«فورين بوليسي»:«داعش» تعتمد علي «أساليب المافيا» في تمويل عملياتها

«حينما سرق مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) عشرات الملايين من الدولارات من بنك في الموصل في وقت سابق من العام الحالي، لم يكن مجرد هذا الأمر مجرد دلالة واضحة علي عدم قدرة الحكومة العراقية علي السيطرة علي ثاني أكبر مدينة في العراق فحسب، وإنما كان مثالاً صارخاً علي ضرورة القلق من تنامي نفوذ داعش، تلك الجماعة التي باتت تعتمد في تمويل عملياتها علي الابتزاز والخطف والسطو علي البنوك، وغيرها من التكتيكات الأخرى الأكثر شيوعاً بين العصابات من مجرد عن الجماعات الإسلامية المتطرفة».. بهذه العبارة تحدثت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية عن استخدام «داعش» أساليب «المافيا» في تمويل العمليات التي تقوم بها أكثر من اعتمادها علي التمويل الخارجي.
وقالت الصحيفة إن «التنظيم تلقى في سنواته الأولى، مثل طالبان وغيره من المسلحين السنة، معظم تمويله من المانحين الأثرياء في الكويت وقطر ودول الخليج الأخرى، ورغم استمرار التمويل، يعتقد المسؤولون الأمريكيون في مكافحة الإرهاب أن داعش يمول الآن الجزء الأكبر من التجنيد، وشراء الأسلحة، والهجمات دون مساعدة خارجية».
ورأت المجلة أنه حتى لو أوقفت الولايات المتحدة وحلفائها على نحو ما ضخ الأموال من الخليج إلى ساحات القتال في العراق وسوريا، فإنه سيكون قد فات الأوان لمنع «داعش» من الحصول ما يكفي من المال للقتال لسنوات.
ونقلت المجلة عن مسؤول أمريكي في مجال مكافحة الإرهاب قوله «الغالبية العظمى من أموالهم تأتي من أنشطة إجرامية مثل السطو على البنك والابتزاز والسرقات والتهريب»، مضيفاً «أنهم يحصلون على بعض المال من المانحين في الخارج، ولكن هذا تضاءل بالمقارنة بالتمويل الذاتي».
وذكرت المجلة الأمريكية أن حجم الأموال التي يمتلكها التنظيم الإرهابي مازال محل نقاش حاد بين المسؤولين في أجهزة المخابرات الغربية، إلا أن بعض المحللين يقدرون أموال التنظيم بنحو 500 مليون دولار، حصلوا عليها من عمليات السطو وتهريب النفط والابتزاز، بينما يري محللون آخرون أن الرقم أقل بكثير يقدر بنحو 100 إلي 200 مليون دولار.
ورأت «فورين بوليسي» أن نجاح «داعش» في تمويل عملياته ذاتياً يعكس اتجاه واسع النطاق يشير إلي أن الجماعات الإرهابية في العالم، وخاصة أفريقيا، أصبحوا يقللوا الاعتماد علي التمويل الخارجي.