ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أنه برغم التطورات الأخيرة التي شهدتها أوكرانيا، والإطاحة بالرئيس الأوكراني «فيكتور يانكوفيتش»، التي أخسرته جولة، فإن «بوتين» لا يزال يتمتع بنفوذ على الساحة الأوكرانية، وأوراق سياسية مختلفة هو على استعداد لاستخدامها. وأشارت إلى وجود أكثر من خطة تشتمل عليها الأجندة الروسية إزاء أوكرانيا، أولاها الخطةأ، أو (Plan A)، وتمثلت في دعم الرئيس المطاح به «يانكوفيتش»، برغم كره «بوتين» لشخص «يانكوفيتش» ، ودومًا ما كان ينظر له على إنه شخص «لايمكن الاعتماد عليه، وغير محدد في مواقفه». وأضافت أنه بعد فشل الخطة أ، لجأ «بوتين» إلى الخطة ب (Plan B) والمتمثلة في لعب دور الوسيط من أجل انتقال تدريجي للسلطة، ولكنها فشلت هي الأخري بعد التطورات التي شهدتها أوكرانيا عشية السبت الماضي. وأردفت أنه برغم هذه الإخفاقات فإن هناك خطط وأوراق سياسية أخرى يمكن ل «بوتين» استخدامها، حيث يمكنه التحالف مع يوليا تيموشينكو، زعيمة الثورة البرتقالية في 2004، التي يكن لها «بوتين» الاحترام، بعد عودتها إلى الساحة السياسية مرة آخرى، وسيكون باستطاعتها أن تصبح قناة الاتصال بين كييف وموسكو»، مشيرًة إلى أنه من مصلحة روسيا أن تتأزم الأوضاع في أوكرانيا، حتى يكون هناك مبرر قوي لتدخلها. وأوضحت «واشنطن بوست» أن هناك الخطة ج (Plan C) وتتمثل في استخدام سلاح الغاز الطبيعي، ذلك أن روسيا تمد أوكرانيا بكل احتياجاتها من الغاز الطبيعي، وكييف مدينة فعليًا لروسيا، ومن الممكن للكرملين ان يستخدم برنامج المساعدة الذي وعدت به «يانكوفيتش» ثم علقته والمقدر ب15 مليار دولار، كورقة للضغط السياسي في المرحلة المقبلة. وأشارت إلى خطط أخرى تجارية، ذلك أن ثمة طرحًا لدى روسيا بتقسيم اوكرانيا إلى شرق يتحدث الروسية وموالي لروسيا، وغرب يتحدث الأوكرانيا وموالي لأوروبا، ولكن هذا الطرح غير معلن ولا يتحدث أحد عنه في الكرملين أو في كييف، مشيرًا إلى أنه في حال شعور مواطني شرق أوكرانيا، الموالين ل«يانكوفيتش» وروسيا، بأنهم مواطنين درجة ثانية، سيجد «بوتين» تغرة للتدخل، وسيقيم علاقات اقتصادية قوية وحصرية معهم، واستبعاد باقي اوكرانيا من تلك العلاقات. ورأت الصحيفة أن لجوء «بوتين» لقرار عسكري، سيكون تكلفته باهظة، وتداعياته غير المحمودة، وغالبا ما سينظر إليه على إنه قرار تحريضي من شأنه تأجيج الأزمة، حسبما يرى محللون أمريكيون وروس، ولو لجئت إليه روسيا سيكون «خطئًا كبيرًا».