تحقيقات «الجيش الحر»: المتهم تلقى تدريبات في سوريا للمشاركة بعمليات «الإخوان»

كشفت تحقيقات نيابة إمبابة مع جهادي من عناصر الجيش السوري الحر، تم ضبطها من قبل جهاز الأمن الوطني بمنطقة أرض عزيز عزت بإمبابة، الأحد، عن مفاجآت جديدة، أهمها أن عناصر الجيش السوري غير النظامي متواجدة ومتوغلة داخل الأراضى المصرية، وتقوم بإرسال عناصر إخوانية إلى الأراضي السورية بدافع تلقى التدريبات العسكرية على يد قيادات بالجيش السورى الحر، وثم العودة إلى البلاد وتنفيذ أغراض ومخططات لزعزعة استقرارها.
واعترف أحد المتهمين خلال التحقيقات بأنه تلقى تمويلات من عناصر الجيش السوري المناهض لنظام بشار الأسد، بغرض استهداف كمائن شرطية ورجال الجيش المصرى، وكان من المقرر تنفيذها خلال الأيام القليلة المقبلة، وأمر المستشار علاء سمير، رئيس نيابة إمبابة، بضبط وإحضار خطيب وإمام مسجد الرحمة بمنطقة أوسيم، تابع لعناصر الجيش السوري الحر، وطلب تحريات جهاز الأمن الوطني عن اثنين آخرين من القيادات الموجودة بمحافظة القليوبية.
وأكدت التحقيقات التي أشرف عليها المستشار أحمد البقلي، المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة، أنه وردت معلومات لرجال جهاز الأمن الوطنى، من مصادر سرية، بأن المتهم يتاجر في السلاح، وعقب صدور الإذن بتفتيش ومداهمة منزل المتهم بمنطقة أرض عزيز عزت، تبين أنه يدعى محمد صلاح، 30 سنة، مقاول، ومنتمٍ لعناصر الجيش السورى الحر، وضبط بحوزته سلاح آلى وجرينوف، و450 طلقة متعددة، وفرد خرطوش، فضلاً عن 3 آلاف دولار، و200 يورو، و650 جنيهاً مصرياً، و3 موبايلات وكاميرا ديجيتال تحوى صوراً ولقطات حية لتدريبات عسكرية يقوم بها عناصر بالجيش السورى الحر على مهاجمة وضرب أهداف ثابتة ومتحركة برشاشات وأسلحة ثقيلة، وزراعة قنابل بكمائن الجيش. وأمرت النيابة بإرسال تلك المضبوطات إلى رجال المعمل الجنائى وخبراء تكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية لفحص وبيان الأسلحة والعملات ومقاطع الفيديو وتفريغها وإرسال تقارير بمحتواها إليها.
وأدلى المتهم باعترافات تفصيلية حول كيفية تجنيده بالجيش السورى الحر، خلال التحقيقات التى استمرت على مدار 6 ساعات متواصلة، بسراى النيابة بمحكمة شمال الجيزة بشارع السودان بالمهندسين، قائلاً «إنه في مارس 2013 ذهب لحضور أحد الدروس الدينية بمسجد الرحمة بأوسيم، وسمع خطبة لإمام وخطيب المسجد ويدعى محمد سيد، متعاطف مع جماعة الإخوان الإرهابية، تحث على الجهاد فى سبيل الله ونصرة المستضعفين، وبعد انتهاء الخطبة اقترب من إمام المسجد، وسجل لديه إعجابه الشديد بخطبته، وأنه مناصر لجماعة الرئيس المعزول، محمد مرسى، وأكد له أنه يريد الجهاد، فعرض عليه خطيب المسجد الذهاب إلى سوريا لمحاربة نظام بشار الأسد، وتلقى التدريبات العسكرية التى تمكنه من الجهاد فى مصر، وهو ما وافق عليه»، مشيرًا إلى أنه بعد مرور أسبوع قابله الشيخ بقيادى يدعى أبوآدم، أحد عناصر قيادات الجيش السورى الحر فى مصر، بمحافظة القليوبية، الذى عرفه على آخر يدعى (أبو قتادة) أيضاً، وسهّل له السفر إلى إسطنبول، ومنها دخل إلى الأراضى السورية متسللاً عبر الحدود التركية.
وواصل المتهم اعترافاته أمام النيابة، قائلاً: «مكثت فى سوريا لمدة 8 شهور، تدربت خلالها على حمل واستخدام السلاح، بمعاونة عناصر الجيش السورى الحر، وشاركت فى تنفيذ عمليات قتل شبيحة نظام بشار الأسد، وكذا عرفت كيفية صناعة القنابل وزراعتها بكمائن الجيش وتفجيرها عن بعد».
وواجهت النيابة المتهم بالجيش السورى الحر، بإحدى الرسائل عُثر عليها على أحد الهواتف المحمولة، من رقم دولى، مفادها: «إحنا دخلنا القرية.. وقتلنا شبيحة النظام بحمد الله»، فأكد المتهم أن الهاتف المضبوط بحوزته يخص شقيق زوجته، أحد العناصر بالجيش السورى الحر أيضاً، مؤكداً أن الرسالة تخص شقيق زوجته السورية، حيث ترك له الأخير هاتفه، حيث أصروا منذ التحاقه بالجيش السورى الحر على الزواج من إحدى المجاهدات به، على حد قوله.
كما واجهت النيابة المتهم بورقة ضبطت بحوزته مدون عليها طريقة كيفية تصنيع «كواتم صوت» للمسدسات والسلاح الآلى، وطلبت النيابة إرسالها إلى خبير خطوط للتأكد من أنها مكتوبة بخط يده، بينما تنصل المتهم من معرفته بتلك الورقة، وزعم أنها تم دسها، ولا يعرف عنها شيئًا.
وأفاد المتهم في أقواله عندما واجهته النيابة بالمبالغ المالية التى ضبطت بحوزته، بأنه تلقى تمويلات من قيادات بالجيش السورى لتنفيذ عمليات إرهابية، كان مقرراً تنفيذها خلال الفترة المقبلة، لافتًا إلى أنه عاد إلى مصر خصيصاً بتعليمات من هؤلاء القيادات ليشارك فى أعمال العنف التى يرتكبها أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية ضد قوات الشرطة والجيش.
وأمرت النيابة بحبس المتهم 15 يوماً على ذمة التحقيقات معه، ووجهت له اتهامات الانضمام إلى جماعة مؤسسة على خلاف القانون والدستور، والاتصال بتنظيم الجيش السورى الحر، وتكدير الأمن والسلم العام، وحيازة أسلحة نارية دون ترخيص، علاوة على تلقى تمويلات من جهات أجنبية بغرض تنفيذ غرض إرهابي.