قالت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إن الدولة يمكنها أن تضع سياسات فعالة وتستخدم طرقًا مختلفة من بينها دواء مكتشف حديثًا من أجل الحد ومن ثم القضاء على مرض الالتهاب الكبدي «سي»، والذي يصل معدل انتشاره في مصر إلى 14.7% من السكان أو حوالي 12 مليون شخص. أوضحت «المبادرة» أن هناك بدائل علمية لتوفير علاج لملايين المصريين المصابين بعدوى الفيروسات الكبدية «سي»، ويتكلف الدواء 250 دولارًا، بينما يسعى المنتج لبيعه ب3600 دولار. وذكرت المبادرة، في بيان لها، الإثنين، أن فريقًا من المتخصصين في الصحة العامة والدواء شددوا على أهمية وضع سياسة شاملة من أجل مواجهة ما يعد أسوأ تحد لصحة المصريين عمومًا، وذلك عقب لقاء مع وفد من شركة جلياد «Gilead» الدولية التي تقوم بتصنيع دواء سوفوسبوفير «Sofosbuvir» لعلاج المصابين بالفيروس. وأشار البيان إلى أن هذا الدواء، سواء تم شراؤه بسعر معقول أو الاتفاق على إنتاجه محليًا بشكل مستقل أو بالاتفاق مع الشركة، يمكن أن يصبح جزءًا من سياسة شاملة وجدية وقائمة على أسس علمية وتجارب مؤكدة وفق القواعد الموضوعة وطنيًا ودوليًا لمواجهة المرض في مصر. وشدد على أن مصر يجب أن تتفاوض مع الشركة التي يزور وفدها القاهرة هذا الأسبوع من موقع قوة حيث إن الدواء لا يمكن استيراده دون حصوله على براءة اختراع في مصر وإجراء تجارب عليه، فضلًا عن أن مصر هي أكثر دولة من حيث نسبة انتشار الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي. وذكر البيان أنه وفقًا لمتخصصين في إنتاج الدواء، فإن تكلفة إنتاج كورس العلاج لا تتعدى 250 دولارًا، بينما صرحت الشركة المنتجة في اجتماع المجلس الاستشاري الذي شاركت به المبادرة في بانكوك، أنها ستعرض على مصر سعرًا يصل إلى 3600 دولار، معتبرًا أن هذا الموقف من جانب الشركات جشع مبالغ فيه وسيجعل الدواء بعيدًا عن متناول الفقراء. ودعا إلى أن تعمل مصر مع الدول الأخرى التي تعاني من انتشار هذا الفيروس مثل «الهند والصين وباكستان وإندونيسيا»، حتى يتسنى التوصل إلى اتفاق عادل يوفر الدواء بسعر مناسب لموازنات هذه الدول وقدرات مواطنيها الاقتصادية، حيث إن أي اتفاق مع مصر سيؤثر على نحو 160 مليون شخص مصابين بهذا المرض في أنحاء العالم النامي.