أكد سفير مصر لدى فلسطين وائل نصر الدين، أن مصر وشعبها ستبقى دائما سندا لمطالب الشعب الفلسطيني المشروعة في نيل الحرية والعيش بكرامة كغيره من شعوب العالم الحر في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف. وقال السفير وائل نصر الدين، في كلمة ألقاها خلال الاحتفال الذي أقامته السفارة المصرية بذكرى ثورة يوليو المجيدة في حديقة الاستقلال برام الله بالضفة الغربية: «تحقيق الحل العادل والشامل والدائم للقضية الفلسطينية هو المدخل لاستقرار المنطقة بأسرها، بل العالم الذي يموج بتيارات إرهابية مقيتة تأكل الأخضر واليابس». وأضاف: «فى وسط هذه الأحداث نصبو بقلوب مفتوحة للسلام الذي يحقق الأمن لكل الأطراف، سلام ينهي الاحتلال الإسرائيلي لكل الأراضي الفلسطينية من خلال مفاوضات جادة ومثمرة على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية». وأوضح أن العلاقة العضوية بين مصر وفلسطين لا تقف عند حد التجاور الجغرافي، ولا عند حد اختلاط الدم المصري والفلسطيني عبر التصاهر، ودفاعا عن هذه الأرض الطاهرة على مر التاريخ، بدءا بالهكسوس، ومرورا بجحافل المغول، وصولا إلى الاحتلال الإسرائيلي، بل هي علاقة ممتدة عبر الماضي والحاضر والمستقبل. وأكد السفير وائل نصر الدين، أن ثورة 23 يوليو كانت، ولا تزال، شمساً ساطعة في سماء تاريخ النضال المصري والعربي نحو التحرر والاستقلال، استلهمت منها شعوب العالم النامي مسيراتها نحو الحرية والعدالة. وتابع: «حينما حادت الأنظمة السياسية في مصر عن أهداف تلك الثورة نهض شعبها الأبي في 25 يناير 2011 ليضع لبنات الجمهورية الثانية، ثم في 30 يونيو2013 لإعادة البوصلة إلى المسار الصحيح ويقيم الجمهورية الثالثة، وها نحن اليوم نحيي ذكرى الثورات الثلاث في ذكرى انطلاقتها الأولى». وقال: «لقد كانت قضية الشعب العربي في فلسطين دائما قضية مصرية داخلية، ولما كانت الفنون تعبيرا عن وجدان الشعوب، فقد تجسدت الوضعية الخاصة لفلسطين في انفراد التراث الأدبي والغنائي المصري عنها عن مثيله في سائر الدول العربية، ففي تلك الدول، كان هذا التراث ثمرة لتلاقح التراث الفلسطيني الذي حمله اللاجئون الفلسطينيون لهذه البلدان مع تراثها المحلي، أما في مصر، فكانت الأعمال الأدبية والفنية تراثا محليا خالصا». وحضر الحفل حوالي ألف من المدعوين، يتقدمهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبومازن»، ورئيس الوزراء رامي الحمد الله، والوزراء ورؤساء الأجهزة الأمنية والمحافظون ورؤساء البلديات ورجال الأعمال ونخبة من المفكرين والمثقفين الفلسطينيين، وتم خلاله عرض فيلم أعدته البعثة المصرية برام الله خصيصا لهذه المناسبة يستعرض تاريخ العلاقات المصرية الفلسطينية. وكان الرئيس الفلسطيني قد قال في كلمته خلال مشاركته في الاحتفال:«إن الشعب المصري قام بمعجزة وهي 30 يونيو، عندما خرج أكثر من 30 مليون إنسان دون أن يدفعهم أحد، خرجوا متطوعين ليصححوا المسار والمسيرة ويخلصوا البلد من الظلامية والظلام». وأردف قائلا: «الحمد لله هذه المعجزة تحققت، ولا قدر الله لو لم تحصل لكنا جميعا في مهب الريح، كل الأمة العربية والأمة الإسلامية». وأشاد الرئيس الفلسطيني بدور مصر في دعم القضية الفلسطينية قائلا: «نحن أكثر من يعرف مصر، وأكثر من أصيب بخيراتها، من خلال الدعم والمساعدة والعون التي قدمتها مصر لنا منذ ما قبل عام 1948». وأضاف «أبومازن»: «إننا مع مصر بكل ما تقوم به، في محاربتها للإرهاب ومحاربتها للمتطرفين في كل مكان، ونشد على أياديها ونتمنى أن تتخلص من كل هذا الإرهاب الموجود في سيناء وغيرها من المدن المصرية، لتعيش مصر في أمن واستقرار».
