عرفه العرب من خلال رباعياته التي تغنت «أم كلثوم» بجزء منها كشاعر كبير، إلا أن البعض لا يعرفون أنه كان أحد علماء الرياضيات، وأوّل من اخترع طريقة حساب المثلثات، وتولى الرصد في مرصد أصفهان وبحث في نظرية ذات الحدين، وبرع في الفلك، وطلب منه السلطان «ملكشاه» في 1074 تعديل التقويم الفارسي القديم. لعمر الخيام مؤلفات في الرياضيات والفلسفة والشعر وأكثرها بالفارسية، أما كتبه بالعربية فمنها «شرح ما أشكل من مصادرات كتاب إقليدس» و«رسالة في الموسيقى»، أما اسمه كاملا فهو غياث الدين أبوالفتوح عمر بن إبراهيم الخيام، وهو مولود في مدينة نيسابور بإيران، وتاريخ مولده مختلف عليه إذا ما كان 1038 أو1040 أو 1048، ولكن هناك ما يشبه الإجماع على تاريخ وفاته التي كانت «زي النهاردة» في 4 ديسمبر 1123ميلاديا. عاش الخيام حياة رغد، ما ساعده على التفرغ للبحث والدراسة والإبداع، وكتب رباعياته بالفارسية، وكان بإمكانه كتابتها بالعربية، ومما قاله فيها: «تناثرت أيّام هذا العمر.. تناثر الأوراق حول الشجر.. فانعم من الدنيا بلذّاتها.. من قبل أن تسقيك كفّ القدر»، إلى قوله: «يا عالم الأسرار علم اليقين.. يا كاشف الضرّ عن البائسين.. يا قابل الأعذار فإنا إلى.. ظلّك فاقبل توبة التائبين». وعلى ذلك فإن الرباعيات تراوحت بين التمتع بملذات الحياة وطلب العفو من الله، وأوّل ما ظهرت الرباعيات كانت بعد رحيله بثلاثة قرون ونصف، وأوّل ترجمة للرباعيات كانت للإنجليزية في 1859، وترجمها عن الفارسية للعربية أحمد رامي، كما ترجمها الشاعر العراقي أحمد الصافي النجفي. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة