«زي النهاردة».. الخديو إسماعيل يأمر بإنشاء دار الكتب 23 مارس 1870

على خطى المشروع التحديثي لمصر الذي بدأه محمد علي واصل حفيده الخديو إسماعيل هذا المشروع، وأضاف له الكثير على كل المستويات ومنها المشروع المعرفي والثقافي والتعليمي، كما كثرت المبادرات والأفكار البناءة التي تم تنفيذها على أرض الواقع بتشجيع ودعم من الخديو إسماعيل ومن هذه الأفكار والمبادرات مبادرة عنيت بالتوثيق لذاكرة مصر وإشاعة الثقافة والمعرفة وهي مبادرة واقتراح أبو التعليم في مصر علي باشا مبارك ناظر المعارف «التعليم» علي الخديو إسماعيل بإنشاء دارمصرية للكتب.
رحب الخديو وأصدر الأمر العالي بتأسيس دار للكتب بالقاهرة «الكتبخانة الخديوية المصرية»، زي النهاردة في 23 مارس 1870 يقضي بتأسيس الكتب خانة الخديوية المصرية في الطابق الأرضي بسراي الأمير مصطفى فاضل، شقيق الخديوي إسماعيل، بدرب الجماميز بهدف «تجميع المخطوطات النفيسة مما أوقفه السلاطين والأمراء والعلماء والمؤلفون على المساجد والأضرحة ومعاهد العلم».
ومع ازدياد محتويات الدار وضيق المكان بها، نقلت الدار سنة 1903 إلى المبنى الجديد بميدان باب الخلق والذي أنشئ خصيصا لدار الكتب ودار الآثار العربية وخصص للدار الطابق الأول ومافوقه،وافتتح في أول سنة 1904 وفي 1961 بدأ إنشاء مبنى جديد للدار وهو المبني الجديدالقائم على كورنيش النيل برملة بولاق، وبدأ الانتقال إليه في 1973 وافتتح في1977 وتبلغ مخطوطات الدار حوالي 57 ألف مخطوط تعد من أنفس المجموعات وهي مرقمة ومفهرسة وتغطي تشكيلة واسعة من المواضيع.
تتميز الدار بتنوع موضوعاتها وخطوطها المنسوبة ومخطوطاتها المؤرخة، كما تضم مجموعة نفيسة من أوراق البردي العربية من بينها مجموعة عُثر عليها في كوم أشقاو بالصعيد تبلغ مجموعها 3 آلاف بردية تتعلق بعقود زواج وبيع وإيجار واستبدال وكشوف وسجلات وحسابات خاصة بالضرائب أو تقسيم مواريث أو دفع صداق وغيرها.
وأقدم البرديات يعود لسنة (705م) ولم ينشر منها إلا 444 بردية كما تحتوي الدار على مجموعة من الوثائق الرسمية التي تتمثل في حجج الوقف ووثائق الوزارات المختلفة وسجلات المحاكم وغيرها مما يعنى به الباحثون في شتى المباحث الأثرية والتاريخية، كما تمتلك الدار مجموعةمن النقود العربية يعود أقدمها إلى سنة (696م) وتشمل مجموعاتها تشكيلة كبيرة من مخطوطات القرآن المكتوبة على الورق والجلد وهناك مجموعات من مخطوطات البردي بعضها يعود للقرن السابع أو قبله وفي الدار قطع نقدية يعود أقدمها إلى 693 ميلادية.