مازالت أصداء زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للكويت منتصف الأسبوع الماضي تستحوذ على اهتمامات البرامج التليفزيونية والأعمدة الصحفية في مختلف وسائل الإعلام الكويتية وكل منهم يتناول بالتحليل نتائج الزيارة الناجحة والتاريخية. ففي صحيفة «الرأي» الكويتية الصادرة صباح الجمعة، كتب افتتاحية العدد جاسم مرزوق، رئيس مجلس إدارة الصحيفة، تحت عنوان «نعم دعم مصر دعم لاستقرار الكويت»، وقال: «شغلتنا مصر وشغلنا مصر في اليومين الماضيين كان الخبر الكويتي مصريًا والخبر المصري كويتيًا، زارنا الرئيس المصري حاملا هموم بلاده وهواجسها وملفات التعاون ورؤيته حول شؤون المنطقة وشجونها، ولمس تقاربا في الرؤى والتحليل وأساليب التعاطي مع نيران البراكين وحممها المتطايرة لهبا في هذا الإقليم». وأضاف: إن «القاهرة هي القاعدة - الإقليم للعالم العربي هكذا كانت وهكذا ستبقى، وهي المركز الذي يؤثر في كل ما حوله، وهذا الكلام ليس من أدبيات العاطفة العربية بل هو مختبر في التجربة العملية». وتابع: «دفعت مصر ثمنًا غاليًا من أجل قضايا العرب خسرت أغلى ما عندها وهو أرواح مواطنيها وهذا في رأيي ثمن لا تعوضه خزائن الكرة الأرضية، كما استنزفت اقتصاديًا وماديًا بسبب سياسات الحصار الخارجية إضافة إلى التخبط طويلا في سياسات داخلية خاطئة تدرجت فيها الدورة المالية والاجتماعية والاستثمارية والصناعية والزراعية على مدى عقود بين قرارات اشتراكية أو نصف اشتراكية أو رأسمالية أو شيء مشترك فرضته الظروف وأنتج مزيدًا من الجمود والتراجع». وشددا على أن «مصر تقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة، وهي مرحلة يجب أن تنجح اعتمادًا على تطوير القاعدة الاقتصادية وجعلها الأساس الذي تُبنى عليه قرارات السلطة داخليا، والجسر الرئيسي لعبور العلاقات مع الدول الأخرى الشقيقة والصديقة»، معتبرا أنه «في هذا الإطار، أتت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للكويت، وكم كانت النخب الكويتية الرسمية والشعبية مرتاحة فعلا لتغليب الجانب الاقتصادي على السياسي في محادثاته، لأن الكويتيين والمصريين سئموا رؤية حناجر صادحة وراء الميكروفونات تلهب الأكف بشعارات النضال والثورة واشتاقوا فعلا لكلام هادئ يضع مصلحة البلاد والعباد في أولية العلاقات». وأردف الكاتب: «لفتني كلام من مسؤول سياسي كويتي رفيع المستوى، ومن مسؤول اقتصادي كويتي رفيع المستوى جاء فيه ما معناه أننا عندما احتجنا مصر وجدناها معنا، وعندما احتاجتنا مصر وجدتنا معها، وهذا يعني أن التعاون بين الأشقاء شيء طبيعي وأنا سأزيد بأن ميزان التعاون في بعض المراحل التاريخية يجعلنا نخجل من الحديث عن الماديات إذا كان الطرف الآخر، وأعني مصر تحديدًا، (فدانا) بالروح والدم عندما كنا نخسر الأرض والروح والدم، ووقف معنا في كل المحافل لاستعادة الدولة». وقال في نهاية مقاله: «نتمنى على الجميع، ونبدأ بأنفسنا، أن تكون مقاربتنا للتعاون والعلاقات مرتكزة دائمًا على الاقتصاد من جهة وعلى المناخ الديموقراطي الحر من جهة أخرى هكذا استمر تقارب دول كثيرة في أوروبا والأمريكتين رغم تفاوت الإمكانات والثروات، فما يخدم الشعوب يبقى درعًا حاميًا للمصالح المشتركة وهذا ما نريده للكويت ولمصر». اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة