جاريدو وحمادة صدقي.. نجاح دفاعي ورسوب هجومي

خرج الاهلي بتعادل سلبي أمام وادي دجلة في مباراته المؤجلة من الجولة الثانية من بطولة الدوري، وقدم الأهلي أداء دفاعي متميز مع المدرب الإسباني خوان جاريدو في المباراة، إستطاع خلالها إيقاف المد الهجومي لوادي دجلة خلال معظم أحداث المباراة.
وعلى المستوى الدفاعي، أغلق «جاريدو» الأبواب على رباعي هجوم دجلة، دودو الجباس، ستانلي، مهاب سعيد وحسام عرفات، وذلك بدفاع متقدم، وبثلاثي دفاعي من شريف حازم على اليسار مع تفرغ حسين السيد للهجوم، سعد سمير، وشريف عبدالفضيل، الذي كان يتقدم للناحية اليمنى ليغطي على المتقدم باسم على.
ومع تحركات حسام عاشور الدفاعية خرج رباعي وادي دجلة الهجومي من المباراة طوال الشوط الأول، ومعظم أوقات الشوط الثاني بإستثناء أول عشرون دقيقة من الفترة الثانية، التي كان لاعبي الأهلي تائهين خلالها.
ولكن اللعب بدفاع متقدم، وتضييق مساحة اللعب، ساهمت في إرهاق لاعبي الأهلي بدنيًا، سواء على المستوى الدفاعي أو الهجومي، وهو ما ظهر جليًا في الشوط الثاني، والذي ظهر فيه لاعبي الأهلي غير قادرين على الركض بالشكل المعتاد.
كما كانت إصابة باسم على بسبب الإرهاق، مع تحركات كثيرة في الشوط الأول والركض للأمام وللخلف فكانت إصابة عضلية خرج على إثرها في الشوط الأول، وحل بدلا منه «الكسول» عبدالله السعيد.
ولم يستطع مهاجمي دجلة التغلب بدنيًا، أو بالسرعات، على مدافعي النادي الأهلي، والذين كانت لهم الكلمة العليا طوال التسعين دقيقة، مع إستقبالهم لإنطلاقات لاعبي المنافس وجهًا لوجه، وهو ما أعطاهم التفوق في المواجهات الفردية.
أما على المستوى الهجومي، فكان عكس المستوى الدفاعي، فوليد سليمان مبتعد تمامًا عن مستواه المعتاد، ودائمًا ما يستلم الكرة وظهره لمرمى الخصم، وهو ما يحد من خطورته، ويسهل مهمة المدافعين، بجانب قله تحركات عبدالله السعيد، والذي رغم تمريراته الحريرية، إلا أن تمركزه في الملعب، وبطئ تحركه، ساهم كثيرًا في تقليل خطورة الاهلي.
وكان قرار الدفع بمحمود حسن «تريزيجيه» على الناحية اليمنى من اللعب، الخطأ الأكبر ل«جاريدو» في المباراة، فتسبب ذلك في ظهور اللاعب تائهًا وغائبًا عن خطورته المعتادة على دفاعات المنافسين، إضافة إلى إرهاق بدني واضح من توالي المباريات.
أما عن رمضان صبحي، فظهر بمستوى متوسط خلال أحداث المباراة وحتى خروجه، ولكنه ظهر في لقطة وحيدة عندما «قلش» كرة خطيرة على رأس منطقة الجزاء انتظرتها جماهير الأهلي في المرمى من لاعب تنتظر منه هذه الجماهير الكثير والكثير.
بينما كان قلبي هجوم الأهلي، أحمد عبدالظاهر، ومن بعده البديل عماد متعب، مبتعدين تمامًا عن كونهم «مهاجمين»، فتحركاتهم وتمركزهم لا يرتقي لمهاجم في دوري المدارس، مع تأخر واضح وبطئ في التفكير والتحرك، فالزمن يتوقف عند وصول الكرة لهؤلاء اللاعبين.
وشهدت المباراة ظهور العائد من الإصابة، صلاح الدين سعيدو، في بعض دقائق المباراة، وقدم مردود جيد بالمقارنة بالوقت الطويل الذي ابتعد بسببه عن الملاعب، وكاد يهدي النقاط الثلاث للأهلي بعد تحرك أكثر من متميز وفتح مساحة له لينفرد بالمرمى، ولكن تسديدته جاءت ضعيفة وسهلة في يد أمير عبدالحميد حارس سموحة.
وإجمالًا، فالتحرك والتكتيك الهجومي للأهلي، مع «جاريدو» حتى الآن لم يقدم شيء يذكر، فالاعتماد دائمًا على مهارات وسرعات لاعبي الفريق، بجانب إستغلال أخطاء المنافس، ولكن لم تظهر أي جملة تكتيكية هجومية حتى الآن مع «أهلي جاريدو».
وفشلت محاولات الأهلي في إستغلال الأجناب لكسر دفاعات دجلة المتماسكة، والتي سهلت تحركات مهاجمي الأهلي المهمة عليهم، بجانب توقف حركة النصف الهجومي من خط وسط الأهلي مع إنخفاض مستواهم.
وغابت أخطاء المدافعين والمساحات في ظهر دفاع دجلة فأختفت تمامًا خطورة لاعبي الأهلي مع محاولات يائسة من تسديدات بعيدة المدى افتقدت للدقة .
وتعامل حمادة صدقي، المدير الفني لدجلة مع المباراة، بإمتياز، خصوصًا على المستوى الدفاعي، ولكنه كما هو حال منافسه «جاريدو»، فشل في كسر التكتيك الدفاعي للأهلي، لتخرج مباراة تكتيكية من الطراز الأول بالتعادل السلبي، ويتقاسم الفريقان نقاط المباراة عن جدارة وإستحقاق.
اشترك وخليك في الملعب لمتابعة أخبار الدوريات