مأساة أسرة موظف محليات كرداسة: سائق نقل يشطره نصفين لرفضه تحرير مخالفات

صورة موظفى المحليات السائدة لدى الشارع المصري، ربما كانت سببًا في إصرار محمد فتحى نايل، الموظف بمجلس مدينة منشأة البكارى، مركز كرداسة، على تحرير مخالفة لسائق نقل، دون أن يعرف نهايته دهسًا أسفل عجلاتها، وشطر جسده إلى نصفين.
الواقعة التي جرت الأسبوع الماضى، وحققتها نيابة مركز كرداسة شمال الجيزة، تروى تفاصيلها أسرته، ل«المصرى اليوم»، مطالبين بالثأر بالقانون لشقيقهم البالغ من العمر 31 عامًا.
ويقول حسام، مدرس بأكاديمية الفنون، شقيق المجنى عليه، إن مهام عمل «محمد» مراقبة سيارات النقل التي تلقى بحمولاتها، بمقالب مخصصة لها، بمحيط عمله، وبيان مخالفاتها من عدمه، وحال ثبوتها يتخذ إجراءاته ممثلة في تحرير الغرامات المالية، أو التحفظ على السيارة مدة 3 أشهر، بجراجات الوحدة المحلية، وفقًا لقانون المحليات.
ويحكى شقيق المجنى عليه تفاصيل الحادث، الذي خبأته الأسرة عن الوالد:«الساعة 9 صباحًا أخى كان واقفًا على ناصية شارع الشهيد، ناحية منطقة منشأة البكارى، صحبة مدير إدارة الإشغالات بالحى، والعاملين به، حيث مقالب القمامة، فإذ بسيارة نقل، تأتى مسرعة من اتجاه ميدان الساعة، تجاههم فأشاروا لسائقها الذي لوح لهم بالرفض، وأصر «محمد» على ملاحقة بدراجته البخارية، وصولاً إلى شارع «الترابيع» وعنده صطدم سائق النقل، مؤخرة الموتوسيكل ودهس موظف الإشغالات، ومر أعلاه، ليفصل جسده إلى نصفين».
منظر جثة «محمد» كان مرعبًا لدى زملائه الذين ستروه بورق جرائد، لحين حضور الشرطة التي تأخرت قرابة ساعتين عن الوصول إلى موقع الحادث، حينها فرر السائق وتباعّ يجلس إلى جواره، يقول «حسام» الذي حاول إن يمسك أعصابه، يدخن بشراره:«لحد اللحظة، خبر مقتل شقيقى نخفيه عن الوالد، المصاب بأمراض منزمنه، وأقنعه بسفر «محمد» لاصطياف، والأخير هو الذي يراعاه بعد وفاة الأم، وزوجنا».
رواية الأخ الأكبر، تعتمد على نقله لشهادة مدير إدارة الإشغالات بمجلس المدينة، معتز عبدالعزيز، خلال تحقيقات النيابة، الذي قال:«إن السائق المجهول، رفض المثول للوقوف، ولاحقه المجنى عليه، وطلب منه التوقف لا شىء سوى لمعرفة طريقة وجهته، وإلقاء المخلفات بأى مكان، فجزائه دُهس أسفل سيارته، وشاهد الواقعة بصحبة آخرين من زملائه لحقوا ب«محمد» بسيارة تابعة للمجلس، لضبط المتسبب في مقتله.
«محمد سبق سائق النقل بحوالى 15 مترًا، على أن يحرجه بالتوقف، ولم يكن في خياله معقولية أن يزود سائق السيارة النقل سرعته لدهسه أسفل عجلاتها»، ينقل حسام رواية حمادة الدالى، موظف بمجلس المدينة، وبحسب أقواله فإن المنطقة التي شهدت الواقعة، غير ممهدة، وزراعية.
مها، الوكيلة بالنيابة الإدارية، شقيقة المجنى عليه، ارتدت السودا، ولم تكف عن البكاء، أكدت على ضرورة سرعة ضبط سائق السيارة، بعدما توصلوا إلى أرقام لوحاتها المعدنية، وقدموها إلى النيابة العامة، ووفق ما سمعته فإن «المعلمين» أصحاب السيارات المخالفة يأمرون العاملين لديهم بدهس أي ضابط أو موظفى بالمحليات سيتوقفهم لعدم لتحرير مخالفاتهم أو التحفظ على السيارة.
مها أشارت إلى أن أخوها قبل الحادث بشهرين قد تعرض لمحاولات اعتداء من أصحاب أراضى زراعية ارتكابوا مخالفات، بأسلحة نارية، وكان يواجه منتهى القانون لتغيير الصورة السائدة عن موظف المحليات، ونطالب بمنح الأخير ضبطية قضائية حال نزوله إلى العمل، مع توفير حماية كفاية له من قبل شرطة المرافق.
تبكى الأخت بحرقة: «أخويا كان بيحرر المخالفات، التي تدخل خزينة الدولة، يقوموا بمركز شرطة كرداسة، يحرر محضر بمقتله في حادث سير أثناء العمل»..مضيفة:«الناس بتدّعى أن موظف المحليات فاسد، رغم سقوطه إلى جوار ضابط الجيش والشرطة كل في ميدان عمله».
ومن جانبها، أمرت نيابة مركز كرداسة، باستخراج جثة «محمد» من مدفنه، وتشريحها بمعرفة خبراء الطب الشرعى للوقوف على أسباب الوفاة، بناءً على طلب أسرته، وطلبت تحريات إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن الجيزة حول الواقعة.