إيكر كاسياس.. القديس يحلم بلقب أوروبي ثالث مع الملكي.. (بروفايل)

يضعه جوزيه مورينيو على الدكة لموسم كامل، يأتي «أنشيلوتي» ويقرر أن يعتمد على دييجو لوبيز في مباريات الدوري، يعاني من اتهاماتٍ عديدة بتسريب أخبار الفريق للإعلام عن طريقِ صديقته، كل هذا لم يؤثر في إيكر كاسياس، الذي تلقبه جماهير ريال مدريد بالقديس، إلا في أن جعلته أقوى، يقود ناديه للفوزِ بكأس الملك بعد تلقي هدف واحد فقط في 9 مباريات طوال مشوار البطولة، بالإضافة إلى مشوار لا يقل تميُّزاً في دوري الأبطال.. ظهر فيها بلقطاتٍ حاسمة أنقذت الملكي، ككرات «هنريك مختاريان» لاعب بروسيا دورتموند في مبارتي الذهاب والعودة، كرة تعادل ماريو جوتزه التي أخرجها كاسياس بمهارة فائقة في ذهاب الدوري قبل النهائي أمام بايرن ميونيخ، كان «القديس» نموذجاً مثالياً للاعب البطل، الذي يتواجد عندما يحتاجه الفريق بغض النظر عن أي شيء آخر.
وبينما تتجه أنظار العالم إلى لشبونة ترقبًا لمعرفة من سيتوج بلقب دوري أبطال أوروبا، والذي جاء إسبانيًا خالصًا بمواجهة أتلتيكو مدريد مع الريال، يحلم «القديس» بالوقوف على منصة التتويج مع الملكي للمرة 14 في مختلف البطولات، وللمرة الثالثة دوري أبطال أوروبا، على أن يحمله تلك المرة كقائدٍ للفريق.
ويبدو أن «كاسياس» كان لديه ثقة كبيرة في أن أحلامه ستتحق قريبًا، بعدما تحمل عامًا مليئًا بالأزمات، سواء على صعيد الإصابات التي لاحقته الموسم الماضي، وأبعدته عن المشاركة لفترات طولية من ناحية، ومشاكله مع «مورينيو» حيث رفض «كاسياس» الاستسلام ونحى فكرة الرحيل عن ناديه الذي نشأ بين صفوفه جانبًا، وجاءت الرياح بما يشتهيها وأطاحت ب«الاستثنائي» وظل هو موجوداً.
وبالفعل عاد «كاسياس» من جديد لممارسة هواياته في إجهاض خطورة منافسي فريقه، معيًدا الثقة لزملائه بالفريق، والذين تضامنوا مع جماهير الميرينجي في رفضهم الأسلوب الذي تعامل به «مورينيو» مع حارسهم المفضل، ونافس الفريق بقوة على لقب الدوري وحل ثالثًا بعد مفاجآت الجولات الآخيرة، وقاد الفريق إلى الفوز بلقب كأس إسبانيا على حساب برشلونة في كلاسيكو غاية في الإثارة، أعاد خلاله «كاسياس» الأذهان إلى المستوى الهائل الذي قدمه الحارس مع الماتدور الحائز على لقبي أمم أوروبا وكأس العالم.
ولم تتوقف آمال «كاسياس» عند هذا الحد، بل أبدى رفضه أن يبتعد لقب دوري الأبطال عن الملكي، طيله 12 عامًا، مؤكدًا أن فريقه سيسعى لتحقيق اللقب في نهائي البطولة أمام مواطنه أتلتيكو مدريد بملعب النور بلشبونة.
وقال: «لا يمكن أن يظل الريال 12 عامًا دون التتويج بهذا اللقب، كنا في السنوات الثلاث الماضية على أبواب النهائي، الآن نحن بالفعل في النهائي ونرغب في تقديم مباراة جيدة وانجاز المهمة وإسعاد الجماهير».
وتابع اللاعب: «أتذكر أنه حينما فزنا باللقب لتاسع مرة في اليوم التالي كانت الجماهير تطالبنا باللقب العاشر، ليس لدينا هوسا، ولكن أي مدريدي يعرف أن لقب دوري الأبطال هو الهدف الرئيسي، سنسعى لتكرار الانجاز عن طريق العمل».
وأردف الحارس: «منذ 12 عاما كنت مجرد فتى عمره 21 عاما، الآن الوضع مختلف، لقد مر وقت طويل ومعه زادت الرغبة».
واعتبر «كاسياس» أن مدرب الفريق، الإيطالي كارلو أنشيلوتي رفع من مفهوم «الصحبة» في الفريق حيث طالب من «لاعبين معينين تحمل مسؤولية لم تكن ملقاة عليهم».
وكان الظهور الأول ل«كاسياس»، الذي ولد عام 1981، مع الفريق الأول لريال مدريد، في الثاني عشر من سبتمبر 1999، ويعد هو اللاعب صاحب ثالث أكبر عدد مشاركات في تاريخ الملكي خلف كل من راؤول جوزاليس و هوجو سانشيز حيث شارك في 677 مباراة، وحقق كاسياس مع الميرينجي في 15 عامًا لقب الليجا الإسبانية 5 مرات وبطولة كأس إسبانيا مرتين مرات وكأس السوبر الإسبانية 4 مرات إلى جانب فوزه ببطولة دوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبي مرة واحدة.