«الإخوان» يهاجرون إلى تركيا بعد المصالحة.. ومخاوف من توقف الدعم المالى

كشفت مصادر مطلعة داخل جماعة الإخوان أن قطر أبلغت قيادات الجماعة الهاربين إلى الدوحة بأنها ستعمل على تغيير السياسة الإعلامية لقناة الجزيرة القطرية خلال الفترة المقبلة، وذلك بعد المصالحة التى تمت بين القاهرة والدوحة مساء السبت برعاية العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وقالت المصادر إن معظم رموز الجماعة انتقلوا إلى تركيا بعد إبلاغهم من جانب الدوحة بأن عليهم تدبير أمورهم بما يناسب الظروف الجديدة بعد الاتفاقية التى تمت بينها وبين الرياض فى إطار المصالحة مع مصر.
وأضافت المصادر أن هناك عناصر من الجماعة الموجودة حالياً فى قطر سيستمرون نظراً لارتباطهم بأعمال ومصالح ستتم مراعاتها من جانب الدوحة التى اشترطت عليهم الإقامة دون العمل بالسياسة أو مهاجمة مصر مطلقاً بأى شكل، وعدم اتخاذ الإعلام القطرى منبراً للهجوم على النظام المصرى، مؤكدة أن الاتفاق بين القاهرة والدوحة لم يتضمن تسليم الهاربين ولكن الحكومة القطرية هددتهم بالترحيل فى حال مخالفة تعليماتها.
وأشارت المصادر إلى أن الجماعة تشهد أزمة وحالة تخبط جعلت التنظيم الدولى غير قادر على اتخاذ قرارات لإنقاذها من هذه الحالة التى وقعت فيها بعد المصالحة، مشيرةً إلى أن التنظيم دعا لاجتماع طارئ فى تركيا لمناقشة تداعيات المصالحة.
وتابعت المصادر أن الجماعة لا تخشى غياب الدعم الإعلامى القطرى، ولكن المشكلة الأساسية هى غياب التمويل القطرى للجماعة خلال الفترة المقبلة، حيث أصبح للجماعة أكثر من وسيلة إعلامية فى تركيا.
كان بيان صادر للديوان الأميرى القطرى أكد وقوف دولة قطر إلى جانب مصر مثلما وقفت إلى جانبها فى السابق، مؤكداً ترابط أمن البلدين. وأضاف البيان أن «دولة قطر التى تحرص على دور قيادى لمصر فى العالمين العربى والإسلامى، تؤكد حرصها أيضاً على علاقات وثيقة معها، والعمل على تنميتها وتطويرها لما فيه خير البلدين وشعبيهما الشقيقين».
ورحَّب البيان القطرى ببيان صدر عن الديوان الملكى السعودى يؤكد استجابة مصر وقطر لمبادرة أطلقها مؤخراً الملك السعودى عبدالله بن عبدالعزيز بتنقية العلاقات المصرية القطرية مما شابها.
من جهته، قال عمرو عبدالهادى، أحد مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى، الموجود فى قطر، إن الدوحة لم تطلب من قيادات الجماعة مغادرة أراضيها ولا يزالون موجودين. وأضاف ل«المصرى اليوم» أن هناك حالة ترقب من جانب مؤيدى مرسى فى قطر لما سيحدث فى الفترة المقبلة بعد المصالحة، والجميع موجودون لحين صدور قرارات جديدة.
وقال أشرف بدرالدين، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة المنحل، الهارب إلى تركيا، فى تصريحات ل«المصرى اليوم»، إن المصالحة لا تضر الجماعة فى شىء، مؤكداً تمتعهم بتسهيلات فى الزيارة أو الإقامة بقطر والتى تفعل ذلك من منطلق أن الجماعة لن تعرّضها لمخاطر أمنية.
وأضاف بدرالدين، فى تصريحات ل«المصرى اليوم»، أن ما تردد عن أن الحكومة القطرية طلبت من جميع عناصر الإخوان مغادرة البلاد منذ شهرين «غير صحيح»، وأن قرار مغادرة بعض منا البلاد جاء لرفع الحرج عن دولة قطر التى تتعرض لضغوط مستمرة من قبل دول الخليج ومصر لترحيلنا.
واعترف خالد سعيد، المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية، بأن المصالحة ستؤثر على ما وصفه ب«الحراك الثورى». وقال: «المصالحة ستتسبب فى أزمة لدى مؤيدى الشرعية، والبعض يشعر بالإحباط واليأس»، وأضاف «سعيد»: «ننتظر لحين صدور قرارات رسمية من قطر»، متوقعاً «عدم تغيير سياستها إلا إذا غيرت مصر سياستها تجاه الدوحة أولاً».
وقال عصام تليمة، القيادى بالجماعة، مدير مكتب د.يوسف القرضاوى، رئيس اتحاد علماء المسلمين، إن المصالحة لن تؤثر على الجماعة لأنها خارج حسابات الاتفاق بين الدولتين، الذى لم يتضمن ترحيل قيادات الجماعة وأعضائها أو منعهم من دخول الدوحة، لافتاً إلى أن عائلته مقيمة فى قطر رغم وجوده خارج البلاد، ويزور الدوحة عدة مرات انطلاقاً من أخلاق وشهامة القبائل العربية الموجودة فى المسؤولين القطريين والشعب القطرى بصفة عامة. وأضاف تليمة ل«المصرى اليوم» أن ما تردد عن ترحيل القرضاوى أمر غير صحيح، لأنه قيمة علمية كبيرة تعى الحكومة القطرية قيمتها، حيث تتم معاملته باعتباره رمزاً قومياً، حيث يحمل الجنسية القطرية منذ عام 1966 ولديه جواز قطرى خاص. وتابع تليمة أن هناك تعهدات من الحكومة القطرية بعدم المساس بالقرضاوى أو الجماعة أو منعهم من الدخول، لأن الحكومة القطرية تعلم جيداً أنهم أشخاص سلميون ولن يضيروا قطر بمكروه.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة