أسعار الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الخميس 29 مايو 2025    وزير السياحة: بحث فرص زيادة حركة السياحة الوافدة إلى المقصد السياحي المصرى من صربيا    إنجاز تاريخي للكرة الإنجليزية.. 5 أندية تتوّج بخمس بطولات مختلفة فى موسم واحد    ألمانيا ترفض الاتهامات الروسية ضدها بتأجيج الحرب مع أوكرانيا    إنجاز ينفرد به.. تشيلسي يكتب التاريخ في مسابقات أوروبا    المحكمة الرياضية الدولية توضح ليلا كورة الموقف الحالي لشكوى بيراميدز بشأن القمة    العش: إصابتي بسيطة.. وسأتعافى قبل كأس العالم للأندية    بعد شائعات الرحيل.. إمام عاشور يتحدث عن مستقبله مع الأهلي    لعرض الكشوف ربع السنوية.. النائب العام يستقبل رؤساء الاستئناف للنيابات المتخصصة    إلغاء امتحانات 6 طلاب بالصف الثاني الثانوي في بني سويف    حبس 7 متهمين بجلب أقراص مخدرة للإتجار بها في مدينة نصر    مين فين؟    رانيا فريد شوقي ونسرين أمين تحتفلان بحصد الأهلي بطولة الدوري ال 45    تصريحات فاروق جويدة حول "غياب المثقفين" تثير الجدل.. وكتاب يردون عليه    موعد أذان فجر الخميس 2 من ذي الحجة 2025.. وأفضل أعمال العشر الأوائل    جوائز الدوري السعودي.. بنزيما أفضل لاعب وبلان المدرب الأبرز والدوسري أحسن لاعب محلي    موقف طريف في قلب الفاتيكان: دمية «البابا» تحلّق في السماء وتستقر بين يديه    «النقابة الفلسطينية»: ارتفاع عدد الصحفيين الشهداء في غزة إلى 221 شهيدًا    إصابة شاب برصاص الاحتلال في بيت دقو    «زي النهارده».. وفاة الملك إدوارد الثامن ملك بريطانيا 28 مايو 1972    الركوع برمزٍ ديني: ماذا تعني الركبة التي تركع بها؟    4 اتهامات رئيسية.. "الأطباء" تكشف تفاصيل التحقيق مع أمينها المساعد في بلاغ الصحة    السفير أحمد أبو زيد ل"إكسترا نيوز": الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأول لمصر    أخبار × 24 ساعة.. رئيس الوزراء: لا يوجد شحنة لحوم تدخل مصر إلا ويتم مراجعتها    خالد الغندور: عماد النحاس يقترب من الرحيل عن الأهلي بعد التتويج بالدوري    محمد يوسف: لقب الدوري جاء بعد جهد كبير ويمنحنا دفعة قوية قبل المونديال    الأهلي يكشف موعد مؤتمر إعلان التعاقد مع «ريفيرو»    4 مباريات في الدوري المصري    وزير النفط العراقي يؤكد أهمية التزام أعضاء أوبك بالاتفاقات للحفاظ على استقرار السوق    مجموعة التنمية الاقتصادية بحزب الجبهة الوطنية تعد ورقة عمل لدعم الدولة في التنمية والاستثمار    «الكهرباء» ترد على تقارير عجز الغاز الطبيعي وعودة تخفيف الأحمال في الصيف    ضبط عامل بتهمة قتل زوجته في الشرقية    الجزار: تفتيش 136 منشأة طبية خاصة بمصر الجديدة للتأكد من جودة الخدمات    «الطقس× أسبوع».. ربيعي يصاحبه فرص سقوط أمطار ونشاط رياح بالمحافظات    بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم وتحذير من عودة الأجواء الباردة ليلًا: «احتفظوا بالجواكت»    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية قبل بداية تعاملات الخميس 29 مايو 2025    أبناء "الوفد" ظلموه.. ماذا يتوقع الجلاد للحزب العريق في البرلمان المقبل؟    إغلاق 5 مراكز تعليمية غير مرخصة في المنتزه بالإسكندرية    دليل أفلام عيد الأضحى في مصر 2025.. مواعيد العرض وتقييمات أولية    أحمد سعد يزيل التاتو: ابتديت رحلة وشايف إن ده أحسن القرارات اللى أخدتها    محافظ قنا يشهد افتتاح الدورة الثانية من "أيام قنا السينمائية" تحت شعار "السينما في قلب الريف"    4 أبراج «ما بيرجعوش في كلامهم».. عنيدون يسيرون عكس التيار وقناعاتهم خط أحمر    «زي النهارده».. وفاة الأديب والسيناريست أسامة أنور عكاشة 28 مايو 2010    الرئيس الأوكراني ونظيره الألماني يبحثان سبل تقديم المزيد من الدعم لكييف    حكم الجمع بين نية صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وقضاء رمضان    ما سر رقم 10 في القرآن وعلاقته بالأيام والليالي العشر؟.. عمرو الورداني يكشف    بداية حدوث الجلطات.. عميد معهد القلب السابق يحذر الحجاج من تناول هذه المشروبات    ألم حاد ونخز في الأعصاب.. أعراض ومضاعفات «الديسك» مرض الملكة رانيا    جولات ميدانية لمدير الرعاية الصحية بالأقصر لمستشفى طيبة ووحدات طب الأسرة بإسنا    اغتنموا الطاعات.. كيف يمكن استغلال العشر الأوائل من ذي الحجة؟ (الافتاء توضح)    طريقة عمل الموزة الضاني في الفرن لغداء فاخر    الرقابة المالية: التأمين البحري يؤدي دور محوري في تعزيز التجارة الدولية    د.محمد سامى عبدالصادق: حقوق السربون بجامعة القاهرة تقدم أجيالا من القانونيين المؤهلين لترسيخ قيم الإنصاف وسيادة القانون والدفاع عن الحق.    سليمة القوى العقلية .. أسباب رفض دعوى حجر على الدكتورة نوال الدجوي    «بيت الزكاة والصدقات» يصرف 500 جنيه إضافية لمستحقي الإعانة الشهرية غدًا الخميس    نائب وزير الصحة تشارك فى جلسة نقاشية حول "الاستثمار فى صحة المرأة"    وزير التعليم: 98 ألف فصل جديد وتوسّع في التكنولوجيا التطبيقية    وزير العمل يعلن استمرار التقديم على بعض الوظائف القيادية داخل "الوزارة" و"مديرياتها"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل يصل «داعش» لميدان العتبة؟
نشر في المصري اليوم يوم 18 - 06 - 2014

هل يمكن أن يصل تنظيم داعش التتري يوما ما إلى ميدان العتبة ويقيم «الشريعة» ويطبق الحد على بائع الأحزمة سيد سوكا الذي يرجح أنه يغش زبائنه؟ هل يمكن أن يبسط التنظيم الوحشي نفوذه ملعنا دولة الإسلام من صلاح سالم لأول فيصل بعد أن يجتاح العاصمة؟
(2)
هناك ثلاثة مفاصل أساسية توجه قارئ خريطة «داعش».. وتكشف مستقبل الجماعة الأكثر دموية وهمجية إلى الآن:
أولا: التنظيم مكروه في محيط الجماعات الإرهابية الصديقة، فقد خاض معارك طاحنة في سوريا مع جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، ولم تنجح الجهود والوساطات في الإبقاء عليهما مندمجين تحت راية واحدة، وتناثرت الأقاويل حول الضغائن التي يكنها قائد داعش، أبوبكر البغدادي، تجاه قائد جبهة النصرة محمد الجولاني، الذي كان مساعدا له يوما ما.
وكان أن أصدر «داعش» بيانا يهاجم فيه الظواهري، المدير المباشر للجولاني، قائلا فيه: «جعلت من نفسك وقاعدتك أضحوكة ولعبة بيد صبي غر خائن ناكث للبيعة (الجولاني) لم تره وتركته يلعب بكم لعب الطفل بالكرة فأذهبت هيبتك وأضعت تاريخك ومجدك».
ثم تطور الأمر بين الجانبين لحد قطع داعش رقاب مقاتلي جبهة النصرة وتصوير هذه العمليات وبثها على شبكة الإنترنت بعد معارك دموية بين الطرفين في سوريا. لينتهي زمن التعاون المشترك ضد بشار الأسد.
وعلى أثر هذه الشقاقات، تراشق البغدادي بالبيانات النارية مع زعيم القاعدة أيمن الظواهري، ثم سرت الهمسات بأن أسامة بن لادن كان قد طلب من البغدادي أن يقيم الدولة الإسلامية بنفسه، في إشارة لإعجاب بن لادن بالبغدادي واختصاصه بالأمر من بعده فيما يشبه الوصية.
وتداول البعض القول بأن البغدادي هو الوحيد الذي لم يبايع أيمن الظواهري بعد اغتيال بن لادن، فيما يمكن تفسيره بأن للبغدادي حس استقلال ورغبة في إقامة مشروعه الشخصي بمعزل عن الظواهري الذي لا تبدو قدراته مقنعة لكثيرين من «المجاهدين» الذين اختاروا طواعية الانخراط في صفوف البغدادي.
ومن ثم فإن البغدادي في حرب مباشرة مع «القاعدة» نفسه، مدفوعا بضغينته ضد الجولاني والظواهري، والأخيران مدفوعان بكراهيتهما للمارق مشتت كلمة الجهاديين في الأرض أبوبكر البغدادي.. وهذا نصف الكوب الملآن بالنسبة لنا.
(3)
العنصر الثاني في قراءة خريطة داعش يتعلق بقدرة التنظيم على الانتشار.. فكريا.
ويلخصه السؤال الأكثر إلحاحا: هل يمكن أن يلهم «داعش» آخرين بالانتماء لها خارج الشام والعراق؟
هل يمكن أن يعلن في الغد القريب تنطيم ما نفسه فرعا لداعش في سيناء أو في مصر كلها مثلما كانت تعلن فروع «القاعدة» نفسه في أي مكان؟
الأمر هنا يختلف تماما..
فقد اعتاد الخبراء تمثيل طريقة الانتماء للقاعدة بنظرية الفرانشيز.. أو طريقة سلاسل مطاعم الأغذية الكبرى حول العالم.. فهناك ماكدونالدز وكنتاكي في أمريكا وهناك فروعهما المنتشرة في دول العالم.. كل ما تفعله الفروع هو الحصول على الترخيص من المركز الأم ، ثم تطهو الوجبات بسر الخلطة.. لا أكثر ولا أقل.
وكل ما فعله القاعدة أن أتاح لكل جهاديي العالم أن ينتسبوا له، سائرين على درب فتاوه الفقهية، ثم طريقة التنفيذ.
واستلهمت فروع القاعدة المحلية نظرية أيمن الظواهري من أن العدو عدوان..عدو قريب (الأنظمة الحاكمة) ثم عدو بعيد (الغرب الصليبي).. وأن جهاد العدو القريب أولى من جهاد العدو البعيد.. ولو مؤقتا!
في حين لا يتيح داعش هذا الترف لكل من هب ودب..
فداعش خاضع لهوس البغدادي بالسيطرة، ورغبته في جمع حشود المقاتلين تحت رايته في بقعة بعينها..
البغدادي بالأحرى يريد أن يلملم الناس تحت رايته في «دولة الإسلام».. ولن يعطي لهم التوكيلات لينشئوا «دولة الإسلام» بنفس المواصفات.. بعيدا عنه.
البغدادي يبدو لي.. طفلا أنانيا.. لن يسمح لأحد بأن يلهو بدميته.. ولن يسمح لأحد باللعب بها إلا تحت عينيه وبإشرافه.
ومن ثم فأنا أستبعد فرضية أن يعلن تنظيم ما في الغد نفسه فرعا لداعش في صنعاء أو ليبيا.. داعش مصمم خصيصا إلى الآن على مقاس «البغدادي».. الفكرة خاضعة لحقوق الملكية الفكرية له، ولن يطرحها للاستهلاك العام مثلما فعل أسامة بن لادن.
(3)
العنصر الثالث هو الجدل الفقهي السفسطائي الداخلي الذي سيعرقل داعش داخليا..
ففي بيان داعش قبل 6 أسابيع من الآن تقريبا، جاء على لسان أبي محمد العدناني المتحدث باسم التنظيم: «عذرا أمير القاعدة.. الدولة ليست فرعا تابعا للقاعدة ولم تكن يوما كذلك بل لو قدر لكم الله أن تطأ قدمكم أرض الدولة الإسلامية لما وسعكم إلا أن تبايعوها وتكونوا جنودا لأميرها القرشي حفيد الحسين».
والخطير هنا أنه ربط خلافة أبي بكر البغدادي بكونه قرشيَ النسب، حسيني الجد، على حد زعمه، وهو ما يأخذنا لأعماق نظريات الحكم في الإسلام والتي صيغت قبل قرون طويلة، حين ذهب بعض الفقهاء لحتمية أن يكون خليفة المسلمين قرشيا!
وهي النظرية التي اعتنقها فقهاء أوائل، مستندين إلى تفسيرات وأحاديث.. وهي من مرات الاتفاق النادر بين التيار السني الكلاسيكي والتيار الشيعي العام.. حيث يؤمن كلاهما بأن الخلافة في قريش، غير أن الشيعة يقصرونها على البيت الهاشمي دونا عن قريش كلها.
ومن ثم فإن البغدادي يضع الفريقين أمام مأزق تاريخي ما زال غبار القرون عالقا فيه.. أنا قرشي النسب هاشمي الانتماء.. ومن ثم فليخضع السنة والشيعة معا لسلطاني!
وهو يصادرها بذكاء شديد على الظواهري.. ولسان حاله: عذرا أنا قرشي النسب وأنت لا.. فلتتنح جانبا من خلافة المسلمين من فضلك!
وهذا الربط المخترع والمستنبط من مندثر الفقه الإسلامي.. سيضع «داعش» نفسه في المأزق ذاته بصورة أكثر تعقيدا..فماذا لو مات البغدادي غدا أو تم اغتياله؟
هنا لابد أن يقدم داعش زعيما قرشيا جديدا تدين له الأركان.. وإلا ف«باي باي».
داعش ليس تنظيما مؤسسا فكريا وعقيديا على نحو تبلور تمام التبلور، وهو ما سيضعه مع الوقت أمام معضلات سفسطائية سيورطه فيها خصومهم من الجهاديين، لينقلب الأمر لجدل لن يحسمه إلا الإمام الشافعي في قبره!
(4)
داعش لن يصل إلى ميدان العتبة.
فيسبوك: ahmed.elderiny
تويتر:@AhmedElderiny1


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.