محلب وشارع 9

يبدو أن كثيراً من إنجازات المرحلة سوف تظل محفورة فى الذاكرة باسم المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء. لم لا؟! الرجل يشرف بنفسه ميدانيا على تنفيذ كل قرارات الحكومة. «طبع المقاول غلاب»، ليس ذلك فقط، وصل الأمر إلى قرارات المحافظين ورؤساء الأحياء. نقل الباعة الجائلين. أسواقهم الجديدة. تطهير الشوارع والأرصفة. أطفال الشوارع. البلطجية. مواقف الباصات والأتوبيسات. فى الصباح يفتتح أحد المشروعات بجنوب مصر. بعد الظهر يتفقد سير العمل بأحد مشروعات الدلتا. فى نهاية اليوم يعقد اجتماعا وزاريا. وصل الأمر إلى الاهتمام بصفة شخصية بأحد شوارع العاصمة.
■ ■ ■
هذه هى الحقيقة. رئيس الوزراء بنفسه قرر وأشرف على تنفيذ التطوير الأخير لشارع 9 بمنطقة المعادى. أصبح الشارع مساء الخميس ونهار الجمعة من كل أسبوع عبارة عن سيمفونية موسيقية. تم منع السيارات من المرور فى هذا الوقت. الأجانب كما المواطنين اعتبروه متنفسا مهما على غرار شارع المعز فى منطقة مصر القديمة. سكان المعادى يأملون أن تمتد إلى يوم السبت أيضا إلى أن تستمر هذه الحالة طوال الأسبوع. سياسة المهندس إبراهيم محلب تعتمد على التدرج. قد تكون هذه خطته تجاه الشارع إذا نجحت التجربة. أما وقد نجحت بالفعل. لم يبق سوى التنفيذ. سوف يتحول الشارع بمرور الوقت إلى ملتقى للعازفين والرسامين والنحاتين. سوف يصبح مجمعاً أهلياً للفنون.
■ ■ ■
هى تجربة موجودة فى دول العالم المتحضر. تنفيذها يحتاج إلى متابعة دقيقة. للأسف تحولت التجربة فى وسط القاهرة إلى ملتقى للصعلكة والتحرش. أحيانا القمامة والتلوث. وسط العاصمة بمنطقة الألفى بك ليس مجرد شوارع متقاطعة. هى منطقة أثرية وحضارية من نوع مختلف. كان الأجانب يقصدونها طوال العام. الآن لن تجد أبدا هذه النوعية من الرواد.
نأمل أن تمتد تجربة شارع 9 إلى شوارع أخرى كثيرة. ليس فى العاصمة فقط. عواصم المحافظات أيضاً يجب أن يكون لها نصيب. هى خطوة حضارية مهمة ذات أبعاد ترفيهية وثقافية. فى الوقت نفسه تخرج بنا من حالة التوتر والقلق التى اعتادها المجتمع طيلة أربعة أعوام مضت. روح الإبداع والحماس التى يتميز بها رئيس الوزراء يمكن أن تنجز الكثير فى هذا الشأن إذا وجد التجاوب والتشجيع.
■ ■ ■
يجب أن نؤمن بأهمية المشاركة الشعبية فى هذا الصدد. أهمية تعاون الناس فى إنجاح مشروعات التطوير والتجميل والعودة بالنسق الحضارى والمعمارى إلى الزمن الجميل. كما أن هناك أسواق الثلاثاء أو الجمعة بالقرى والمراكز والأقاليم بصفة عامة. يمكن أن تكون هناك صالونات ثقافية بالشوارع القديمة هناك. منتديات ثقافية ومقامات موسيقية ومسابقات علمية.
المعادى تجربة يجب البناء عليها. أتمنى أن تكون التجربة القادمة فى شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية. ثم فى أبوحمص بمحافظة البحيرة.
newtonalmasry4@gmail.com
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة