لا تتعجب قارئ المقالة من العنوان أنه بحق شكر يجب أن نقدمه في هذه الأيام لأننا لم نشعر بالأنتماء الحقيقي للوطن مثلما نشعر به الآن والصور كثيرة ظهرت بعد الثورة العظيمة فالمواطن المصري أنتهت عنده عبارة وأنا مالي خلينى في حالى وهى عبارة كانت تردد في الشارع ناتجة من الخوض في الدفاع عن حق و مبدأ بل أن الأمر أصبح المواطن يشعر بأن تدخله في الأمر أصبح تكليفاً عليه دون أن يكون تشريفاً للقيام بالموضوع، وكذلك الأمر أصبح المواطن مقتنعاً بأن صوته الانتخابي مؤثر في الأختيار لما فيه مصلحة الوطن و ليس مصلحة أفراد بذاتهم، ناهيك عن إيثار أفراد الشعب الاخرين عن أنفسهم في الحصول على خدمات على أساس أنهم أكثر أحتياجاً لها عنهم ، فضلاً عن صحوة أطياف المجتمع لإخماد الفتنة الطائفية التي أشعلها النظام السابق وزيادة درجة الثقة لدى أفراد الشعب فيمن يدير شوؤن البلاد ( المجلس الأعلى للقوات المسلحة - مجلس الوزراء برئاسة الدكتور عصام شرف) وهو أمر لم يتوافر في مصر طوال سنوات كثيرة جداً. وبتحليل هذه الصور وصور أخرى كثيرة جاءت بعد الثورة تجد أن السر في زيادة الأنتماء الوطني لدى أفراد الشعب حيث أنهم شعروا بأنهم ينتمون إلى دولة وليس نظام لخدمة مجموعة من الأفراد وشعروا بأن عملهم أصبح له مردود إيجابي لمصلحة المجتمع ككل وأن مشاركتهم تكليف لهم يعبر عن أنتمائهم للوطن وأن هناك حوافز فعالة يستقيد منها أبنائهم في المرحلة المقبلة ولكن يبقى أمراً واحد إذا تحقق زادت عجلة الأنتاج في كافة المجالات وهو تحقيق أمن المواطن وأستشعاره برغبة الدولة في توفيره له. وأخيراً اسأل كل من يقرأ المقال بأن التغيرات الأيجابية التي حدثت لأفراد المجتمع بعد الثورة الشعبية في 25 يناير 2011 جاءت في وقت قياسي جداً لم نتوقعه أن يحدث ومن ثم فأنه واجب علينا أن نشكر النظام السابق الفاسد الذى غيرنا إلى الأفضل في هذا الوقت القياسي وعسى أن نكره شيئاً ويغير الله أمرنا فيه إلى الخير إذا رضينا بقضائه وقدره في شؤون أمرنا .