«أحمد زؤلة»... وقائع موت معلن لملك «المهرجانات» (فيديو)

في ساعات الليل الأولى، الأحد الماضي خرج أربعة أصدقاء من منطقة عرفات بحي المطرية، متوجهين إلى شارع عمر المختار، كانوا في طريقهم للغداء حين سمعوا عن وجود تظاهرات لجماعة الإخوان تطورت سريعاً إلى اشتباكات بينهم وبين قوات الأمن.
توجه الأربعة بفضول مختلط بالحذر ليتأكدوا مما سمعوه ليجدوا مئات الشباب يحاول تفادي طلقات الرصاص التي لا يتوقف دويها. توقف الأربعة عند مسافة مناسبة من الصفوف الخلفية، وبدأ أحدهم يلتقط بكاميرا هاتفه مقطعاً مصورا للأحدث، دار بالكاميرا دورتين، حتى ظهر في الكادر «زؤله»، الذي وقف وهو يضحك بينما يردد سؤال حائر: «أسافر إزاي أنا بكره؟»، وخرج من الكادر ولم يعد ثانية.
بعد لحظات من تلك الضحكة، سقط فنان المهرجانات على الأرض غارقاً في بقعة الدماء التي انفجرت من رأسه، عقب إصابته بطلق ناري في رأسه خلال وجوده خلف متظاهري الإخوان، وصار السفر إلى العريش مع «السادات» و«فيفتي» و«حاحا» لإحياء أحد الأفراح حلمًا موؤدا، بعد انتهاء حياة "مايسترو" لم يكمل مشروعه الذي بدأه مبكراً. يشهد له فيفتي:«رغم صغر سنة إلا إنه عرف يوصل لحاجات محدش مننا وصلها في الموسيقى».
مساء الاثنين عاشت منطقة المطرية في حداد، عشرات الأصدقاء جلسوا أسفل بيته، يحاولون أن يستوعبوا ما حدث، ولا يصدق المقربون له أن تلك كانت آخر مره سيرونه فيها، وأن جسده الذي كان يداعب اجهزة الكمبيوتر والموسيقى الإلكترونية ليخرج منها مهرجانات ناجحة، يمضي الآن أمامهم نحو القبر.
منذ سنوات اشتهر «أحمد محسن السعيد مصطفى»، 21 عاماً، في حي المطرية، بصنعة ال«DJ»، فخلال دراسته في أحد معاهد السياحة والفنادق، تعرف على «حاحا»، مؤسس موسيقى المهرجانات، ثم التحق بالفرقة التي كونها «حاحا» مع «السادات» و«فيفتي»، مؤديي الراب الشعبي، ليمتهن ال«DJ» كحرفة، ويصبح فنانًا له شعبية وسط الآلاف من محبي موسيقى الراب الشعبي "المهرجانات".
قبل عام واحد، سافر «زؤلة» إلى هولندا مع الثلاثي الذي اشتهر في أوروبا باستحداث طرق جديدة في تناول الموسيقى الإلكترونية، عرض عليه منظموا الحفل أن يبقى هناك، ويتعلم الموسيقى باعتباره الأصغر سناً، لكنه رفض وعاد مع «حاحا»، و«السادات»، و«فيفتي» الذي يقول: «امبارح كلمته عشان أفكره بالسفر للعريش وقاللي إن المنطقة هنا قلق، وهستنى لما المنطقة تهدا». يصمت قليلاً ثم يضيف: «القهر اللي إحنا فيه ما يجيش حاجة جنب القهر اللي عند أهله دلوقتي».
يقول عنه السادات: «أول معرفتنا بأحمد كان في فرح، ووقتها كان لسه سنه صغير، اشتغل معانا، لما لاقيناه شاطر في المزيكا»، يضيف: «أحمد كان مسافر فرنسا بعد كام شهر عشان يحيي حفلة هناك لوحده، لأنه اتعرف إنه شاطر وبيعمل ريمكسات حلوة».
ما يتذكره السادات أن «حاحا» كان يرفض إعطاء أي نسخة موسيقى لأحمد، يقول: «أحمد كان طيب جدًا وميردش طلب حد ولا يكسفه لدرجة أنه عمرو حاحا كان بيرفض يديله أي نسخة مزيكا أحسن حد يطلبها منه فيديهاله عشان ميكسفوش».. يصمت قليلاً ثم يقول: «حسبي الله ونعم الوكيل».
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة