لا تعد مواجهة المنتخبين الأرجنتينى والألمانى مجرد مباراة فى نهائى كأس العالم بين فريقين وصلوا إلى المرحلة الأخيرة، لكنها مواجهة كلاسيكية عريقة وتقليدية فى تاريخ البطولة بين المدرسة اللاتينية مهد كرة القدم ممثلة فى المنتخب الأرجنتينى والمدرسة الأوروبية ممثلة فى عراقة المنتخب الألمانى وتاريخه المجيد من الإنجازات كونه واحدًا من القوتين الكرويتين الكبيرتين على خارطة القارة العجوز، بإضافة نظيره الأزورى المتوج بلقب 4 مونديالات. وتعتبر مباراة اليوم الثالثة بين المنتخبين فى نهائى البطولة، حيث التقيا من قبل مرتين عامى 1986 و1990، ويرفع المنتخب الأرجنتينى شعار الثأر من نظيره الألمانى اليوم على استاد ماراكانا بمدينة ساو باولو. وتغلبت الأرجنتين على ألمانيا 3/2 فى نهائى مونديال المكسيك عام 1986، بفضل الأسطورة مارادونا، وهدف قاتل من خورخى بوروتشاجا والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، بعد أن نجح الفريق الألمانى فى تحويل تأخره بهدفين نظيفين إلى التعادل 2/2. وسيطرت الدموع على مارادونا حين فاز منتخب ألمانيا على بلاده فى نهائى مونديال 1990 بإيطاليا بفضل الهدف الذى سجله أندرياس بريمه من ضربة جزاء فى روما. والآن حان الوقت لثالث موقعة تاريخية بين البلدين، حيث يتطلع المنتخب الألمانى للفوز بلقب كأس العالم للمرة الرابعة بعد أن حقق الفريق الإنجاز ذاته فى أعوام 1954 و1974 و1990، كما أن ألمانيا تتطلع إلى أن تصبح أول دولة أوروبية تنجح فى حصد لقب كأس العالم فى الأمريكتين. وتبحث الأرجنتين عن ثالث لقب لها فى كأس العالم بعد أن فازت باللقب على أرضها عام 1978 وعام 1986 فى المكسيك، ولكن الفريق يحتاج إلى تحدي التاريخ فى سبيل تحقيق النصر. وهذه هى المرة الأولى التى يلتقى فيها بلدان للمرة الثالثة فى نهائى كأس العالم، بعد أن التقت البرازيل مع إيطاليا مرتين فى النهائى، حيث فازت البرازيل فى كلتا المرتين فى عامى 1970 و1994. ويمتلك المنتخب الأرجنتينى سجلًا ناصعًا فى مواجهة ألمانيا، حيث حقق الفريق 9 انتصارات، مقابل 6 هزائم و5 تعادلات، ولكن الفوز فى مونديال 1986 كان الفوز الوحيد لنجوم التانجو على الماكينات الألمانية خلال ست مواجهات جمعت الفريقين فى كأس العالم. وفازت ألمانيا فى أول مواجهة بين الفريقين فى دور المجموعات لكأس العالم 1958 بنتيجة 3/1، ثم تعادل الفريقان سلبيًا فى دور المجموعات لمونديال 1966، وبخلاف مواجهتى النهائى بين البلدين، نجحت ألمانيا فى الإطاحة بالأرجنتين من دور الثمانية فى النسختين الماضيتين لكأس العالم. وفازت ألمانيا 4/2 بضربات الجزاء الترجيحية فى دور الثمانية لمونديال ألمانيا 2006، ثم فازت الماكينات بأربعة أهداف نظيفة فى دور الثمانية لمونديال 2010 بجنوب أفريقيا حينما كان مارادونا يتولى منصب المدير الفنى للأرجنتين. وتسعى الأرجنتين للثأر من الهزيمتين الأخيرتين أمام الألمان، الذين يعيشون حالة معنوية مرتفعة جدًا بفضل الفوز الكاسح على الدولة المضيفة البرازيل بسبعة أهداف لهدف فى المربع الذهبى، فى أفضل مباراة فى تاريخ المنتخب الألمانى فى كأس العالم. وحسم المنتخب الأرجنتينى تحت قيادة مدربه أليخاندرو سابيلا مباراته أمام هولندا فى المربع الذهبى بضربات الجزاء الترجيحية، ويحتاج سابيلا بكل تأكيد لإيجاد حلول غير تقليدية لاحتواء خط وسط وهجوم المنتخب الألمانى، بقيادة ميروسلاف كلوزه، الهداف التاريخى لكأس العالم برصيد 16 هدفًا، وكذلك توماس مولر الذى سجل خمسة أهداف فى نسخة البرازيل. وقال سابيلا: «إننى معجب جدًا بالكرة الألمانية.. ألمانيا قوة عظمى فى كرة القدم على مدار تاريخها، المباراة صعبة جدا بكل تأكيد». ولن يتعامل مدرب المنتخب الألمانى يواكيم لوف مع المباراة باستخفاف، بما أن أمريكا الجنوبية تتفوق على أوروبا بنتيجة 7/ 2 فى مجموع المواجهات التى جمعت منتخبات القارتين فى نهائى كأس العالم. وقال لوف: «الأرجنتين تمتلك قوة دفاعية كبيرة، بجانب التنظيم الجيد، لديهم لاعبون مذهلون فى الهجوم مثل ميسى وهيجواين».