مصادر: التوكيلات الملاحية اعتمدت مسار قناة السويس الجديدة

قالت مصادر ملاحية بحرية بهيئة قناة السويس إن جميع التوكيلات الملاحية وملاك السفن اعتمدوا مسار قناة السويس الجديد واستلموا الخرائط الخاصة بها ملاحيًا تمهيدًا للعبور بها فور الافتتاج الرسمي لها، فيما يعد اعتراف رسمي منها بالقناة الجديدة وبالغاطس، الذي أعلنت عنه هيئة قناة السويس للقناة الجديدة، والذي لن يقل عن 66 قدمًا بما يوازي 24 مترًا، مثل قناة السويس الحالية.
وأوضحت المصادر ل«المصري اليوم» أن زيارة وفد غرفة الملاحة الدولية برئاسة «بيتر هينشليف» سكرتير عام الغرفة، أكدت اعتماد القناة الجديدة، ووصفتها بأنها إضافة كبيرة للملاحة البحرية العالمية وطرق النقل البحري وأن جميع التوكيلات الملاحية وملاك السفن تابعوا بإبهار قدرة المصريين على حفر القناة بهذه السرعة القياسية وبالكفاءة العالية، كما تابعوا عملية مرور أول 3 سفن بالقناة الجديدة في 25 يوليو الجاري بنجاح.
وأوضحت المصادر أن ثقة التوكيلات الملاحية البحرية والشركات المالكة للسفن في هيئة قناة السويس كبيرة، في قدرتها على إدارة العمل والملاحة، بدليل أن الهيئة تعد مرجعًا لتدريب جميع المرشدين والملاحيين البحريين في العالم في مركز المحاكاة التابع لها، والذي يعد من أشهر مراكز التدريب في العالم على الملاحة البحرية.
وكان الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس والرئيس التنفيذي لمشروع تنمية منطقة قناة السويس، استقبل وفدًا رفيع المستوى من غرفة الملاحة الدولية برئاسة بيتر هينشليف، سكرتير عام الغرفة.
وقام «مميش» خلال الزيارة بشرح الفكرة والأسس التي قام عليها مشروع حفر القناة الجديدة، ومشروع تنمية منطقة قناة السويس، واستعراض أبرز فرص التنمية التي سيتيحها مشروع التنمية، وتلا العرض التوضيحي جولة بحرية داخل المجرى الملاحي الجديد، أعقبها مؤتمرًا صحفيًا عالميًا لشرح أهم ما تضمنته الزيارة والاستماع إلى انطباعات وآراء أعضاء غرفة الملاحة الدولية عما شاهدوه خلال الزيارة.
ورحب «مميش» خلال كلمته بأعضاء غرفة الملاحة الدولية في ظل أجواء احتفالية بانتهاء حفر قناة السويس الجديدة لتكمل مسيرة قناة السويس كرمز للإرادة المصرية على مر العصور وليكون مشروع القناة الجديدة هدية مصر للعالم في ملحمة وطنية تضافرت فيها السواعد المصرية مع الخبرات الأجنبية في التكريك.
وأكد «مميش» على أن قناة السويس الجديدة تم حفرها في وقت قياسي في سباق مع الزمن، وتم تنفيذ تجربة المرور بها بنجاح، السبت 25/7/2015 باستخدام 3 سفن حاويات ضخمة متنوعة الغواطس لإثبات أن القناة آمنة ملاحية لإبحار جميع السفن ومستوفية لمعايير القواعد الملاحية داخل القناة بعد أن تم تجهيزالمجرى الملاحي بالعلامات الإرشادية الملاحية ونظم الملاحة العالمية، فضلاً عن طبع الخرائط الملاحية الجديدة وتدريب المرشدين على أعلى مستوي في مركز المحاكاة والتدريب التابع للهيئة، لتكون القناة بذلك الممر الملاحي الأسرع في العالم.
وأكد «مميش» على أن زيارة وفد منظمة الملاحة الدولية هامًا للغاية كونه شهادة نجاح لمصر في ضوء الانطباعات الإيجابية للوفد إثر إطلاعهم على الخرائط والتجهيزات الجديدة والإبحار في القناة الجديدة للاطمئنان على سير الملاحة في القناة الجديدة.
وأشار «مميش» إلى أن حفر القناة الجديدة سيرفع من تصنيف القناة ملاحيًا وهو ما سينعكس بالإيجاب على مشروع تنمية منطقة السويس، كما أوضح أنه يتعامل مع منظمات الملاحة العالمية باعتبارهم شركاء وأصدقاء تحت مظلة التعاون المشترك من أجل هدف واحد وهو رخاء الأسرة الإنسانية، داعيًا جميع التوكيلات الملاحية للإبحار في القناة الجديدة، والتي تستعد لاستقبال جميع أنواع السفن حتى غاطس 66 قدم.
ووجه «مميش» الشكر للرئيس السيسي، صاحب القرار العظيم بحفر القناة الجديدة، كما عبر عن امتنانه للجهد الذي بذلته الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والعاملين المدنين بها في أعمال الحفر الجاف، مؤكدًا على تضافر جهود الجميع على قلب رجل واحد.
وأضاف أن قناة السويس الجديدة، -كما قال السيسي في خطاب الأمم المتحدة- هي هدية مصر للعالم، وأنه يتم حاليًا التجهيز للاحتفال بافتتاح القناة لتكون على مستوى الحدث.
وأوضح «مميش» أن الاحتفالية ستراعي مصرية المناسبة وعالمية الحدث من خلال إبراز الشخصية المصرية في الاحتفال وعالمية المشاركة، حيث سيتم بث مراسم الاحتفال عالميًا فيما تقوم السفن بالموانئ العالمية بإطلاق صافراتها تحية ومشاركة منها في الاحتفال، كما ستشهد العديد من العواصم العالمية شاشات عرض عملاقة تغطي المناسبة ليشارك العالم كله مصر في إعطاء إشارة البدء لتشغيل قناة السويس الجديدة بحضور ملوك ورؤساء وأمراء العالم كله.
وألمح «مميش» إلى أنه سيتم الإعلان عن التكلفة النهائية لحفر القناة الجديدة فور خروج الكراكات من المجرى الملاحي والتي لم تتجاوز التكلفة التقديرية المعلنة ومقدارها 4 مليارات دولار، كما أنه سيتم الإستفادة من بعض الكراكات الموجودة حتى الآن في مشروع حفر القناة الجانبية بميناء شرق التفريعة ببورسيعد لإزالة 17 مليون متر مكعب من الرمال المشبعة بالمياه ،وذلك بالاتفاق مع شركة «Maersk» العالمية، بعد التوصل لاتفاق مرض بين الطرفين.
من جانبه، عبّر بيترهينشليف، سكرتير عام غرفة الملاحة الدولية، عن سعادته بمشروع القناة الجديدة، مؤكدًا على أن ما قدمته مصر في هذا المشروع هو جهد مشكور، ملمحًا إلى أن نسبة التجارة العالمية سترتفع 3% سنويًا، مؤكدًا على أهمية المشروع لحركة التجارة العالمية، وهو ما سينعكس بالإيجاب على الملاحة البحرية التي تستوعب 90% من التجارة العالمية.
وقال «هينشليف» أن قناة السويس الجديدة ستزيد من القدرة العددية لقناة السويس وستقلل من زمن العبور، مهنئًا قناة السويس ومصر بهذا المشروع الضخم.