في الوقت الذي يعزز تنظيم «داعش» تقدمه في سوريا والعراق، تقود عشيرة «الشعيطات» في محافظة دير الزور السورية «تمرداً مسلحاً» ضد المقاتلين الإسلاميين في سوريا. فمن بين المناطق التي سيطر عليها «داعش»، كانت الأراضي التي يقطنها القبيلة التي تحتوي على 83 ألف شخص تقريباً، ورغم أن زعماء القبيلة اتفقوا علي عدم حمل السلاح في وجه «داعش» مقابل السلام، ، فإن الهدنة تم خرقها بعد اعتقال 3 أعضاء من القبيلة، بزعم أنهم رفضوا جمع المال لدعم «الخلافة الإسلامية»، وذلك بحسب ما ذكرته صحيفة «جلوبال بوست» الأمريكية. ونقلت الصحيفة عن الباحث بجامعة «سان اندريس» الأسبانية، حيان دخان، قوله «إن الاعتقالات انتهكت الاتفاقيات القبلية الأساسية مما أثار التمرد»، مضيفاً أن «العادات العشائرية تقتضي الانتقام ممن يسئ إلي أحد أعضاء العشيرة. وبمجرد انتشار خبر الاعتقال، ظهر رجال القبائل في مقاطع فيديو يجبون الشوارع احتفالاً باعتقال مقاتلين من «داعش»، إلا أن الاستجابة كانت سريعة ووحشية، حيث أعلن «داعش» المناطق القبلية «منطقة عسكرية»، وشن مسلحوه هجوماً عنيفاً وارتكب عمليات ترقى إلى المجازر هناك، حتى أن أحد مقاتلي التنظيم كتب على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» : «نحن لا نخاف ذبح كل من في دير الزور وتحويل أرضها حمراء إذا لزم الأمر». ورغم التهديدات تحولت احتجاجات من قبل رجال القبائل في مدينة البوكمال، إلى تفجير سيارة استهدفت قاعدة خاصة بتنظيم «داعش»، مما أسفر عن مقتل العديد من مقاتلي التنظيم. وأكد أحد زعماء القبيلة أن رجاله لديهم الرغبة الكاملة في محاربة «داعش»، إلا أنهم يفتقرون إلي الموارد. أما المتحدث باسم الجيش السوري الحر، انمار تركماني، فقد أكد للصحيفة أن وحداته تساعد القبيلة على توسيع نطاق الانتفاضة، الأمر الذي يمكن أن يساعد في تحويل دفة الأمور. ورأت الصحيفة أن احتمالات نجاح القبائل يعتمد على وحدتهم، وهو الأمر الذي يجد في تنفيذه المعارضة السورية التي تقاتل قوات الرئيس السوري بشار الأسد «صعوبة». اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة