أرسل جهاز الرقابة على المصنفات الفنية إنذارا إلى المخرج جلال الشرقاوى بصفته مديرا لمسرح الفن ومخرجا ومنتجا لمسرحية دنيا حبيبتى يتهم فيه المسرحية بالمساس بالعقيدة وبالتكفير، وبإثارة الفتن الطائفية وجاء في الإنذار أن العرض يتعرض لبعض الأمور الدينية التي قد لا تتناسب مع صحيح الدين حتى لو كان هذا التناول على سبيل التهكم لأنه يداحض صحيح الدين مما يوقع المؤدى في كثير من الأحيان إلى المساس بالعقيدة والدين حتى لو كان هذا سخرية من رجال الدين ممن ينتمون إلى جماعة الإخوان. وقال أيمن الحكيم مؤلف العرض: «أول مرة في تاريخ المسرح يأتى إنذار بهذه الصيغة الغريبة التي تحمل تكفيرا لصناع العمل أو المساس بالعقيدة فقد اعتدنا أن تحمل الإنذارات كلمات مثل الخروج عن النص أو وجود إيحاءات جنسية أو كلمات غير لائقة وهو أمر خطير من الممكن أن يعرض الفنانين أو المسرح للهجوم عليهم أو استباحة دمهم». وأوضح الحكيم أن هناك مشاهد داخل المسرحية تناقش الأفكار التي طرحها الإخوان والسلفيين وقت كتابة الدستور أثناء حكمهم مثل تزويج البنت في عمر 9 سنوات أو إلغاء فن الباليه أو تغطية التماثيل الفنية أو تدخل دولة قطر في الشؤون المصرية وهو ما جعل هناك بعض السخرية والجمل مثل «الموز علينا حق» والمقصود بها السخرية من الشيخة موزة وليس الموت، وواضح إنه إفيه سياسى كما اتهمونا بالدعوة للفجور في بيت شعر داخل العمل يقول «والله لولا الله والخوف والحياء لقبلتها بين الحطيم وزمزم ولو حرم الله الزنى في شريعته فما حرم التقبيل يوما في الفم» وهو بيت شعرى من التراث لعمر بن ربيعة وليس من تأليفنا. وأشار إلى أن الكارثة الكبرى في أن الإنذار يتهمهم بالإساءة للدين المسيحى وإثارة الفتنة الطائفية في مشهد يدخل فيه عدد من الممثلين فرحا فيقولون الأفراح حرام ويكفى الثالوث الملعون الموجود بها، ونحن نقصد هنا المخدرات والخمر والرقص لا نقصد طبعا الثالوث المقدس. وأكد الحكيم أن هناك تربصا غريبا بالمسرحية ومثيرا للتساؤلات لأن كل التفسيرات والانتقادات التي وردت في الإنذار غريبة وشديدة التطرف في التفسير ولو كان هذا الإنذار مكتوبا من مكتب الإرشاد نفسه لما خرج بهذه الصورة المجحفة. وأضاف: الغريب هنا ليس الإنذار ولكن فكرة التكفير التي لم تحدث من قبل في تاريخ المسرح أو السينما ولا أعرف أين الحريات التي نتكلم عنها طوال الوقت والتى كانت موجودة قبل ثورة 25 يناير. وقال سيف العجيزى مدير عام التفتيش والرقابة على الإعلانات: الإنذار أرسل بناء على خطة أسبوعية تقوم بها الإدارة لكل المسارح والسينمات الموجودة في مصر وذلك من خلال حضور اثنين من الرقباء حضروا العرض ورأوا فيه بعض الكلمات التي لم ترد في النص الذي أرسل للرقابة بما يعنى أن هناك خروجا على النص ونظرا للثقة المتبادلة بيننا وبين الفنان جلال الشرقاوى أرسلنا له هذا الإنذار بشكل ودى للفت نظره على الرغم من أن القانون ينص على عمل محضر لا إنذار، ولكننا رفضنا أن ندخل الفنانين المحكمة أو النيابة ونحن لسنا ضد الإبداع أو الحريات ولكن لا يجوز الإخلال بالنص المقدم وإذا أراد صناع العمل إضافة أو تغير أي شىء على النص يجب عرضه مرة أخرى على الرقابة والحصول على الموافقة، ونحن قبل اتخاذ أي إجراء قانونى من الممكن أن نحقق عن طريق إدارة مسرحية محايدة لأننا «عاوزين الناس تتبسط والبلد تمشى». وقالت هناء شافع مديرة المسرحيات في الرقابة: لم نرسل من جانبنا رقباء ولم أقرا النص لأنه أجيز قبل أن أتولى مهام عملى وقد سبقتنا إدارة التفتيش ولكننا سندرس المشكلة سويا ونتوصل إلى أنسب حل ولكن يجب ألا تكون الحريات فيها أي مساس بالدين أو الأخلاق وليس معنى مطالبتنا بالحريات أن نعيش في غابة. أين تذهب هذا المساء؟.. اشترك الآن