نرسل إليكِ يا أمنا مصر أغلى سلام.. لا أعلم لماذا اليوم نشعر بهذا الحنين الحزين إليكِ؟! لماذا اليوم خاصة وتلك اللحظة بالذات تتذكر أرواحنا الذكريات الخاصة بأحلك الأزمات ما قبل الثورة، عندما كنا نراكِ وقلبك ينبض خوفا علينا.. نراكِ أمامنا وحولنا وفى أحلامنا ومنامنا ولا تفارقنا صورتك، تمنحيننا الأمل فى الغد والحاضر، كنتِ رافضة وبقوة وعنفوان أن نكون عبيداً لأحد.. ربيت فينا العزة والكرامة وكبرياء الرجال.. علمتينا ألا نركع لغير خالقنا مهما كانت الظروف والصعوبات.. علمتنا أن المواقف العصيبة والمعاناة والحزن الدفين تصنع الأقوياء، وتجعلنا أكثر صلابة وإرادة، وبشبابك وشعبك يا مصر يوم 25 تخطيت كل ذكريات الألم، بعد أن صرخنا بكل عزة وكبرياء فى وجوه كانت تحكمها المادة بعد أن أغتالونا صحياً ونفسيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا لنقول لهم إن شعب مصر ليس رخيصا!! وأنتم يا شباب مصر الأحياء ارسموا الضحكة فوق الوجوه الذابلة، وازرعوا الحب فى الوجدان الممزق، وابنوا مصر بلدكم بالعمل والوفاء والإخلاص والانتماء بينكم، ولا تهزكم الفتن والصراعات وجروح الماضى العتيق، كل شىء سيتحقق وعليكم أن تتمسكوا بالأمل والعمل وبالمستقبل المشرق.. سطروا بعملكم لأمكم مصر أروع الكتب والدروس فى المرحلة القادمة، لتكون مصر شامخة دائماً حتى أبد الدهر، وكونوا متشابكى الأيدى دائماً. لا تحزنى يا مصر على فراقنا مهما كانت تضحياتنا المؤلمة.. افخرى يا مصر بنا نحن الشهداء وبأنك أنجبت فينا حب الوطن.. افخرى بنا يا أمى فأنت لم تنجبى فاسدين وخونة وعملاء.. افخرى بنا يا أمى وبقصتنا الجميلة، بأن بدايتنا ونهايتنا مليئتان بالجهد والكفاح والعناد.. لا تحزنى يا أمنا مصر على فراقنا لأن الشهادة والموت فى سبيلك لا يملك أحد أمامهما سوى الانحناء، لأنه أمر الله ولا تحزنى على فراقنا. محرم بك- الإسكندرية [email protected]