«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيناريوهات الحرب القادمة!
نشر في أكتوبر يوم 02 - 09 - 2012

اعتقدت إسرائيل أن غياب المشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة السابق عن قيادة الجيش سيكون فرصة سانحة لإعادة احتلال سيناء وأن الأراضى المصرية أصبحت مستباحة لكل من هب ودب، أو أنها باتت لقمة سائغة لجنرالات إسرائيل وعناصر الجهاد والتفكير فى سيناء.
اعتقدت إسرائيل ومعها تلك العناصر من أصحاب الفكر التكفيرى، وأعضاء جيش الإسلام، وجند الله، وجلجلة فى غزة وسيناء أن الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع ومعه القيادات الجديدة ستتهاون فى أمن سيناء وأن الهدوء الذى يسبق العاصفة الآن، ما هو إلا دليل عجز عن مواجهة الواقع.
ووسط هذه الأنواء فى هذا الجو الملبد بالغيوم بدأت إسرائيل تكشر عن أنيابها، وتكشف عن خطط أعدتها سلفاً لإعادة احتلال سيناء، وضرب مراكز عمليات الجيش فى المناطق أوب و ج حتى لا تقوم لها قائمة.. كشفت إسرائيل عن الخطة «عوز» والخطة «شمشون» لاحتلال 15 كيلومتراً من سيناء.. كشفت عن ترسانة الأسلحة التى تمتلكها، والتصنيع العسكرى الذى تقوم به، وكفاءة قواتها القتالية.. والدبابات المتأهبة فى المرابض، والمقاتلات القاذفة فى الخنادق.. قررت إسرائيل أن تحتل الشريط الحدودى لخلق منطقة عازلة «بابا رزون» على الحدود المصرية الإسرائيلية لحماية سكان الجنوب وإيلات وصحراء النقب، ومفاعل ديمونة من الصواريخ المارقة فى سيناء.. وهو نفس السيناريو الذى نفذته إسرائيل فى جنوب لبنان بدعوى حماية شمال إسرائيل من صواريخ حزب الله.
ولتنفيذ هذه المخططات وإعادة احتلال شريط حدودى فى سيناء وضرب المقرات المصرية فيها لم تقف إسرائيل مكتوفة الأيدى، فقد أجرت تدريبات عسكرية بحرية وبرية مع تركيا فى بلاد البلقان والبحر الأسود، حرصت إسرائيل على أن يكون بينها وبين أمريكا تبادل تكنولوجى على أعلى مستوى، وتعاون استراتيجى مع فرنسا، وتصنيع حربى مع بريطانيا، وأبحاث عسكرية مع الهند، وتجارب نووية مع جنوب أفريقيا وتحركات مشبوهة مع أثيوبيا.
أرادت إسرائيل أن تشغل العالم بإيران، فى الوقت الذى حشدت فيه قوات عسكرية على الحدود مع مصر، وشن حرب نفسية على دول الجوار، نفس السيناريو الذى كتبه ليفى أشكول رئيس وزراء إسرائيل فى 67، ونفذه موشيه ديان فى حرب الأيام الستة، التى احتلت فيها إسرائيل 4 دول عربية هى مصر والأردن وسوريا وفلسطين، نفس السيناريو الذى فطن إليه الرئيس السادات، وقال قبل حرب أكتوبر بأيام «إذا تجرأت إسرائيل وهاجمت مصر - كما حدث فى 67 - فإن السن بالسن، والعين بالعين والعمق بالعمق» حيث أراد الرئيس السادات توصيل رسالة لجنرالات إسرائيل مفادها أن «من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم».
وما أشبه الليلة بالبارحة، فعندما قرأ المشير طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة السابق ما يدور فى الغرف المغلقة بوزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان الإسرائيلية، والوقوف على نية إسرائيل فى تنفيذ مخطط ما بعد التدريبات البرية والبحرية والجوية التى أجرتها مع الجيش التركى أمر بإجراء تدريبات للجيشين الثانى والثالث بالذخيرة الحية وسط سيناء، وقال على الملأ من سيقترب من الحدود المصرية «سنكسر رجله» واللافت للنظر أنه بعد غياب المشير عن الساحة العسكرية أقامت الأجهزة الأمنية فى إسرائيل حفلات سمر ابتهاجاً برحيل المشير ورجاله الذين أطلقوا عليهم «صقور الحرب» فى العسكرية المصرية إلا أن فرحة جنرالات إسرائيل انقلبت إلى صدمة عندما علموا أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى مدير المخابرات الحربية تولى مسئولية وزارة الدفاع لكونه التلميذ النجيب للمشير طنطاوى، وكانت المفاجأة عندما أعلن الفريق السيسى صراحة: «من يرفع السلاح فى وجه المصريين سنقطع يده».
ولأن بن جوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل قال إن حدود إسرائيل تنتهى عند إقدام جنودها، فقد قررت الدولة العبرية بمساعدة الدول الكبرى أن تكون أقوى دولة فى المنطقة.. بل أقوى من الدول العربية مجتمعة، وقد سعت لتنفيذ هذا المخطط منذ إنشائها، حيث تقربت من بريطانيا فمنحتها وعد بلفور، وأصبح لها وطن قوى فى فلسطين، وتقربت من فرنسا فهربت لها اليورانيوم المخصب، وبنت لها مفاعل ديمونة لتمتلك أكثر من 200 رأس نووى وصعدت على أكتاف أمريكا مثل «نبات الهالوك» ففتحت لها مخازن السلاح والذخيرة، وقدمت لها أبحاث الفضاء لتقف فى مصاف الدول الصناعية الكبرى سواء بسواء.
إسرائيل أعدت العدة للقيام بحرب شاملة، قررت أن تقضى على الجيوش العربية، مجتمعة أو منفردة، روّجت لثورات الربيع العربى، ومولت بالسلاح والمال لتقسيم الدول، وتفتيت الجيوش مثلما حدث فى ليبيا، والسودان، واليمن، ويحدث الآن فى البحرين، وسوريا، فمصائب قوم عند قوم فوائد، ومن لم يمت بالسم مات بغيره.
الشوكة
والعقبة الرئيسية أمام إسرائيل كما يقول الخبير الاستراتيجى الكبير اللواء نبيل فؤاد هو الجيش المصرى، لكونه أكبر جيش نظامى فى المنطقة، وهو مثل الشوكة فى الزور، ولذلك فإن مراكز الأبحاث الدولية قد عقدت مقارنة بين تسليح الجيشين المصرى والإسرائيلى لتحديد نقاط القوة والضعف بينهما.
ولمعرفة ميزان القوى بين الجيشين المصرى والإسرائيلى استعداداً للحرب القادمة فقد أوصى اللواء نبيل فؤاد فى حديثه ل «أكتوبر» بالاطلاع على مركز الدراسات الاستراتيجية بلندن (iifc) لكونه مصدر معلومات محترما، وبه أرقام موثقة تعتمد عليها أجهزة المخابرات، وتبنى عليه تقديراتها، حيث تبين من خلال تقرير المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية بشأن ميزان القوى فى العالم لعام 2010 وتقرير أنطونى كوردسيمان الصادر عن معهد الدراسات الأمنية والدولية بالولايات المتحدة أن القوات العاملة فى جيش إسرائيل تبلغ 176.500 مقاتل، منهم 133 ألفا للقوات البرية، و9500 للبحرية و34 ألفا للقوات الجوية، و8050 للقوات شبه عسكرية، أما قوات الاحتياط فى جيش الدفاع الإسرائيلى فتقترب من ال 565 ألفا، و500 ألف للقوات البرية، و10 آلاف للبحرية و55 ألفا للقوات الجوية.
وعن مدة التجنيد فى الجيش الإسرائيلى- كما يقول تقرير معهد الدراسات الأمنية والدولية بالولايات المتحدة فإنها تصل إلى 48 شهرا للضباط، و36 شهرا للمدنيين، و24 شهرا للفتيات مع قصر الخدمة فى جيش الدفاع على اليهود والدروز مع إمكانية تجنيد المسلمين والشراكة فى أعمال الخدمات والمهمات المعروفة فى الجيش بالأسلحة المعاونة، بعيدا عن الأسلحة الرئيسية فى المدرعات والمظلات والمشاه والاستطلاع والقوات البحرية والجوية.
ولأن أزمة عدد السكان فى إسرائيل تؤثر بالسلب على عدد القوات العاملة، مقارنة بمصر أو سوريا أو السعودية، فقد لجأت إسرائيل إلى تجنيد الفتيات وتدريب قوات الاحتياط والاستعانة بها عند الحاجة، وقد اشترطت قيادة جيش الدفاع فى إسرائيل ألا يزيد سن الاحتياط عن 41 عاما بالنسبة للجنود و54 عاما للضباط والمتخصصين فى التقنيات الفنية والبحثية والعسكرية والتكنولوجية والعلمية.
وعن عدد قوات الجيش المصرى فقد ذكر تقرير المعهد الدولى وتقرير معهد الدراسات الأمنية والدولية بالولايات المتحدة أن القوات العاملة فى الجيش المصرى حتى عام 2010 يبلغ 468500 مقاتل منهم 340 ألفا للقوات البرية و18500 للقوات البحرية، و30 ألفا للقوات الجوية و80 ألفا لقوات الدفاع الجوى، بينما يبلغ حجم القوات شبه العسكرية 397 ألفا، بينما تقدر قوات احتياط الجيش المصرى بنحو 479 ألفا للقوات البرية و14 ألفا للبحرية، و20 ألفا للقوات الجوية، و70 ألفا لقوات الدفاع الجوى.
وعن المدفعية الإسرائيلية قال تقرير المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية إنها تمتلك 1300 قطعة مدفعية منها 620 مدفعاً ذاتى الحركة و456 مدفعاً مقطوراً و264 قاذفة صواريخ متعددة.
وفى الدفاع الجوى تمتلك إسرائيل - كما هو معلن 5 بطاريات صواريخ باتريوت و17بطارية صواريخ توماهوك، وعدد 2 بطارية صواريخ أرو و3 بطاريات صواريخ PAc-2، كما تمتلك إسرائيل 1250 منصة لاطلاق الصواريخ أرض - جو وحوالى 920 مدفعاً مضاداً للطائرات.
وعن مدفعية الجيش المصرى فإن مصر تمتلك - كما هو معلن 1952 قطعة منها 492 ذاتية الحركة و962 مقطورة قاذفات صواريخ متعددة الأهداف والأغراض.
صواريخ سكود
واستكمالاً لسلاح المدفعية المصرى، فإن مصر تمتلك قذائف مضادة للدبابات، وأسلحة خفيفة عبارة عن قاذفات، وبنادق نصف آلية، وبنادق آلية متعددة الأغراض، ورشاشات قنص، وبنادق آلية ثقيلة ومتوسطة بالإضافة إلى صواريخ دفاعية تمت صناعتها فى مصر على غرار الصواريخ الروسية Scud بقدرات فائقة، وصواريخ باليستيه متوسطة المدى صناعة مصرية، وصواريخ صقر 80 و30 و10 باليستية قصيرة المدى، وصواريخ ScudB و Scudc بالإضافة إلى مدافع هاون روسية وأمريكية.
أما سلاح الدفاع الجوى المصرى فإن الكل يعلم أن القوات المسلحة المصرية تمتلك شبكة من الصواريخ تحمى سماء مصر بنسبة 100%، وذلك بفضل تنوع مصادر السلاح فى الدفاع الجوى بالذات، وتشتمل على منظومة صواريخ أرض - جو كبيرة تتنوع بين صواريخ سام الروسية وهوك الأمريكية، وأكثر من 700 منصة إطلاق صواريخ بكافة الأنواع أطلقوا عليها فى إسرائيل غابة الصواريخ المصرية، ويعد الدفاع الجوى المصرى الذراع الطويلة بالنسبة لتفوق سلاح الجو الإسرائيلى.
ويوجد بين صواريخ الدفاع الجوى المصرى صواريخ أرض - جو خفيفة الحركة منها الشابارال والكروتال وعين الصقر وآمون بالإضافة إلى مدافع مضادة للطائرات تزيد على 2270 مدفعاً - كما هو معلن.
ومن بين الصواريخ المصرية توجد صواريخ متوسطة وقصيرة المدى وقصيرة ومنخفضة ومتوسطة، وصواريخ مضادة للصواريخ والطائرات والرادارات لحماية بطاريات ووحدات الصواريخ.
الدفاع الجوى
وذكر تقرير المعهد الدولى للدراسات أن أسلحة الدفاع الجوى المصرى تتنوع ما بين صواريخ، وقاذفات صواريخ ومدفعية مضادة للدروع منها الروسى والأسبابى والإيطالى والأمريكى، والمصرى.
وعلى الجانب الآخر فإن إسرائيل تمتلك فى قواتها الجوية، أكثر من 461 طائرة مقاتلة كما هو معلن منها 337 طائرة F16 و87 طائرة F15 ، وقد ذكر التقرير أن إسرائيل تتفوق فى قواتها الجوية على مصر وسوريا والأردن، إلاّ أن منظمومة الدفاع الجوى المصرى تقضى على هذا التفوق وتمثل تهديداً مباشراً للطيران الحربى الإسرائيلى، قلقاً لقادة إسرائيل.
أما القوات الجوية المصرية، فإنها تمتلك كما هو معلن 461 طائرة مقاتلة أكثر من نصفها من الطرازات الحديثة ذات الكفاءة القتالية العالية، وتشمل 220 طائرة F16 بمختلف أنواعها و18 طائرة ميراج 2000 فرنسية و 18طائرة P4E، بالإضافة إلى طائرات ميراج 5، وميج 19 و21 وألفا جيب وهى طائرات قديمة نسبياً إلا أنها ذات قدرات قتالية عالية.
وإذا كان تقرير المعهد الدولى للدراسات الاسراتيجية بشأن ميزان القوى فى العالم لعام 2010 وتقرير أنطونى كوردسيمان الصادر عن معهد الدراسات الأمنية والدولية بالولايات المتحدة قد ذكرا أن المقاتلات الجوية فى الجيش المصرى تعادل العدد الموجود فى الجيش الإسرائيلى وهو 461 طائرة فإن تقارير أخرى كشفت أن العدد الحقيقى للقوات الجوية المصرية والإسرائيلية، يزيد على هذا بكثير.
وإذا كانت إسرائيل تفتخر دائماً بأنها صاحبة أكبر قوة جوية فى المنطقة فإن البحرية المصرية هى سيدة البحار بلا منازع، وإذا كانت إسرائيل تمتلك فى قواتها البحرية، أكثر من 5 غواصات تقليدية، و5 أخرى نووية، و3 فرقاطات وعدداً متواضعاً من الزوارق الصاروخية، وزوارق الدوريات، فإن القوات البحرية المصرية تمتلك كما هو معلن 12مدمرة وفرقاطة و4 غواصات بالإضافة إلى غواصتين تم التعاقد عليهما مع الحكومة الألمانية، وعدد 2 غواصة أخرى استلمتها القوات البحرية من البحرية الأمريكية فى الفترة الأخيرة.
كما تمتلك القوات البحرية أكثر من 11 كاسحة ألغام بالإضافة إلى أعداد لم يعلن عنها من مراكب ولنشات الصواريخ، ولنشات طوربيد وحراسة ومراقبة ولنشات إبرار بحرى، وطائرات استطلاع ومراقبة مضادة للغواصات والسفن، هذا بخلاف سفن ويخوت ومراكب تدريب وسفن قطر (سحب) وناقلات نفط عسكرية.
وتعليقاً على التفوق الكمى والنوعى فى بعض أسلحة الجيش الإسرائيلى يقول الخبير الاستراتيجى ناجى أبوزيد إنه إذا كان قد اتضح من التحليل الدقيق أن إسرائيل تتفوق على مصر فى بعض الأسلحة خاصة القوات الجوية، والتفوق النوعى فى المقاتلات والمدرعات فإن القوات المسلحة المصرية، تتفوق على إسرائيل فى القوات البرية والوحدات الخاصة من الصاعقة والمظلات، والمجموعات القتالية، والدفاع الجوى إذ يمكن لصاروخ لا يزيد ثمنه على ال 100 ألف دولار إسقاط طائرة مقاتلة F16 أو F35 يزيد ثمنها على المليار دولار، كما أن القوات البحرية المصرية هى سيدة البحار فى منطقة الشرق الأوسط.
هذا مع التأكيد على أن مصر تمتلك - وهذا معلوم - مئات الآلاف من الصواريخ المحمولة على الكتف والمضادة للطائرات والدبابات، الحارقة للدروع وناقلات الجند، والتى كانت وبالاً على الطيران الإسرائيلى المنخفض فى 73 والتى كانت تهرب من شاشات الرادار، وبعدها تقع - لحظها العاثر - تحت رحمة المقاتل المصرى الرابض فى حفرته وعلى كتفه الصاروخ فى انتظارها.
وعن سيناريوهات الحرب المقبلة قال د.طارق فهمى إن إسرائيل تخطط منذ فترة لاحتلال من 5 إلى 10 كيلومترات من سيناء، ولن تتورع فى احتلال المزيد من الأرض إذا سنحت لها الفرصة فى تحقيق ذلك الغرض، وقد أقرت إسرائيل هذه اللحظة بعد ظهور الجماعات التكفيرية فى سيناء، وضرب قسم ثانى العريش بالصواريخ وقتل 12 إسرائيلياً بالقرب من ميناء إيلات، وقتل 6 جنود مصريين فى سبتمبر 2011 و16 فى نفس الشهر من العام الحالى.
ووسط هذه الأحداث قرر نتنياهو تشكيل حكومة حرب، والقيام بعملية خاطفة لإنشاء منطقة عازلة «بابا رزون» يتم على أساسها فيما بعد تواجد قوات دولية لتأمين الحدود المصرية الإسرائيلية، مع التأكيد بأن جنرالات إسرائيل عينهم على سيناء، حيث يعتبرونها درة التاج الإسرائيلى، وعلى أرضها يتحقق حلم دولة إسرائيل الكبرى.
وتعتمد سيناريوهات الخطة «شمشون» الإسرائيلية على قصف جوى مركز على الأهداف الاستراتيجية والمنشآت الحيوية ومراكز تجمعات الجيش والشرطة وحرس الحدود فى رفح والعريش والشيخ زويد، وقيام عناصر من قوات النخبة، والعمليات الخاصة بالقضاء على شباب البدو والعناصر المسلحة فى سيناء، مع تحريك لواء مدرع وفرقة مشاه كاملة، وعمليات إنزال جوى، وإبرار بالمشاه والمدرعات والمجنزرات، وقصف جبل الحلال بالصواريخ.
عقدة التقصير
ومن خلال الرصد والتحليل فإن المجموعة العسكرية التى تدير الحكم فى إسرائيل الآن وعلى رأسها نتنياهو وباراك تدفع بقوة للمواجهة مع مصر لعدة اعتبارات منها رغبة تلك المجموعة العبور بدولة إسرائيل وجيش الدفاع من أزمة المحدال أو التقصير التى لحقت بجيش الدفاع فى 73 وفى حربه مع حزب الله وحماس فيما بعد، فرأوا أن التخلص من عقدة النقص هذه لن يكون إلا بمواجهة حاسمة مع جيش نظامى كبير مثل الجيش المصرى، مع التأكيد بأن إسرائيل تلجأ دائماً إلى خيارات القوة لحل مشاكلها.
ونوه د. طارق إلى أن قدرات الجيش الإسرائيلى كبيرة للغاية، وبالتالى يجب عدم الاستهانة بها، مع الإشارة - وبناء على ما تم من تسريبات - فإن حرب إسرائيل المقبلة، ستكون حرباً خاطفة لأسباب سياسية واستراتيجية واقتصادية.
وعن ميزان القوى بين مصر وإسرائيل يقول الخبير الاستراتيجى اللواء نبيل فؤاد: لابد من الاعتراف بأن إسرائيل متفوقة فى القوات الجوية والصواريخ أرض- أرض تفوقاً نوعياً وكمياً، كما أنها متفوقة فى صواريخ الدفاع الجوى باتريوت المضادة للصواريخ، أما المدرعات فإنها -ربما- تكون متفوقة، تفوقاً نوعياً خاصة الدبابة ميركافا أساس القوة المدرعة فى إسرائيل.
وفى المقابل فإن القوات المسلحة المصرية تتفوق تفوقاً واضحاً فى بعض الجوانب أبرزها المشاه، والصواريخ المحمولة على الكتف المضادة للمدرعات والطيران، والعقيدة القتالية للجندى المصرى الذى يسعى إلى الشهادة دائماً، ولا يأبه بالموت أينما كان.
ويشير لواء نبيل أيضا: أن إسرائيل متفوقة بكثير فى الإنفاق العسكرى وتضع جيش الدفاع فى مقدمة أولوياتها، ولا يجرؤ أحد الكلام عن ميزانية جيش هناك، أما نحن فى مصر، فكل من «هب ودب» يتكلم عن ميزانية الجيش، وعلى كل فإن منظومة الإنفاق العسكرى فى مصر تطبق المثل القائل «أطبخى يا جارية.. كلف يا سيدى».. فأنت تعطى الجيش 100 جنيه والجانب الآخر يعطيه 1000، ومن هنا لابد أن يحدث الفرق فى التسليح والتدريب.
وتابع لواء نبيل: لابد من الإشارة إلى أن أمريكا تعلن فى كل مناسبة وبدون مناسبة أنها تضمن التفوق الكمى والنوعى لإسرائيل على أكبر دولة عربية، وتعلن أيضاً أن إسرائيل جزء من الأمن القومى الأمريكى كنوع من الحرب النفسية على الجيوش العربية، كما لا يخفى على أى محلل استراتيجى أن أمريكا تعطى لإسرائيل أيضاً تسهيلات تكنولوجية فائقة تتعلق بالاستطلاع الفضائى والإنذار المبكر ومن هنا أقول - والكلام للواء نبيل فؤاد - إن إسرائيل لديها التفوق الكمى والنوعى الذى يسمح لها بالهجوم على أى دولة عربية.
ونوه الخبير الاستراتيجى إلى أن إسرائيل تتفوق تفوقاً مطلقاً فى قوة الردع النووى، بمعنى أنها تملك الردع النووى وأنت لا تملك، ولكن هذا لا يعنى أن مصر فى موقف ضعيف، أو أنها لا تمتلك أدوات ردع، حيث تؤكد الدراسات والأبحاث أن القوات المسلحة المصرية لديها مستوى «ما» من توازن الردع مع إسرائيل، وهذا ليس سراً، وقد قال السادات - وهو يعى ما يقول - وكان ذلك قبل 35 عاما: إن العين بالعين والسن بالسن والعمق بالعمق، وهذا له دلالات كبيرة عند المخطط الاستراتيجى الإسرائيلى الذى يعرف قوة وقدرة الجيش المصرى على الردع.
الموت أو الشهادة
وعن الأسلحة الهجومية التى تملكها إسرائيل - يقول لواء نبيل فؤاد: من المعلوم أن ميزان الأسلحة الهجومية يصب لصالح إسرائيل، وأنها تتفوق على القدرات الهجومية المصرية، وهذا ليس خللاً بالمعنى المتعارف عليه لأن العقيدة القتالية للجيش المصرى هى الدفاع عن حدود الوطن وحماية أراضيه وصيانة مكتسبات شعبه، وليس لجيش مصر أى نوايا هجومية أو مطامع فى أرض الغير، وبالتالى فهو يمتلك قدرات دفاعية هائلة، وقدرات هجومية للردع فقط وليس لاحتلال أراضى الغير مع التأكيد بأن أى حرب قادمة بين مصر وإسرائيل ستكون مدمرة.
وفى ذات السياق يقول لواء نبيل إنه معروف فى العلوم العسكرية أن القوة المهاجمة تكون بنسبة 3 إلى واحد، والقوة المدافعة تكون بنسبة 3 إلى واحد، ولهذا فإن مصر تمتلك القدرات الدفاعية التى تمكنها من الذود عن أراضيها، وإذا كانت القدرات الهجومية لمصر أقل من إسرائيل هذا لأن مصر ليست لديها أى نوايا عدوانية.
ومن جانبه يقول الخبير الاستراتيجى لواء طلعت مسلم: أطالب القيادة العسكرية الموجودة على رأس السلطة الآن بتنظيم وتكثيف الدفاعات الجوية فى سيناء لصد أى هجوم متوقع من جانب إسرائيل، مع التأكيد بأن سيناء مهددة حتى المضايق والتى تعد خط الدفاع الأول بالنسبة لمصر، مع تنوع مصادر السلاح وعدم الاعتماد على التسليح الأمريكى فقط لأن أمريكا تعطى إسرائيل كل ما هو جديد، وتضمن تفوقها على كل الدول العربية مجتمعة وليس مصر فقط.
وطالب اللواء مسلم بالتركيز على الأسلحة الدفاعية والهجومية، لصد أى هجوم إسرائيلى والتدريب على خطط جاهرة للقيام بضربة مضادة فى حالة أى هجوم، ودعم المناطق أ و ب، وج فى سيناء بصواريخ دفاع جوى، ومقاتلات هجومية لدعم القوات أثناء العبور، وحمايتها أثناء الحركة والاشتباك من خلال قواعد ثابتة ومتحركة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.