ملحوظة أرجو إعادة قراءتها بعد الانتهاء من المقال. ليس من أهداف هذه القصة القول بأن هناك اختلاف بين أخلاق المسيحين والمسلمين. كان يمكن أن تحدث بين أي اثنين من المصريين بصرف النظر عن الديانة. الوقائع والشخصيات التي يعتمد عليها الحوار حقيقية. وقد دار في احد الشوارع بالقرب من مسكني في القاهرة عندما التقيت مع فتاة من جارات الحي: - مساء الخير يا دكتور.. مش حضرتك دكتور برضه؟ - لا والله انا كنت صيدلي زمان، في مصر بيدونا اللقب بس انا مش دكتور - بس يعني حضرتك بتفهم شوية؟! - باحاول.. أصدقائي بيقولوا اني بافهم، لكن مش متأكد ان ده رأي الناس كلها - ماقصدش... يعني حضرتك بتفهم في الطب وكده. أصل انا كتفي بيوجعني قوي - حضرتك شلتي جسم تقيل واللا حاجة - كنت شايلة بطيخة كبيرة - لازم بتحبي البطيخ قوي - لا والله ما باكلوش خالص... بيتعبلي معدتي - مفهوم.. قصدي بتحبي تشيلي بطيخ .. مش لازم تكوني بتحبي تاكليه... لكن بتحبي تشيليه بس.. انا اعرف ناس كده - الحقيقة انا كنت شايلة بطيخة للحاج احمد اللي في الدور الرابع - انتي ايه اللي وداكي تجيبي بطيخ النهارده؟ انتي مش بتروحي الكنيسة كل جمعة؟ - انا الحقيقة فعلا كنت رايحة بس وانا خارجة الحاج أحمد كان رايح يصلي الجمعة، وقالي يابنتي اسنديني علشان تعبان. - قمتي سندتيه ببطيخة؟ - لأ.. انا كنت رايحة الكنيسة بالعربية فأخدته وصلته لحد الجامع - بارك الله فيكي، ورحتي بقى من الجامع للكنيسة على طول! - لأ.. الحقيقة ما لحقتش لإن لما وصلنا كانوا وقفوا علشان يصلوا فقال لي استنيني يا بنتي لما اخلص - والله فيكي الخير. استنيتيه وبعدين رجعتيه البيت ورحتي الكنيسة؟ - لأ ما هو لما خلص صلاة قال لي ان كان نفسه يجيب بطيخة. انا الحقيقة اتكسفت فوقفت معاه لحد ما جابها. - وبعدين وصلتيه والواد تامر الهلف ابنه نزل طلعها. - لأ.. هو قال لي ان تامر كان سهران مع اصحابه طول الليل وبينام للمغرب في رمضان. - قمتي شلتيها وده عمل لك مشكلة في كتفك؟ - الحقيقة كتفي كان فيه مشكلة من زمان ومش المفروض اشيل حاجات تقيلة بس انا اتكسفت اقول له وشلت البطيخة لحد الدور الرابع. - معلش.. كله في ميزان حسناتك ان شاء الله.. - ميزان إيه؟ - آه لا مؤاخذه.. يعني قصدي في الحالات اللي زي كده اكيد يعني الحسنة بتبقى بعشر امثالها.. - عشرة؟ - طب عشرين.. اومال انتي عايزاها بكام؟ - يا دكتور انا لا عايزة بعشرة ولا بعشرين - والله طول عمري اقول ان فيه ناس كده. مش طمعانين في حاجة. اخلاقهم زي اخلاق المسلمين اللي هم احنا يعني. دول بقى المسلمين بلا إسلام.. على رأي الشيخ محمد عبده. ما سمعتيش عنه؟؟ .. لو كان سمع حكايتك دي كان انبسط قوي وقال الجملة المشهورة بتاعته من غير ما يروح أوروبا ولا حاجة - اخلاق مسلمين ازاي مش فاهمة! انا مش مسلمة .. بقول لحضرتك كنت رايحة الكنيسة، وبعدين ما روحتش - أيوه ما انا فاهم. ما هو عشان انتي اخلاقك مش.. قصدي يعني رغم إنك قبطية يعني وكده وما عندكيش.. أصل بصي.. الأخلاق عندنا احنا.. قصدي المعاملة... شوفي حضرتك... انتي اكيد برضه فيكي حاجات كويسة رغم انك.. - "رغم إني" إيه.. باقول لحضرتك الراجل صعب علي، وهو جاري وكبير في السن وولاده زي ما حضرتك عارف. - والله فيكي الخير ربنا يعزك. اللهم أعز ال.. هو حضرتك اسمك ايه تاني؟ ... واللا اقولك انا شكلي مش مركز النهاردة.. عموما حضرتك لو لزقة هايكون كويس - حضرتي لزقة؟؟ - لأ مش حضرتك، قصدي يعني ممكن تحطي لزقة.. مش بتقولي كتفك بيوجعك؟! .. حطي لزقة على كتفك.. سلام بقى يا آنسة.. بعدها بيومين قابلتها تاني.. - لزقتك.. قصدي صحتك.. صحتك أخبارها إيه؟ - احسن الحمد لله - انتي جاية من الكنيسة؟ - هي صورة؟! أنا ما بروحش الكنيسة كل يوم، أنا جاية من القسم - خير انشاءالله؟؟ - لأ مافيش حاجة. الجيران جابولنا البوليس وكانوا عاملين محضر - ليه خير عملتو فيهم إيه؟ - والله ولا حاجة. احنا اشترينا الشقة دي من ست شهور زي ما حضرتك عارف. ولما اشتريناها صاحبة الشقة كانت مقفلة البلكونة وعاملاها أوضة. الكلام ده عملته في الستينات تقريبا يعني من حوالي خمسين سنة. - وبعدين؟ - ولا حاجة، مرة واحدة الجيران قرروا ان دي مخالفة وبلغوا المحافظة. جم في يوم عملوا لنا محضر. وريناهم عقد الشقة ووصفها وعدد غرفها زي ما اشتريناها وكل حاجة، وكمان شافوا ان الجيران مش متضررين من حاجة. بعدها بيوم لقينا الجيران بلغوا البوليس وادينا بنحاول نعرف هم عايزين إيه. - جيران مين اللي زعلانين؟ تقصدي الست حسنية وولادها؟ - لأ - أمال مين؟ - الحاج أحمد - الحاج احمد؟! ... بتاع البطيخة؟! -..... بعد إذنك يا دكتور.. انا اتأخرت على بابا.. [email protected] Twitter: @sokkari *مذيع ومستشار إعلامي والرئيس السابق لبي بي سي العربية