«النور».. لا سمع ولا طاعة

توقع أنصار المشير عبدالفتاح السيسى، المرشح للانتخابات الرئاسية، حشد حزب النور قواعده بجميع المحافظات لمساندته، خاصة أن حزب النور هو القوة السياسية الوحيدة من قوى تيار الإسلام السياسى الداعمة لخارطة الطريق، وما زاد من سقف هذه التوقعات عقد حزب النور والدعوة السلفية أكثر من 60 مؤتمرا انتخابيا بجميع المحافظات لدعم «المشير»، بدعوى أنه مرشح إسلامى حسب وصف قيادات بالحزب والدعوة السلفية.
غير أن المفاجأة جاءت مع الساعات الأولى للانتخابات، حيث خلا المشهد تماما أمام لجان التصويت من القواعد التنظيمية للنور أو الدعوة السلفية من المشاركة والحشد، ما جعل البعض يعتبر الحزب حنث بوعوده للمشير.
واعتبرت مصادر داخل الحزب عزوف القواعد عن المشاركة والحشد أمرا طبيعيا للتباين الكبير بين وجهات نظر قيادات النور والدعوة السلفية وقواعدهم الشبابية، ودلل على ذلك بما حدث فى اعتصامى أنصار الإخوان ب«رابعة» و«النهضة»، حيث لم يلتزم الكثير من أعضاء الدعوة السلفية بقرار القيادات عدم مشاركة الإخوان فى اعتصامهما، فضلا عن مشاركتهم فى مسيرات الإخوان.
فيما قال الدكتور يسرى حماد، نائب رئيس حزب الوطن السلفى، القيادى السابق بحزب النور، إن المرشح السيسى خُدع فى شعبية حزب النور، وكان يعتقد أن قياداته تمتلك لديها قواعد عريضة بجميع المحافظات لذا استعان بممثلى الحزب فى مشهد خارطة الطريق فى 3 يوليو.
وأضاف حماد أن تأييد قيادات الحزب والدعوة السلفية لانقلاب 30 يوليو تسبب فى استقالات غالبية قواعده، والجزء الآخر أعلن استقالته بمجرد فض اعتصامى «رابعة والنهضة»، وأصبح الحزب بلا ظهير فى الشارع، لافتا إلى أن غياب السلفيين عن مشهد الانتخابات الحالى هو أكبر دليل على أن السلفيين يتجاهلون تعليمات مشايخهم وقيادات الحزب.
وأضاف الدكتور خالد سعيد، المتحدث باسم الجبهة السلفية، «منذ ظهور قيادات حزب النور فى مشهد مع قيادات الانقلاب فى 3 يوليو اختفت شعبية الحزب وأصبح رؤوسا بلا قواعد»، مؤكدا أن الشباب السلفى انضم إلى تحالف دعم الشرعية بعدما تأكد أن معظم الفتاوى التى تصدر من السلفيين جاءت لخدمة رجال النظام وليس الدين.
وأكد سعيد أن الدعوة السلفية المنبثق منها حزب النور سبق أن ساندت الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك ورفضت الخروج فى ثورة 25 يناير، قائلا إن الفتاوى السياسية التى تخدم النظام الصادرة من قيادات الحزب والدعوة تسببت فى عدم تنفيذ قواعد وشباب الحزب التعليمات بالخروج فى الانتخابات.
وأكد سعيد أن حزب النور سينكشف وضعه الحقيقى أمام الجميع بمجرد انتهاء الانتخابات البرلمانية المقبلة، بعدما يخرج بلا مقاعد فى تلك الانتخابات، التى ستكتب نهاية الحزب من الحياة السياسية.
من جانبه، أكد الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، أن الدعوة وحزبها النور منذ إعلان خارطة الطريق حتى انتهاء الانتخابات الرئيسية قدما كل شيء من أجل دعم خارطة الطريق وعودة الاستقرار والأمن بجميع مؤسسات الدولة. وأضاف برهامى ل«المصرى اليوم»: «حزب النور شعبيته ترتفع يوميا منذ تأييده خارطة الطريق ومساندته الدولة فى مواجهة الإرهاب، نافيا ما يتردد بأن حزبه بلا قواعد»، مؤكد أن «النور» أكبر الأحزاب السياسية التى تمتلك شعبية فى الشارع.