مدرسة الفن والهندسة، لم تبخل على عشاقها بجمالية الأهداف، حيث تبارى أبناؤها في تقديم لمحات فنية رائعة نتج عنها هز شباك غريمهم التقليدي الأحمر، لا يزال يتذكرها عشاق الفريقين. محمد صبري، هذا اللاعب الأشول، الذي ارتدى القميص الأبيض في نهاية التسعينيات، امتلك قدما بقوة مدفع تطلق قذيفة تلو الأخرى لتمزق شباك الخصوم، وأي خصم كان هذا عندما أطلق «صبري» تصويبة صاروخية من على بعد قرابة الثلاثين ياردة لتعبر المقص الأيسر لتسكن شباك الأهلي في لقطة ذكرت الجميع في ذلك التوقيت بصاروخيات نجم البرازيل روبيرتو كارلوس. أمير الموهوبين، حازم إمام، أحد أمهر اللاعبين في تاريخ الكرة المصرية وأكثرهم شعبية، عاد إلى الزمالك بعد رحلة احتراف إيطالية، ليسعد الجميع بعودته إلى بيته القلعة البيضاء، إلا أن هناك شخصا ذاق مرار تلك العودة، هو عصام الحضري، حارس الأهلي، الذي ارتكب خطأ كبير بتقدمه عن مرماه، الخطأ الذي لا يغتفر عندما تكون الكرة في قدم «الثعلب الصغير». كيف تصف هدفًا شارك فيه أربعة من أمهر لاعبي الكرة المصرية؟ حازم إمام يراوغ أربعة لاعبين دون أن تفتك منه الكرة، يمرر الكرة لخالد الغندور المحاصر بلاعبي الأهلي إلا أنه يمرر الكرة بكل سلاسة لأحد أفضل من شغل الرواق الأيسر في تاريخ مصر، طارق السعيد، عرضية من السعيد تمر من لاعبي الأهلي لتصل لمن لا يرحم، حسام حسن، يسكنها شباك ناديه السابق، محرزًا أحد أجمل أهداف القمة. الهداف التاريخي لنادي الزمالك يحرز هدفًا جديدًا في مرمى الأهلي، ليس ذلك بالشيء الجديد على عبد الحليم علي، إلا أن الهدف الذي أحرزه «العندليب» لم يكن هدفًا عاديًا بل تخللته ملامح عبقرية، أبرزها خطأ جديد من «الحضري» الذي كان متقدمًا عن مرماه ليتلقى هدف «لوب» رائعا، يدخل تاريخ الأجمل في مباريات القمة. مرة ثانية يظهر حسام حسن في الأضواء لكن هذه المرة يظهر طائرًا! الهداف الرائع لا يتوقف عن أحراز الأهداف في مرمى فريقه السابق، فيرتقي لعرضية من الناحية اليمنى متلقيًا إياها برأسه الذهبية فيما ارتفعت قدماه عن الأرض، لتسكن الكرة الشباك، ويتبعها باحتفال جنوني.