«شبح العنوسة» يطارد 11 مليون فتاة في الجزائر

تُرجع ياسمينة سبب تأخر زواجها للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشباب الجزائري، فأزمتا البطالة والسكن اللتان تؤرقانهم، من الصعب تحقيق الزواج في ظلهما.
وتقول ياسمينة، 42 عاما (موظفة)، بمرارة، إنها كانت مخطوبة لمدة 7 سنوات إلا أنه «فسخ الخطوبة وسافر إلى أوروبا».
وعن السبب، تضيف ياسمينة: «لم يكن له سكن، ولم تكن أجرته كحارس بإحدى المؤسسات الخاصة تكفى لاستئجار بيت، فقررنا الانفصال معا بعد أن اشتدت على الضغوطات العائلية وتعليقات المحيطين بي».
وأصابت ظاهرة العنوسة في الجزائر ارتفاعا كبيرا في السنوات الأخيرة، وقد أفرزت العديد من الظواهر الاجتماعية السلبية التي تهدد بنية الأسرة والمجتمع، وحذر خبراء اجتماعيون وسياسيون من خطورة تنامي الظاهرة على الأمن الاجتماعي للجزائريين، في ظل غياب خطة شاملة لتشجيع الشباب على الزاوج.
وباتت العنوسة تشكل هاجسا لأكثر من 11 مليون فتاة (تجاوزن سن ال 25 سنة) في الجزائر، من بينهن خمسة ملايين تجاوزن سن الخامسة والثلاثين سنة، وبمعدل زيادة يقدر ب 200 ألف عانس سنويا، وذلك من مجموع عدد السكان الذي يقدر ب 40 مليون نسمة - حسب إحصائيات سجلها الديوان الوطني للإحصاء (حكومي) في تقرير له خاص، في 2013.
وحسب الباحثة، آمال عيسى من جامعة البليدة، فإن «الأوضاع الاقتصادية السيئة التي عاشتها الجزائر خلال (العشرية السوداء) من صراع مسلح بين الدولة الجزائرية وفصائل متعددة تتبنى أفكارا موالية ل(الجبهة الإسلامية للإنقاذ والإسلام السياسي)، منذ أواخر 1991 حتى بدايات 2001 - تأتي علي قائمة أسباب ارتفاع ظاهرة العنوسة».
وأكدت آمال عيسى في بحثها المعنون «ظاهرة العنوسة في الجزائر»، قدمته لنيل شهادة الماجستير في علم الاجتماع بجامعة البليدة أن «الظروف الاقتصادية الصعبة للشباب أدت إلى تأخر سن الزواج لبعضهم، وهجرة البعض الآخر إلى أوروبا وأمريكا مما انعكس سلبا على تأخر سن زواج الفتيات».
وتقدر نسبة البطالة العامة في الجزائر بقرابة 10% وتصل إلى 30% في أوساط الشباب - حسب أرقام رسمية.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة