة دوما جنوب نابلس
مستوطنون إسرائيليون يقتلون طفل فلسطيني رضيع حرقا في الضفة الغربية، بعد أن أضرموا النيران في عدد من المنازل الفلسطينية بالضفة
استنفار أمني
أغلقت الشرطة الإسرائيلية قبل ظهر اليوم الجمعة، معظم أبواب المسجد الأقصى، ومنع الرجال الذي تقل أعمارهم عن 50 عاما من دخول المسجد، وذلك في إطار تشديد الإجراءات الأمنية في القدس بعد مقتل الرضيع الفلسطيني وإصابة أفراد عائلته.
ونصبت الشرطة الحواجز الحديدية على أبواب الأقصى التي مازالت مفتوحة وهي باب الأسباط وحطة والمجلس والسلسلة.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، على موقع «تويتر»: «أوعز رئيس الأركان باتخاذ سلسلة إجراءات لرفع الجاهزية لمنع انزلاق الوضع الأمني، ولمنع الاحتكاك والحفاظ على الاستقرار في المنطقة».
وأعلن جيش الاحتلال، في وقت سابق، أنه دفع بقوات إلى مناطق التماس في الضفة الغربية، حسب الإذاعة الإسرائيلية العامة. ولفت أدرعي، أن القرار جاء بعد أن «ترأس رئيس الأركان، الجنرال إيزنكوت، جلسة خاصة، لتقدير الموقف بمشاركة يورام كوهين، رئيس جهاز الأمن العام، (الشاباك)، وقائد المنطقة الوسطى، بوني نوما، ومسؤولين آخرين».
[image:6]