صاحب الرأي الحر المستقل، باني مصر الجديدة وواضع عتباتها ومهذب طرقها وراصف شوارعها، المعتكف في فناره مفكراً ومحللاً ومتنبأ للسياسة الثقافية التي سوف ينتهجها ويتبعها ويضعها بذرة لبلد عريق دفن كثيرا تحت ركام الرمال والأحجار. الفنار: هو مصباح قوي الضوء ينصب علي سارية عالية، أو شبه برج مرتفع لإرشاد السفن في البحار والمحيطات إلي طرق السير وتجنب مواطن الخطر. لكن الفنار مهما كان عالياً ومرتفعاً وقوة نوره ضخمة، لا يستطيع أن يقوم بدوره دون عامل فنار، أي أنه لا يعمل ولا يكون مؤثراً دون عامل فنار. وعامل الفنار، هو ذلك الشخص الجالس في عزلة عن العالم ينير الطريق إلي السفن والقوافل ويرشدها للطريق السليم، أو يوجهها لطريق آخر أكثر اماناً إذا كان الطريق الاساسي به الكثير من المخاطر أو غير جاهز لاستقبالها، كذلك فهو أول من يستقبل العواصف والرياح ويحدد اتجاهها وما تحمله من برودة أو تراب أو زوابع أو سخونة، ويعلم قوة وارتفاع أمواج البحار، يحذر منها ويتنبأ بها، فيستطيع أن يتوقعها ويجنب أهل البحر من تقلباتها وقسوتها، وسكان اليابسة من خطورتها. ولا أحد منا رأي عامل فنار من قبل، دائماً عامل الفنار في برجه أو ساريته العالية، يهتم بتلميع عدسته أو الإلماظة أي العاكس القوي الذي ينعكس عليه ضوء مصباحه، فهو رجل لا تراه في الشارع مع أنه يمر بجوارك كل يوم، يركب معك أو يجلس بجوارك في الأتوبيس أو القطار ولا تشعر بوجوده، يقف في طابور الخبز أو انبوبة البوتاجاز، ينتظر في صبر مرتبه والذي هو قروش قليلة هي ذاته وذات اولاده، كذلك فإن عامل الفنار لا يطنطن بدوره الكبير الذي يقوم به، ولا مهنته الخطيرة التي يمتهنها، ولا يشتكي من المرتب الضئيل الذي يتقاضاه، فهو يعلم حدود وقدرات فناره والأرض التي يقف عليها والمساحة التي يستطيع ضوء مصباحه أن ينيرها وأن تقع عليها الابصار فتهتدي به، ويعلم أنه سوف يجلس في برجه، فترة زمنية كبيرة، لا يتحدث كثيراً ولا يحكي أي كلام، ولا يتسامر إلا مع الريح والشمس والقمر والنجوم، فالرجل وقته ليس ملكه، ولا يستطيع أن يصادق النوم، لذا فإن عامل الفنار يذهب معه طعامه وسجائره وسجادة صلاته، جالس، في برجه يرشد ويوجه ويحذر ويتنبأ، لا يطنطن بأنه أنقذ تلك السفينة أو وجه ذلك المركب، أو أنقذ هذا الغريق من الغرق. اليقظ دائماً فإذا أضفت إلي ذلك أن عامل الفنار، يجب أن يكون متيقظاً دائماً، فهو يعلم أنه إذا غلبه النوم لحظات فهنا تكون الكارثة الكبيرة، وأن الارواح التي تعتلي أي سفينة سوف تغرق وتضيع في بحر هائج ومظلم وشرس. وبعد كل ذلك، إذا عرفت أن عامل الفنار يجب أن يعلم جيداً الأرض التي يقف عليها فناره، وجغرافيتها، وحدود ضوء عدسته وأشعتها والمدي الذي تصل إليه، كذلك يجب أن يعلم أن البحر المظلم يأتي منه أيضاً الاعداء، يكون بذلك أحد جنود الكشافة وأحد فرسان الحروب، يصبح بذلك أول منقذ وأول صفارة خطر وأول شهيد. فإنذاره لا يصح أن يكون إنذارا كاذبا، ولا يجب أن ينبه أهل اليابسة علي عدو وهمي أو مختلق، فقوة النظر التي يمتلكها عامل الفنار، يجب أن تكون ستة علي ستة. هكذا كان ثروت عكاشة، عامل فنار الثقافة المصرية والعربية، ذلك الذي أنار الطريق للثقافة المصرية، متعمداً في تربيته وثقافته علي فكر العظيم طه حسين، ذلك الرجل الذي كان يعلم جيداً الأرض التي يقف عليها، ومقوماتها وقدرتها وحدودها وقوة تأثيرها، لم يكن يحلم أحلاماً بلهاء أو خاوية، بل أحلام كبيرة لوطن ممتد في عمق التاريخ ومشكل جيد لجغرافية المنطقة والعالم، هكذا فهم ثروت عكاشة دور مصر ومثقفيها، فاستوعب الدور وبدأ في إنارة الطريق لكل الاطراف، أي المثقف والمتلقي والجدران التي تحتويهما. ثروت عكاشة: مصباح النور والشعلة ورأس السهم الفعال والمصيب، المنطوي في مكتبه يدون ويخطط وينظم ويرشد ويوجه، المحارب والمكافح والمحافظ والشهيد علي طين ورمال وهواء الوطن العزيز، جالس في فناره او مكتبه يبدع إبداعه الخاص في الفنون بجميع اشكالها من تشكيلية وموسيقية وباليه، ويدون ملاحظاته ويضع خططه للمستقبل، يتشمم بأنفه التيارات الثقافية المعادية والمحطمة، ويعلم جيدا أن بداية أي حرب هي الحرب الثقافية وتفريغ العقول. ثروت عكاشة: عامل الفنار وعاشق الفنون ومستوعب دور بلده وقارئ جغرافية منطقته، والفارس الذي يقود جواد الثقافة المصرية في حلبة السباق العالمي التنوري التثقيفي، باني الشخصية المصرية، وفاكك أسر العقول ومحرر الايدي من أغلال الافكار والرجعية والقيود، والعامل الذي بني مصر الجديدة وخطط شوارعها ورصف طرقها. ثروت عكاشة، عاشق الفن والموسيقي وحارس التاريخ وممهد طرق الثقافة ومحتضن العقول البكر وساكب الافكار الخلابة ومحطب في معارك الثقافة الوطنية والعربية، قائد جواد الثقافة المصرية، وفاكك آثار وأغلال وسلاسل الاستعمار والاستغلال والتفاهة، راد الاعتبار لشخصية مصر ولفكر العرب، صاحب الرأي الحر المستقل، باني مصر الجديدة وواضع عتباتها ومهذب طرقها وراصف شوارعها، المعتكف في فناره مفكراً ومحللاً ومتنبأ للسياسة الثقافية التي سوف ينتهجها ويتبعها ويضعها بذرة لبلد عريق دفن كثيرا تحت ركام الرمال والأحجار. ثروت عكاشة : صاحب الرأي الحر والمستقل، الدءوب والمكافح والمحارب والمركز علي فكرة الشخصية المصرية المثقفة، وسياستها الثقافية، المشجع والمزهر والمنفتح علي القيم والتطلعات والتيارات والأفكار العالمية والحديثة، المرن المتقبل كل الاتجاهات والمنصت لكل الافواه، ثروت عكاشة واضع الخطط وراسم واجهات العقول وناقش أغلفة القلوب وساكب النتاج الفكري والثقافي والمعرفي لكل الفئات التي تعيش علي ارض هذا الوطن، من فن شعبي وفني راق وارستقراطي، الفاهم أن الثقافة في الأصل ملتقي للعلم وللعلوم وللأدباء وللفنانين، إنه مهذب ينابيع المياه وصانع المجاري والترع كي تصب في النيل الكبير، نيل مصر القديم والمليء بالمعارف والعلوم والأفكار والتيارات. ثروت عكاشة: القوي كجندي المعارك، الممتلئ بالمعرفة ككهان المعابد، المرشد وقاري الطرق للقوافل في الصحراء، العاشق لطين ورمال مصر، وللفنون وللثقافة بمفهومها العام والخاص، حامي المثقفين ومحتضن المواهب والحامي من الوشايات والإشاعات التي تحيط بالمثقفين وبالعقول. ثروت عكاشة: القاري للامتداد التاريخي والجغرافي لمصر ولأبنائها، وكيف يحول كل شبر في مصر وكل فنان مهما كان بعيداً عن مركز الوطن القاهرة إلي احد القناديل الثقافية، وان يحيط به مظاهر ثقافية، فالهدف الكبير الذي وضعه في خطته العظيمة هو إلغاء الأمية الثقافية، والوصول إلي الجماهير، في كل مكان، فوجدنا المسرح المدرسي ومسرح المصنع، ومسرح الجرن، ووصل للفلاحين في القري والعزب والكفور، فبفضل ثروت عكاشة شاهدت الجماهير في كل مكان علي أرض مصر الكثير من الفنانين والفنون والعروض التشكيلية والأدائية، بعد أن كانت هذه فنون الصفوة. ثروت عكاشة: الحضانة التي استوعبت جميع مثقفي وأدباء وفناني مصر، وكان يسعي دائماً إلي إثراء فكرهم وتحسين أدائهم والارتقاء بذوقهم ومداركهم ووجدانهم ووجودهم، فأرسل البعثات للخارج وجاءت تلك البعثات لتنير كل مكان علي أرض مصر والوطن العربي، لتحدث التغيير الجوهري والفعال في المحيط الذي تعيش فيه، وأنشأ لهم المدرجات في الجامعات، والمكتبات في الأحياء السكنية، والنوادي الادبية في قصور الثقافة. ثروت عكاشة: حفيد أمنحتب واخناتون ورفاعة الطهطاوي وزكي مبارك، والابن الشرعي للعظيم طه حسين واحمد لطفي السيد، والأخ الكبير للويس عوض وتوفيق الحكيم وحسين فوزي وجمال حمدان والأب الحنون لنجيب محفوظ ويوسف ادريس وبهاء طاهر، وأحفاده المخلصين من سيد حجاب وجاهين. ثروت عكاشة: حامل لواء الفرسان في المعارك، المزيح عن طريق نهر الثقافة المصرية العقبات والعوائق والرمال، حاملاً علي كتفه كل غباء الجهل الذي كان يحيط بالثقافة المصرية وبأبنائها. ثروت عكاشة: منقذ معبدي ابي سنبل وفيلة، صانع الصوت والضوء في الهرم والكرنك، باني دار الكتب والمعهد العالي للسينما، والمؤسسة العامة لفنون المسرح والموسيقي، منشئ قاعة سيد درويش الباهرة ، وواضع حجر اساس أكاديمية الفنون الجميلة، ومعاهدها، والمعهد القومي العالي للموسيقي ومعهد الباليه، والمعهد العالي للفنون المسرحية. ثروت عكاشة: جامع ومُؤلف ومنظم موسوعته الخالدة " العين تسمع والأذن تري"، جامعاً فيها غالبية فنون العالم القديم والمعاصر، ومسترجعا بقلمه التراث العربي والعالمي، ومترجما "مسخ الكائنات" و"فن الهوي"، ذلك الذي جعل في النهاية كتبه هي درر في المكتبة العربية، من القاهرة في ألف عام، ومشروع الألف كتاب، وموسوعته وترجماته وسيرته في السياسة والثقافة. عاشق الجمال، محب الحياة، ممتلئ بالبساطة، حامل هموم الثقافة المصرية، وصانع العصر الذهبي للعقلية المصرية وللمثقف المصري القوي الواثق في قدرته وتاريخه، فأصبح المثقف والفنان متفاعلاً مع الواقع ومع مجتمعه وما يحيط به، بعد أن كان منعزلاً لا يعلم شيئاً خارج عزلته، لذا شاهد الناس جمع المفكرين والفنانين والكتاب والتقوا بهم وتجاوبوا مع افكارهم وقرءوا كلماتهم واحتفظوا بكتبهم ومؤلفاتهم. ثروت أباظة: الباحث عن مجتمع أفضل، ويعلم أن الثقافة هي تاج هذا المجتمع، لذا حارب بها وخاض من أجلها المعارك، وكون شبكة من العلاقات الدولية، كي يفهم العالم دور مصر، وشعلتها الحضارية التي حاول الاستعمار أو أشباح الرجعية والتخلف والركود أن يطفئوها أو يهيلوا عليها الرمال. ذلك الذي كان يعلم أن الثقافة قبل أن تكون ورقة وقلما وكلمات، هي صناعة وأشخاص وأفكار يستطيعون فهم ما تحتويه تلك الاوراق، وكيف تكون تلك الاوراق مضيئة دائما، وكيف تكون رسالة لأماكن مظلمة علي أرض الوطن. فاتح نافذة الوطن ومغير هواءها الراكد ومنعش أجواءها بالنسمات العالمية والأفكار الطازجة والمجدد في تراثها، جاعلا منها مكاناً راسخاً في الثقافة العالمية والدولية، بما تم انجازه من جهود تراها العين وتملأ القلب وتثقل العقل بالأمل. قاعة سيد درويش إن اخطر ما قام به ثروت عكاشة هو فهمه لدور ذلك البلد مصر والمنطقة التي تعيش فيها، فهو يعلم تاريخها وماضيها ويحاول أن يري المستقبل لها، بالإضافة إلي الفراغ الذي يعلمه، أي حيز تمتلكه حضارة بلد كمصر، أي أنه يمتد بالطول والأمام وفي العمق وفي الوجدان وفي القلب والعقل، يعرف قدرته وقدرة العقول التي معه، ينظم كل ذلك ويشرف عليه، يفهم احتياجات العصر ويقرأ التيارات القادمة وألوانها سواء هادمة أو متفتحة، يميز التيارات السوداء كالحروب، أو البيضاء كالجهل وتفريغ العقول، بالإضافة إلي اهتمامات العصر واحتياجات البشر، لكن ثروت عكاشة لم - يأخذ باله - بمن يأتي ويكون عارفاً الفرق بين قاعة تعزف الموسيقي ورجل يدور بالربابة علي المقاهي والشوارع. كنت صغيراً عندما كنا نلعب أمام قاعة سيد درويش بالهرم، كانت الأرض متسعة ولم تزدحم بالبشر والمباني، ولم يكن عدد السيارات قد زاد أو اتسع في شارع خاتم المرسلين، عندما كان يأتي يوم الخميس، فنجد الشارع وقد تكدس بالسيارات، فكنا نري فنانين وممثلين وراقصين وصفوة المجتمع، وكانت السيمفونيات تعزف داخل هذه القاعة العظيمة، تلك التي كانت عبارة عن نصف قرص شمس، بحيث تراها من شارع الهرم وتستقبلك منذ أن تخرج من نفق الجيزة وتظل تشع لك نورها وتراقبك إلي أن تقترب من الهرم، لم أكن اعرف شيئاً عنها، غير هذا الشكل المبهر الذي يزين الواجهة كان وجه اخناتون وأذنه وقد تحولت إلي كمنجة ضخمة بأوتارها، كانت قاعة سيد درويش هي قلب اكاديمية الفنون المحيطة بها من معهد السينما والمعهد العالي للفنون المسرحية وجهاز السينما ومعهد الباليه، تتوسط القاعة كل ذلك، وبما تقدمه من فنون وما تقدمهم للمجتمع من ممثلين ومخرجين ونقاد ومهندسي ديكور، لكن الثقافة بالعمق لا بالكلام الجاف، الثقافة بما تقدمه وبما تصنعه. وعندما كبرت علمت من والدي، أن الذي فكر في ذلك هو ثروت عكاشة، وعلمت أنه اختار الراحل العظيم ابو بكر خيرت لتنفيذ ذلك المشروع العظيم، أي أنه كان قادراً علي اختيار اشخاص ويثق فيهم كي يكملوا فكرته، هكذا كان دوره في إنشاء قاعة سيد درويش، حينما فكر ودبر في إنشاء قاعة حديثة للموسيقي أطلق عليها " قاعة سيد درويش"، ويلقي المشروع في حجر الثاني " أبو بكر خير" بصفته مهندساً ومصمما وعاشقا ومؤلفاً للموسيقي كي ينفذ رغبة الاول، ولا اقصد هنا رغبة الأول بصفته وزيراً أو حاكماً، بل رغبة الأول بصفته يعبر عن رغبات المجموعة وطموحهم واحتياجاتهم. إن التفكير في تقديم وجبة ثقافية وموسيقية دسمة وراقية، من خلال مبني راق ونظيف، يباهي الأمم ويحاكي التقدم، أضف إلي ذلك أنه لم يكن يوجد في الشرق قاعة تماثل قاعة "سيد درويش" بالهرم سواء " قاعة بكين" إلا أن الذي لم يفكر به ثروت عكاشة وقرينه ابو بكر خيرت، هو تغيير الأيام ومجي أفكار سوداء علي العقل المصري بهذا الشكل الفج والكئيب والخطير، حيث إنه ذات يوم، وأمام مشهد من الجميع، وقعت الجريمة، وقتل القاتل واجهة هذا المبني، لأنه قام بإزاحة تلك الواجهة التي كان يمكن أن تدخل ضمن التراث العالمي، فأزاحها ووضع اطنانا من الرخام البارد عليها، معتبراً ذلك قمة التقدم، لتضيع ملامح المبني العريق، وفكر من صنعوه، وإذا انتقلت لداخل المبني والذي كان مصنوعاً كي تعزف فيه الموسيقي الكلاسيكية، أي ان الاوركسترا بجميع اعضائها وآلاتها لها مساحات دقيقة في الصوت والارتفاع والضوء، فإن كل ذلك تم تخريبه او تفريغه من محتواه. ليقوم بتدميرها ويقوم بوضع الرخام البارد عليها ويكتب عليها أكاديمية الفنون، مدمراً كل ما قام به شخص يدعي ثروت عكاشة، ومدمراً شكلها الابداعي ودورها دون يفط باردة باهظة التكاليف. إنني لم اتحدث عن تخريب من الداخل، أي عن تدمير للبناء حيث انه مخصص في الاساس للموسيقي وليس لأي فنون اخري، فقد صنعت القاعة بمواصفات معينة، جاء امام مشهد من الجميع ، مقاول ليزيح تلك الواجهة التي كان يجب أن تدخل ضمن المحافظة علي التراث. جريمة بشعة إن تلك الجريمة البشعة حدثت بمباركه الكثيرين من رموز الثقافة المصرية، تحت دعوي التجديد أو التحديث، لكن عمق ما تحتويه قاعة سيد درويش، والخراب الذي اصابها، يعلم جيداً التفريغ الذي حدث للعقل المصري، حيث اصبحت الثقافة واجهة فقط، ليس لها اتجاه ولا فعاليه ولا التأثير المطلوب. لذا فإن اهم ما يميز ثروت عكاشة هي قدرته الكبيرة علي ارشاد الثقافة المصرية، وكيف يقوم بتوجيه سفينتك وسط الامواج المتلاطمة حتي تهدأ الرياح والعواصف وتواصل رحلتك في بحر الحياة. فهل يعلم أحد أن ثروت عكاشة كان عامل الفنار الذي ارشد سفينة والدي " محمد مستجاب " وكيف عند قرب انتهاء بناء السد العالي، وقد بدأت المؤامرات ضد بعض الاشخاص الذين كانوا ينتسبون إلي اشخاص ضد عثمان احمد عثمان، وكان ثروت عكاشة في زيارة إلي قصر ثقافة اسوان فالتقي مستجاب، وحكي له مستجاب ما يعانيه، فيقوم بتحويل اوراقه إلي وزارة الثقافة ليعمل في مجمع اللغة العربية. هكذا هو ثروت عكاشة، المرشد الذي يدل ، يستمع لك ويعرف كيف يقدر موهبتك فيضعك في المكان الذي تعرف كيف تستفيد كي لا تضيع موهبتك. لقد قام ثروت عكاشة بدور خطير للثقافة المصرية والعربية، ونزل بالثقافة بمفهومها الواسع إلي قارعة الطريق المصري وقلب الشارع العربي، ذلك المحافظ علي تراث مصر وتراث ابنائها ومفكريها من العظماء, المنقذ لتراث وفكر الوطن من التيه والقلق والفراغ الفكري، والذي استرجع لمصر بهاءها ورونقها الثقافي وفكرها الخلاب لتصبح بحق منارة العالم وأم الدنيا.