فى ذكرى تدمير المدمرة ايلات ..اسرائيل : "ضربة موجعة" لإسرائيل في أعقاب حرب 1967    بعد تصاعد جرائم القتل.. شيخ الأزهر يوجه رسالة حاسمة إلى المجتمع    الفضة تشهد تراجعا حادا والمخزونات العالمية عند أدنى مستوياتها منذ 45 عاما    مصر تبدأ العمل بالتوقيت الشتوي نهاية أكتوبر.. الساعة هتتأخر 60 دقيقة    الخارجية الإسرائيلية ترفض الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية: محاولة لتسييس القانون    الهيئة العامة للكنيست الإسرائيلى توافق على مشروع قانون تطبيق السيادة الإسرائيلية على أراض في الضفة الغربية    نيوكاسل يجدد عقد تونالي حتى 2030    محافظ الشرقية يُكرم رحاب رضوان بطلة العالم لرفع الأثقال    الفيوم.. إصابة 18 شخصا في تصادم ميكروباصين بطريق القاهرة - أسيوط الصحراوي    إحالة البلوجر أم مكة إلى المحاكمة الاقتصادية بتهمة غسل أموال ونشر محتوى خادش    محافظ أسوان يطمئن على طلاب جامعة بنها المصابين في حادث أبو سمبل ويُحيل الواقعة للتحقيق    مرور القاهرة يعلن إغلاق كوبري الأزهر السفلي لإجراء أعمال الصيانة    ننشر منطوق حكم كروان مشاكل بسب وقذف ريهام سعيد    "مكافحة انتشار المخدرات" فى ندوة بطب بيطري أسيوط    فيديو.. أحمد السعدني ينفي مشاركته في موسم رمضان: عايز آخد نفسي شوية    سفارتا مصر بالدوحة وكتارا تنظمان البث الحى لافتتاح المتحف المصرى الكبير    أمير قطر: العلاقات التاريخية مع تركيا تمضي بثبات نحو آفاق واعدة    اعتماد تنظيم الكونغرس الأول للإعلام الرياضي في ديسمبر 2026    وزير التعليم العالي يؤكد ضرورة توجيه البحث العلمي لخدمة التنمية الاقتصادية وخلق فرص عمل للشباب    تركيب 1662 وصلة مياه مجانية للأسر الاولى بالرعاية بالفيوم    ننشر لائحة النظام الأساسى للزمالك بعد عدم اكتمال نصاب الجمعية العمومية    مصر تدعو لتمثيل عادل للدول الإفريقية بالمؤسسات الدولية والبنوك الإنمائية    مجلس كنائس مصر: مؤتمر الكهنة والرعاة جسد رسالة الكنسية في خدمة الإنسان والمجتمع    لتوفير 1500 فرصة عمل.. 12 شركة في الملتقى التوظيفي الأول بجامعة حلوان (تفاصيل)    رئيس الوزراء: نقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين في انتخابات النواب    الكرملين: بوتين لن يحضر قمة مجموعة العشرين    الخارجية الروسية: تحضيرات القمة بين بوتين وترامب مستمرة    حبس المتهم بإنشاء كيان تعليمي وهمي للنصب على المواطنين بمدينة نصر    رئيس الوفد البرلماني الدنماركي: خطة السلام بغزة لم تكن لتنجح دون الجهود المصرية    وزير الخارجية الإسرائيلي: لا يوجد لإسرائيل صديق أعظم من الولايات المتحدة وممتنّون لإدارة ترامب على دعمها الثابت لإسرائيل    أكرم القصاص ل اليوم : القمة المصرية الأوروبية تتويج لسياسة خارجية متوازنة وفاعلة    انطلاق المؤتمر السنوي الثالث لمركز الكبد والجهاز الهضمي بدماص بالمنصورة.. غدًا    مرض الجدري المائي.. الأعراض وطرق الوقاية    تزامنًا مع تعامد الشمس على رمسيس الثاني.. رفع درجة الجاهزية القصوى بجميع منشآت الرعاية الصحية بأسوان    الجبلاية توافق على رحيل أسامه نبيه وتبحث عن مدير فني للمنتخب الأولمبي    قائمة ريال مدريد - غياب 5 مدافعين ضد يوفنتوس.. وميندي يعود لأول مرة منذ 6 أشهر    قضايا الدولة تحتفل بتخريج دفعة من برنامج سفراء التنمية المستدامة    وكيل التعليم بالجيزة يستبعد مدير مدرسة خلال جولة مفاجئة في الهرم والعمرانية    أفضل 5 وجبات خفيفة صحية لا ترفع السكر في الدم    فئات ممنوعة من أداء مناسك الحج    الرقابة المالية تمد وقف تلقي طلبات التأسيس لنشاطي التمويل الاستهلاكي ومتناهي الصغر بالطرق التقليدية لمدة عام    النجم التركي كان أورجانجي أوغلو: أتطلع لزيارة الجمهور في منازلهم بمصر    محمد عبده يقبل يد المايسترو هاني فرحات : "ونكيد العوازل بقي "    وزير الإسكان: تخصيص 408 قطع أراضٍ للمواطنين بمنطقة الرابية    الأقصر تتحرك لدعم موسم سياحي استثنائي.. لقاء موسع بمشاركة خبراء ومختصين    بيحبوا يكسروا الروتين.. 4 أبراج لا تخشى المخاطرة وتحب انتهاز الفرص    «مصر» ضمن المرشحين لجائزة أفضل منتخب إفريقي في 2025    القنوات الناقلة لمباراة بايرن ميونخ وكلوب بروج في دوري أبطال أوروبا    البترول: مصر تُصدر 150 ألف متر مكعب من الغاز المسال إلى تركيا لصالح توتال إنيرجيز    تراجع ظاهرة السحابة السوداء بالشرقية    نائب وزير الصحة يتفقد جاهزية الخدمات الطبية والطوارئ بميناء رفح البري    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 22-10-2025 في محافظة الأقصر    منتخب مصر للسيدات يختتم استعداداته لمواجهة غانا في تصفيات أمم إفريقيا    مفتي الجمهورية: الله تولى بنفسه منصب الإفتاء وجعله من وظائف النبوة    حكم القيام بإثبات الحضور للزميل الغائب عن العمل.. الإفتاء تجيب    حين يتأخر الجواب: لماذا لا يُستجاب الدعاء أحيانًا؟    سماء الفرج    موعد شهر رمضان المبارك 1447 هجريًا والأيام المتبقية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القصة الكاملة لتجدد اشتباكات «الهلايلة والدابودية» في أسوان
نشر في المصري اليوم يوم 27 - 06 - 2014

بعد هدنة مر عليها نحو 60 يومًا، عادت الاشتباكات إلى أسوان، بعدما قُتل شخصان، مساء الخميس، أمام «كوبري القش» بمنطقة «الناصرية»، في مشاجرة بين عدد من أبناء «بني هلال» وآخرين من «الدابودية».
في أبريل الماضي، أعلنت القبيلتان عن هدنة ل«حين التوصل إلى مصالحة بينهما»، بعد اشتباكات خلفت 26 قتيلًا وعشرات المصابين. وتعددت الروايات حول سبب نشوب الاشتباكات، لكن بحسب تحقيقات النيابة بدأت شرارتها بمشاجرة بين أفراد من العائلتين، إثر قيام كل منهم بكتابة عبارات مسيئة للآخر على جدران إحدى المدارس.
«المصري اليوم» تتبعت القصة الكاملة للأحداث بالنزول إلى منطقة «السيل الريفي» بشرق أسوان، حيث تعيش قبيلة واحدة، وسط أهل قرية واحدة، ينتسبون لأكثر من قبيلة، ويعيش هناك أبناء قبيلة «بني هلال» وأبناء قرية دابود.
ورصدت «المصري اليوم» 7 أيام من الدماء يومًا بيوم من شوارع وساحات السيل الريفي، فكان مفتاح القصة مع جداريات الكتابات السيئة، 2 أبريل الماضي، حيث اتهم الهلاليون، الدابوديين، بالوقوف وراء العبارات المسيئة على سور المدرسة.
ويرد الدابوديون باتهام الهلاليين بالاعتداء على طلبة المدرسة وسرقة ونهب الدراجات النارية من داخلها.
مرت الساعات والدابوديون أطلقوا اتهامات في حق الهلاليين، مستنكرين استمرارهم في المناوشات وعدم السيطرة على الشباب، فرد الهلاليون باتهام الدابوديين بالتصعيد المعنوي واتهامهم بتجارة المخدرات والتعالي على كل هلالي. ويعتقد الكبار أنها مشاجرة طلبة ومرت.
ويقول الحاج نجم ل«المصري اليوم»، أحد كبار الدابودية في السيل الريفي: «اعتقدنا أنها مشاجرة طلبة ومرت، وبمرور الخميس بسلام، جعلنا نطمئن رغم التاريخ من الاحتكاكات بيننا وبين بني هلال، وأن ما حدث مر بسلام» ويؤكد كلامه عدد من كبار بنى هلال، ويؤكد كلام الكبار من الجانبين مرور اليوم بسلام، باستثناء ما يرويه بعض شباب الدابوديين من مناوشات مع أبناء قبيلة بنى هلال، حيث اعتدى الهلالية على بعض أفراد الدابودية. هدأت المناوشات لتبدأ نيران الغضب بحصد الأرواح، 4 أبريل، فيتهم الدابوديون الهلاليين بإطلاق نار من أسلحة آلية في منطقة الشعبية، مما أسقط سيدة وشابين، بينما يتهم الهلاليون الدابوديين باحتجاز وفد منهم ذهب للتهدئة.
وبدأ الجمعة في «السيل الريفى» مبكرًا، وقتها كان أحمد مصطفى حسين، من الدابوديين وأحد أقاربه في طريقهم إلى العمل، حوالى الساعة الثامنة صباحًا، فاستوقفهم عدد من الصبية من بني هلال، حسب رواية «أحمد»، يكتبون عبارات مسيئة للدابوديين على أسوار محطة الكهرباء، ويكمل: «شتمناهم.. فجروا إلى منازل بنى هلال، فمشينا وراءهم، وهناك خرج علينا عدد من الهلايلة، وضربوا علينا حجارة أصابتني أحدها في رأسي بارتجاج في المخ، وشرخ في الجمجمة»، وصولًا إلى صلاة الجمعة، تتفق الرواية مع ما يراه الهلاليون، من شباب دابوديين جاءوا إلى منازلنا لضرب بعض أطفالنا، فدافعنا عن أنفسنا وقتها بالطوب. وعند صلاة الجمعة، تختلف الروايات، يروى أهل السيل الريفي من الدابوديين أن عددًا من الهلاليين جاءوا إلى منطقة الشعبية ذات الأغلبية الدابودية، وبدأوا في إطلاق النيران بشكل عشوائي.
في وقت سابق، حكي خلاله الهلاليون أن وفدًا منهم ذهب للتهدئة في مسجد قرب الجمعية في ميدان الشعبية، لأداء صلاة الجمعة ثم الجلوس من كبار الدابوديين، ولكنهم رفضوا واحتجزوا الوفد. ويخطف الهلاليون أحد الدابوديين مقابل إطلاق سراح القيادات الهلالية المحتجزة. وتنتهى الروايات المتضاربة وصلاة الجمعة وصلاة العصر بحقائق إطلاق نار عشوائى من طرف الهلاليين على بيوت ومنازل الدابوديين في منطقة الشعبية، مما أسقط سيدة حاملا، وشابين، منهما أحمد مصطفى حسين، طالب مدرسة الثانوية الصناعية، الذي شهد اشتباكات أول يوم ورواه لأبيه الحاج مصطفى حسين، الذي أوضح: «ولدى قالي إنه كان رايح المدرسة، يوم الأربعاء، فوجد عددًا من الهلاليين يجرون وراء طلاب المدرسة بصواعق كهربية وشوم وأسلحة بيضاء، مما دفع بعض الطلبة للقفز في الترعة خوفا من صعقة كهربائية».
ويكمل الحاج مصطفى: «وتمر الأيام، وبعدها بيومين مات ولدى بطلقة غدر انطلقت من رشاش داخل منازلنا وبيوتنا».
الصراع الدموي واصل حضور المشهد، 5 أبريل الماضي، في الوقت، الذي لا يقدم الدابودية رواية واضحة لذلك اليوم لكنهم يكتفون بكلمة «حقنا وصلنا»، ويؤكدون دائمًا أن حجم الغضب بين أبناء القبيلة ارتفع لأقصى مستوى ممكن، بينما يروى شهود عيان من «بنى هلال» أن هجوم الدابودية بدأ الساعة 12 مساء الجمعة/ صباح السبت، حيث انسحبت قوات الشرطة، التي كانت متواجدة في المكان، ثم بدأ هجوم الدابودية على منازل الهلاليين المبعثرة في منطقة السيل الريفي. وقبل أن تشرق شمس السبت، كانت 14 جثة لهلالي، مذبوحة، فوق سيارة كارو، تمر عبر الشوارع ببطء، وسط شعور نوبى بالانتصار على من يطلقون عليهم «الجمسا»، تحريفا لكلمتي «جم مساء» ويوصف بها من شارك متأخرًا بعد ظهور بشائر النصر في حروب الردة، فقيل لهم «جم مسا» وتم تحريفها لتصبح «جمسا» وهى السبة والتهمة المهينة في أعراف القبائل العربية.
وبدأت الصور تننشر على صفحات الإنترنت، قبل أن تتعامد شمس السبت في السماء، وبدا أن نهار السيل الريفى سيطول، في الوقت الذي بدأ محافظ أسوان في التحرك، وطلب بشكل رسمى احتواء الأزمة والسيطرة على الوضع بين القبيلتين، قبل أن تصل الأنباء إلى القاهرة ويتحرك رئيس الوزراء، إبراهيم محلب، ووزيرا الداخلية والتنمية المحلية على عجل إلى أسوان، لبحث الموقف والوقوف على آخر التطورات.
وقال محلب وقتها وإلى جواره وزير الداخلية: «أسوان واحة الأمن والأمان»، معتبرًا أن الأمر «نوع من زرع الفتن».
وجاء دور «الأزهر»، حيث وصل وفد من رجاله محافظة أسوان للمشاركة في إقرار الصلح بين قبيلتي «الدابودية وبني هلال» ونشر قيم التسامح والمصالحة بين أبناء القبيلتين، والتمهيد لزيارة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، للمحافظة، لإقرار اتفاق الصلح بين الجانبين ووقف إراقة الدماء. وحضر شيخ الأزهر ومعه الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، في محاولة لنزع فتيل الأزمة، وأعرب «الطيب» عن تمنيه أن يكون الأمر «سحابة صيف»، داعيًا الجميع إلى قراءة سورة «الفاتحة» مرتين، وقال: «اللي يخون هذا الاتفاق ربنا يتصرف فيه».
وعادت الحياة إلى طبيعتها في محافظة أسوان، التي خيم الاضطراب عليها حوالي أسبوعين، حيث فتحت المحال أبوابها وذهب التلاميذ إلى مدارسهم، وشهدت الشوارع حالة من الهدوء والاستقرار. وتمكن «الطيب» من إتمام المصالحة بين طرفي النزاع في أسوان من قبيلتي «الهلايلة والدابودية»، بعدما سافر على متن طائرة عسكرية إلى هناك، لتمر الأيام سريعًا ويتجدد الموقف من جديد بسقوط قتيلين وسط ترقب لما ستسفر عنه الساعات المقبلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.