استطاع الأهلي تحقيق فوزا على القطن الكاميروني بهدف نظيف في ذهاب نصف نهائي بطولة الكونفدرالية الأفريقية، وذلك في إطار سعيه للوصول إلى المباراة النهائية وتحقيق اللقب المستعصي على الأندية المصرية. وظهرت خلال المباراة العديد من النقاط الإيجابية التي ساهمت في تحقيق النادي لتلك النتيجة بجانب بعض النقاط السلبية الأخرى التي سيكون على المدرب كارلوس جاريدو إصلاحها في المباريات المقبلة. الأداء الدفاعي متميز: واصل دفاع النادي الأهلي تقديم مستويات كبيرة في مباراة، السبت، خصوصا من الثنائي نجيب وسعد سمير الذي تحول إلى صمام أمان حقيقي للخط الخلفي للفريق ليعوض المعتزل وائل جمعة بشكل كبير ومتميز. وقدمت أظهرة الجنب باسم علي وصبري رحيل مباراة جيدة أيضا، ولكن الإرهاق نال منهم مع مرور الوقت، خصوصا باسم علي والذي خارت لياقته البدنية بشكل كبير في الربع الأخير من المباراة. أحمد خيري «مكسب كبير»: عاد أحمد خيري أخيرا إلى المشاركة بعد سلسلة من الإصابات وعدم الاقتناع الفني بإمكانياته، ولكن اليوم كان «جاريدو» مجبرا على إشراكه بسبب إيقاف حسام عاشور. وتألق «خيري» في مركز لاعب الوسط المدافع خلال المباراة وتحطمت العديد من هجمات المنافس تحت أقدامه بجانب إظهاره لثقة بالنفس وهدوء في التعامل ونقل الكرة ليكسب الأهلي اليوم لاعبا سيكون مهما للفريق في الموسم الجديد. وليد سليمان «روح الأهلي»: صال وجال وليد سليمان يمينا ويسارا أمام القطن فخلق العديد من الفرص لزملائه وأضاع فرصة هدف محقق من انفراد في الشوط الأول وكان هو صاحب هدف الفوز. وبعودة «وليد» وارتفاع مستواه مع كل مباراة عادت الروح مرة أخرى إلى الخط الأمامي للأهلي ورأينا اللاعب الذي يركض خلف الكرة ويتحرك بها وبدونها لفتح المساحات لزملائه في انتظار مساعدات في المباريات المقبلة منهم. مكان «أبوتريكة» ما زال فارغا: منذ اعتزال النجم محمد أبوتريكة وحتى الآن عان الأهلي كثيرا في صناعة اللعب للمهاجمين وبدأ الاعتماد على الأجنحة لصناعة اللعب وظهرت الفجوة التي تركها الدولي المعتزل في المساحات بين خط الوسط والهجوم كبيرة في مباراة، السبت، وهي التي عزلت خط الهجوم عن الوسط وتسببت في تراجع خطوة الأهلي كثيرا على المستوى الهجومي خلال المباراة. ورغم تواجد محمد فاروق في تشكيلة الأهلي اليوم إلا أن «جاريدو» اعتمد عليه على الأجناب وهو ما حجم كثيرا من قدرات اللاعب والتي كانت تظهر عندما يتحرك نحو منتصف الملعب. واعتمد «جاريدو» على خطه «4-3-3» بتواجد ثلاث لاعبين ارتكاز في خط الوسط دون صانع لعب صريح ودون لاعب صاحب نزعه هجومية في خط الوسط وهو ما عزل الهجوم عن خطي الدفاع والوسط وظهر ثلاثي الهجوم طوال المباراة منعزلين عن بقية الفريق وهو ما كلفهم جهدا كبيرا. وسيكون من المنتظر في المباريات المقبلة خروج واحد من لاعبي خط الوسط أصحاب النزعة الدفاعية والدفع بفاروق أو رمضان صبحي كصناع لعب لتحويل التشكيلة إلى «4-2-3-1»، وذلك للوصل بين خطوط الفريق. حسام غالي وإعادة تقييم مطلوبة: عاد لحمل شارة قيادة الفريق وشعرت الجماهير ببعض الثقة في «غالي» لما يمتلكه اللاعب من إمكانيات كبيرة، ولكن مع بداية مشاركته مع الفريق وضح انخفاض مستوى اللاعب بشكل كبير وهو ما جعله عبئا على اللاعبين في الملعب خصوصا أن تمريراته أصبحت في مجملها خاطئة والصحيح منها دون فائدة أو خطورة على مرمى الخصم. كما ظهر على «غالي» البطء في التحرك بكرة ودون كرة والكسل الكبير في الضغط على المنافس ولولا يقظة زملائه لكلفهم الكثير سواء في مباراة اليوم أو في السوبر أمام الزمالك الأسبوع الماضي. يضاف إلى ذلك تعامل لاعب ليرس السابق السيئ مع زملائه والذي استمر في مباراة اليوم وقيامه بتوبيخ المجتهد محمود تريزيجيه بعد المباراة على أدائه، وكان أولى ب«غالي» أن يقف أمام المرآة ويوبخ نفسه على أداءه المنخفض وقرب نفاذ صبر المدرب والجماهير عليه. *عاد شريف عبد الفضيل أخيرا من الإصابة وشارك في المباراة على أمل أن ينجو اللاعب من انتكاسه أخرى ويبدأ في العودة إلى المشاركة مع الفريق مرة أخرى. *بدأ عمرو جمال في استعادة بعض من مستواه الكبير الذي بدأ به مسيرته مع الأهلي ويبدو أن اللاعب قد استحوذ على ثقة المدرب جاريدو وهو ما انعكس على أدائه وتحركاته في المباراة. *يحتاج اللاعب باسم علي إلى العمل أكثر على الجانب الهجومي له وإتقان العرضيات خصوصا أنها جزء مهم من مهامه كظهير أيمن والغريب أن «باسم» يرسل العرضيات بشكل متقن أكثر بقدمه اليسرى التي لا يجيد اللعب بها! *يجتهد محمود حسن «تريزيجيه» في الملعب ويقدم أداء جيد بشكل كبير دائما ولكنه ما زال في حاجة إلى العمل أكثر على التحكم في قوة إخراجه للكرة من قدمه فهي إما قوية بعيدة عن زميله أو صعبة الامتصاص وإما ضعيفة لا تصل سوى للمنافس. كما يجب التنبيه علية بالتحلي بالجراءة أكثر وعدم الخوف من التدخل على المنافس، خصوصا أنه في إحدى الهجمات للقطن الكاميروني اليوم ظهر خائفا من التلاحم والتدخل مع لاعب المنافس ومرت الكرة إلى هجمة واعدة كادت تسفر عن هدف للقطن. *واصل إكرامي تقديمه لأدائه المعتاد والمتميز ليثبت أقدامه أكثر وأكثر كوحش أفريقيا ويؤكد أنه الأفضل في مصر حاليا.