«ليس لدىّ ملايين الجنيهات حتى أستطيع خوض الانتخابات المقبلة» بهذه الجملة، بدأ أبوالعز الحريرى، المرشح الرئاسى السابق، حديثه ل «المصرى اليوم» مؤكداً عدم دخول سباق الرئاسة، ومشدداً على أن المنافسة بين حمدين صباحى والمشير عبدالفتاح السيسى ستكون بمثابة المنافسة بين الجيش وصباحى، بعدما انتهت جماعة الإخوان بلا رجعة، وأخذ دور فلول مبارك فى الانحسار، على حد وصفه. وإلى نص الحوار: ■ هل لديك نية للترشح للانتخابات الرئاسية؟ - لن أترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة، فليس لدى ما أملك للإنفاق على حجم الدعاية الانتخابية التى تتطلب عشرات الملايين، فضلاً عن كبر سنى بعدما تجاوزت السبعين من العمر. ■ وما رأيك فى المرشحين للرئاسة حالياً، وموقف المشير السيسى؟ - التفويض الشعبى والتأييد الذى حصل عليه السيسى جاء نتيجة كونه ممثلاً للجيش، وليس لكونه منتمياً لحزب سياسى، فهو مثلاً لم يحاسب على فترة وجوده فى حكم مبارك، وما حدث من جرائم وأعمال عنف للمصريين تم ارتكابها على أيدى رموز مبارك، وأعتقد أن السيسى ليس أكفأ المصريين، لكنه سيفوز. ■ وماذا عن حمدين صباحى ومنافسته للسيسى؟ - الواضح حتى الآن هو أن المنافسة التى بين السيسى وحمدين صباحى، هى منافسة بين الجيش وصباحى، وليس بين المشير وحمدين، فقد كان السيسى وهو يقرأ بيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى 3 يوليو كما لو كان مرشحاً حقيقياً، فأنا أعتقد أن نتيجة الانتخابات ستحسم لصالح السيسى لأنه الأوفر حظاً ونظراً لوجوده على رأس مؤسسة قوية قادرة على تحمل أعباء الوطن. ■ هل لديك تخوف من حكم العسكر؟ - لم يحدث فى التاريخ المصرى أن حُكمت البلاد حكماً عسكرياً، فالحكم العسكرى له قوانينه ولوائحه وقواعده العسكرية، فقد جاء جمال عبدالناصرمن خلفية عسكرية لكنه اتخذ موقفاً لصالح الشعب، وسخر أمنياته لتحقيق مطالبه، فقد انتهى عصر الاستبداد والخوف، فمن لم يستطع الحكم بشكل مدنى لن تنفعه الخلفية العسكرية، وسيذهب لمزبلة التاريخ. ■ وتقييمك لموقف عبدالمنعم أبوالفتوح؟ - لقد أدرك الإخوان المسلمون أن أبوالفتوح لم يعد لديه ظهير شعبى، كما أن حملة «تجرد» التى أقدموا عليها لمواجهة حملة تمرد، لم تحقق شيئاً ولم تخرج مثل ما خرج الشعب فى 30 يونيو. ■ هل معنى ذلك أن عهد الإخوان انتهى، وماذا عن السلفيين ورجال مبارك؟ - أعتقد أن جماعة الإخوان انتهت قبل أن تبدأ، ومنذ أن قام بتأسيسها الشيخ حسن البنا، فهم أصحاب مشروع إمبراطورى ولم يدركوا أن مصر تهضم الغازى إذا استقام وتهزمه ما لم يستقم، فهم يميلون كل الميل ناحية الاستعمار والتدخل الأجنبى، فلم يقدم البنا برنامجاً سياسياً لخدمة الفقراء، بل عمل على زيادة تكريس الفقر، وقد كانت جميع مواقفهم مشينة، وعندما انقلبوا على الثورة انكشف أمرهم، ولن يعودوا فقد انتهوا بلا رجعة. أما بالنسبة لنظام مبارك لا تعنينى محاكمة رموزه، وما يهمنى أن ينتهوا اقتصادياً، وأن يتم سن تشريعات تحاسب من جمع ثروته من قوت الشعب وهم يعانون الانحسار. أما السلفيون فهم مجموعة من الانتهازيين تلقوا تمويلاً بحجم 4 مليارات جنيه من المخابرات الأمريكية والكونجرس، ويحقق الآن مع أوباما بشأنه، فضلاً عن التمويلات الخليجية، فقد قاموا بشراء الأصوات وخدعوا الشعب وتآمروا عليه فى الجمعية التأسيسية، وقاموا بالانقلاب على دستور 71، ووافقوا على الإعلان الدستورى وحصار مدينة الإنتاج الإعلامى والمحكمة الدستورية، فهم الآن يريدون «التقية»، لكن عليهم أن يتقدموا باعتذار رسمى لمشاركتهم مع المجلس العسكرى فى عهد طنطاوى، بعد أن يرجعوا عن أفكارهم الأصولية. ■ كيف تقرأ مبادرة حسن نافعة؟ - الإخوان يمارسون عملاً إرهابياً والمصالحة معهم تعد جريمة وخيانة فى حق الوطن، وعلى الدكتور «نافعة» أن يتفهم أن مبادرته طرحت فى أكتوبر الماضى ولم يدرك أنها انتهت بعد وضوح ماهية الإخوان، وإصراره على هذا الطرح وإعادته من جديد يعد بمثابة «كامب ديفيد إخوانية»، فينبغى على نافعة أن يسحب تلك المبادرة ويعتذر للشعب لأن الصلح لن يكون بين عصابة ومجتمع. ■ ما تقييمك للحياة الحزبية والسياسية فى الشارع فى ظل قانون التظاهر؟ - لا توجد فى مصر حياة حزبية أو سياسية، ولم يوجد برلمان حقيقى حتى الآن لغياب الوعى العام. كما أن الحركات السياسية الحالية أشبه ب«التيك أواى» فمن السهل الإبقاء عليها أو دمجها أو اختفائها، فهى حركات سريعة التكوين غير مبنية على أساس. ■ البعض يرى أن مصر مقبلة على موجة ثورية جديدة؟ - أتوقع أن الموجة الثالثة من الثورة ستكون خلال عامين ما لم يتم تغيير الموقف الاقتصادى والاجتماعى، فهناك 47 مليون شاب إن لم يتم تحقيق طموحهم وآمالهم ستقوم ثورة، ولا ننسى أصحاب المعاشات الذين تقدر مدخراتهم ب650 مليار جنيه. ■ هل ترى أن استعادة العلاقات المصرية الروسية بديلاً عن أمريكا؟ - من الخطأ أن تتخلى مصر عن أى قوة فى العالم، خاصة دولة بحجم الولاياتالمتحدةالأمريكية، فقد انتهى وقت المعسكرات، لكن من المفيد أن نستعيد علاقة متميزة مع روسيا، فهى المكون الأساسى للاتحاد السوفيتى سابقا، خاصة أن أمريكا لا تعطينا معونات على سبيل الهبة، وإنما تمنحنا الجيل الثالث من الأسلحة على أن يتولوا هم صيانتها، لتقوم بالابتزاز متى تريد فى الوقت الذى يتم فيه توفير كافة الإمكانيات لإسرائيل، كما تحصل على الغاز المصرى، وفقاً لاتفاقية كامب ديفيد، لذلك من الأفضل ألا يعتمد الجيش المصرى على مصدر واحد للتسليح، كما أعتقد أن عودة العلاقات على نحو طيب قبل انتخاب السيسى لها دلالة أن يكون له وضع خاص فى الداخل والخارج.
