حقا أن ما حدث لنا فى ثلاثين سنة مع عهد مبارك اللعين لقصة تروى , ولعبرة يعتبر بها .. ويثور من حولها هشرات التساؤلات .. والى السؤال الأول.. - أين الشعب الذى أيد واحتضن وبارك ثورة يوليو .. لماذا لم يفعل كما يفعل ثوار االتحرير الآن لحماية مكتسباتهم , كيف انحرفت ثورة يوليو كل هذا الانحراف وأودت بالبلد والمنطقة العربية بأسرها بل والعالم الأسلامى كله الى هذه الهاوية .. أى شيطان رجيم ركب رأس هذه الثورة وجعل منها هوة نهوى فيها ونتوه كل هذا العمر .. والله أن هذا الأمر لا يصح إجماله وإختصاره أبدا بل تكتب فيه الأبحاث تلو الأبحاث .. فقد غير هذا الأنحراف مجريات الأمور فى العالم بأسره سنيين طوال ..ولكن لهذا مقام آخر من الكلام ... هل هى حالة سذاجة وبائية أصابت الشعب حين قفز عبد الناصر على سدة الحكم ليمنع نجيب من تسليمه للمدنيين , وصدق ان هذا هو المنقذ المنتظر أو البطل المغوار الذى جاء ليحرر العبيد ,, أم هو تغييب جماعى شعبى نادر الحدوث أوهم الشعب به نفسه واهما ان أحد رجال الجيش يستطيع مع شلة من الضباط (الأحرار!!!) أن يسوسوا بلد هى قلب الأمة العربية والأسلامية ونبضها ..ثم كيف سمح الشعب لعبد الناصر بأن يقصى نجيب بهذه الطريقة وما العلة وإلام استند وأين كانت مبادىء الثورة عندئذ .. أسئلة كثيرة هامة جدا كان ينبغى أن تجول فى وجدان الناس جميعا ويتوقفوا عندها بل ويفرضوها على الجميع لمنع الأمور من انزلاق تاريخى يأخذ بشعبنا والجميع إلى ا الوحل سنين طويلة .. ولكن غيب الشعب عقله .. أزاح الشعب مروئته .. بل وارتضى أن يكون شاهدا جماعيا على جريمة سلب فى حقه هو نفسه ثم يسكت عن هذا سكوتا مزريا عجيبا , أعجب حتى مما لو قيل أنه تناول حبوب الهلوسة التى يتحدث عنها القذافى .. غاب الشعب إلا قلة منه لم يرضوا بهذا السلب التاريخى لمصير الأمة فكانت جماعة الأخوان المسلمين .. ولكنهم لم يكونوا ليكفون وحدهم لإصلاح هذا الخطأ التاريخى .. وكان أعظم ذنوب هذه الأمة استحقت به عن جدارة كل هذه المهانة والإذلال طوال 56سنة .. وتتوالى الأخطاء التاريخية متشعبة من هذا الذنب والتى شكلت فيما بعد فكر مجتمعى عام ممسوخ ووجدان شعبى دائما مهزوم .. والى لقاء...