إرهاب الأندال

■ تعوَّدنا بعد كل نجاح سياسى لمصر أن نجد أمامه عملية إرهابية نوعية، يتآمر عليها أحد أجهزة المخابرات فى مجموعة الدول التى تمثل رابعة الدولية (إيران، تركيا، قطر، أمريكا)، فإسرائيل هى العدو الدائم والمعروف، ورصده من ضمن الروتين اليومى للأمن المصرى، أما عنصر المفاجأة الذى يدهشنا بقدرة التدريب ونوعية التكتيك فيأتى من الحدود البرية، والأنفاق الأرضية، والتنظيمات الإخوانية التى تعيش بيننا.. ومؤخراً كانت المواجهة مع القوات البحرية.. تُصنَّف هذه العملية على أنها مدرجة على مستوى الدول وليس فقط مجرد ميليشيات مسلحة.. فهى مؤكد عملية منظمة ومرتبة منذ فترة طويلة، استخدموا فيها عدداً كبيراً يصل إلى 65 فرداً، فلماذا يستخدم كل هذا العدد؟ ربما المطلوب تنفيذ هذه المهمة، ومن ثم التخلص منهم كمجموعة أغلبيتها تسكن فى قرى على الحدود البحرية من دمياط، وبورسعيد، أو السويس...إلخ، ربما هم من نفس المجموعة التى تم تجنيدها منذ سنوات، وكتبت عنهم بالتفصيل فى مقال بعنوان (دقوا المذاهب) فى 13 أكتوبر 2008، شباب سافروا إلى سوريا وغادروا من الحدود البرية إلى لبنان، وهناك تم تجنيدهم من حزب الله التابع لإيران، الذى قدم لهم دروس محو أمية السلاح، وتغير منهجهم فى المذهب الدينى، وتم تزويجهم من الفتيات التابعات للحزب بهدف المراقبة وضمان الولاء للمرشد الإيرانى بعد عودتهم إلى مصر.. نعم الفقر والجهل وضيق سبل الحياة يسهل على الآخرين التسلط على العقول وتجنيد النفوس.. وأصبح المطلوب منهم بعد هذه السنوات القيام بعملية إرهابية تشكل رسالة لمصر، وفى نفس الوقت التخلص منهم بعد ذلك.. فالمعروف أن التعامل فى عرض البحر مع البحرية المصرية نتيجته إما الغرق، أو الموت، أو الاستسلام.. إذاً هى رسالة باستعراض لقوة مجموعة عصابات مسلحة أمام جيش نظامى.. ف«تحية» لكل جندى وضابط دافع عن كرامة وطنه من إرهاب الأندال.
■ يجب أن نتذكر أننا لا نعيش فى مؤتمر الملائكة.. كل مجال قد يحمل بينه الصواب والخطأ لأننا بشر.. فالمطلوب هو ضمان الولاء والاحتواء ليس فى داخل المؤسسات فقط، ولكن من خارجها أيضاً، فكل منا يمكن أن يكون مشروع انقسام قابلا للانفجار، أو يكون حجراً صلباً إضافياً لصمود الوطن ضد كل المخططات، فمن الضرورى سرعة التوقف عن التشكيك فى كل ما يُحكى أو يُقال بعد كل حادث إلى أن تظهر الحقيقة.. هل هى تركيا وتدريب إيران وتمويل قطر وتخطيط أمريكا لتستفيد إسرائيل فى النهاية؟ إن المهمة الوطنية المطلوبة الآن هى الإيمان بالوطن ورجاله، من جيش وشرطة وجهات سيادية وأجهزة أمنية، لأنهم هم من أنقذوا الوطن من قبل.. ويحمون الأرض والشعب الآن.
gailane.gabr@yahoo.com
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة