لليوم الثانى على التوالى تعرض عدد من مقار جهاز أمن الدولة بالمحافظات لعمليات اقتحام ومظاهرات من جانب مواطنين غاضبين، بعد مطالبتهم بتدخل الجيش للحفاظ على الوثائق داخل المقار، والتى تردد قيام الضباط بإحراقها، وكان أبرز المحاولات فى مدينة «6 أكتوبر»، حيث تجمع نحو 700 مواطن ظهر السبت، أمام مقر الجهاز، وحاولوا اقتحامه قبل أن تتدخل قوات الجيش لتحاصر المبنى ب4 دبابات والعشرات من أفراد الشرطة العسكرية. قال عدد من شهود العيان والمتظاهرين ل«المصرى اليوم» إنهم شاهدوا حريقاً فى مبنى ملاصق لمقر الجهاز وآخر بداخله، فتوجهوا إليه وعثروا على بقايا ملفات وأوراق محترقة تخص أمن الدولة، تتضمن معلومات عن معتقلين، واعتبروا أن الضباط يريدون إحراق هذه الملفات لإخفاء أسرار المعتقلين، وقالوا أيضاً إن من بين الملفات المحترقة مستندات عن مراقبة أميرة ليبية من عائلة السنوسى، كما نشرت بعض مواقع الإنترنت وثيقة لتجسس أمن الدولة على أنشطة قنصلية تركيا، وقالت إنها من وثائق الجهاز. وفى دمياط قال ناشطون إنهم اشتبكوا مع مجهولين وبلطجية أثناء محاولتهم منع تسريب مستندات وأوراق خارج مقر جهاز أمن الدولة، وتدخل الجيش أيضاً لفض هذه الاشتباكات. وفى الشرقية قال شهود عيان إنهم شاهدوا دخاناً «كثيفاً» ينبعث من مقر الجهاز بالزقازيق. كان مقرا أمن الدولة فى حى الدقى بالجيزة والإسكندرية قد تعرضا مساء الجمعة لهجمات من متظاهرين، بعد محاولتهم إيقاف إحراق مستندات وتدميرها، حيث ألقى الضباط قنابل المولوتوف وأطلقوا الرصاص لمنع اقتحام المقر، مما أدى لوقوع عدد من الإصابات بين المتظاهرين قبل أن تتدخل قوات الجيش وتسيطر على الضباط وتقوم بإخلاء مقر الإسكندرية من الموظفين والضباط. لكن بيان لوزارة الداخلية ذكر، السبت، أن نحو 1500 مواطن تجمعوا يوم الجمعة أمام مقر الجهاز بالإسكندرية، وقام بعضهم باقتحامه والاستيلاء على الأسلحة الموجودة به، واحتجاز العاملين فيه، ثم قذفوا المبنى بالأحجار والزجاجات الفارغة وأشعلوا النيران فى عدد من السيارات، واعتدوا على الموجودين، ما أسفر عن إصابة 21 ضابطاً أحدهم فى حالة خطيرة. ونفى البيان ما تردد عن سقوط قتلى من المواطنين أثناء تجمع أعداد منهم أمام مقر الجهاز فى شارع جابر بن حيان بالدقى، وناشد المواطنين عدم الانسياق وراء الشائعات.