ذكرت صحيفة «المستقبل» أن الرئيس اللبناني، العماد ميشال سليمان، متمسك بالحصول على حقيبة «الدفاع» في الحكومة المنتظرة، فيما أبلغت قيادة «تيار المستقبل» رئيس الحكومة المكلف، تمام سلام، الجمعة اسم مرشحها لتولي حقيبة «الداخلية». ونقلت الصحيفة، في عددها الصادر السبت، عن مصادر مطلعة إشارتها إلى وجود أجواء إيجابية تحيط بالمداولات والاتصالات الجارية، موضحة أن وائل أبو فاعور، وزير الشئون الاجتماعية ممثل الزعيم الدزري وليد جنبلاط في المفاوضات استمر في حركته المكوكية، و«أن هامش المساحة الزمنية يضيق على الجميع، وأن عودة الرئيس اللبناني من تونس أطلقت فعليًا العد العكسي لتأليف الحكومة». غير أن أوساط متابعة أشارت إلى انزعاج رئيس مجلس النواب، نبيه بري، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، النائب وليد جنبلاط، مما يعتبرانه «ضربًا لمصداقيتهما بعدما تعهدا تسويق التفاهم باسم «8 آذار» ولم يتمكنا من تنفيذ التزاماتهما بفعل التعثر من داخل الفريق نفسه». ونقلت عن مصادر في «14 آذار» أن «حزب الله» تمكن من خلال التفاهم حول تشكيل الحكومة (الذي لم ينجز حتى الآن)، والذي أعده وأخرجه وأوكل إلى «نبيه بري»، و«وليد جنبلاط» تسويقه، من تحقيق مطلب استراتيجي تمثل بتعطيل ولادة الحكومة الحيادية التي كانت قاب قوسين مطلع الشهر الماضي، وسحب كل أسسها ومبرراتها، باعتبارها كانت ستضعه خارج المعادلة الحكومية وتعزله سياسيًا، وهو اليوم بعدما اطمأن إلى قطع طريق «الحياد والحيادية» على أي تشكيلة، دفع بحليفه النائب ميشال عون إلى واجهة عرقلة تشكيل الحكومة. أما صحيفة «الجمهورية» فقد ذكرت أن «رئيس الحكومة السابق زعيم تيار المستقبل، سعد الحريري، اتصل برئيس تكتل التغيير والإصلاح، النائب ميشال عون»، ونقلت عن جهات معنية أنه «كان إيجابيًا وساهم في ترطيب الأجواء». من جانبها، ذكرت صحيفة «النهار» أن نكسة كبيرة أصابت جهود تشكيل الحكومة، مشيرة إلى عودة الانقسام الصارخ بين فريقي «8 آذار» و«14 آذار» حيال أسس تركيبة الحكومة التي كان التفاهم الذي تحقق عليها قبل أسابيع قد أطلق مسار تشكيلها ثم تراجع كل شيء في الأيام الثلاثة الأخيرة. ولفتت إلى أن الساعات الأخيرة سجلت ارتفاعًا في النبرة الإعلامية والسياسية لقوى «8 آذار» التي باتت تجزم أن هذه الحكومة ستولد ميتة بسبب مشكلة في ميثاقيتها «مشاركة كل الطوائف بها». وفي المقابل، عاد الكثير من أطراف قوى «14 آذار» يضرب بقوة على وتر المطالبة بحكومة حيادية بعدما انقلب فريق «8 آذار» بمعظمه وباستثناء رئيس مجلس النواب على تعهداته في موضوع المداورة (تبادل الحقائب الوزارية) وتجاوز إخلاله بهذه التعهدات إلى التدخل في تسمية وزراء من فريق «14 آذار» ووضع «فيتوات» عليهم وإعادة العبث أيضًا بتوزيع الحقائب، مجهضًا بذلك الاقتراح الذي وافق عليه الفريقان بمسعى من رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط. ولفتت الصحيفة إلى أن كتلة «المستقبل» تناولت في بيانها الجمعة، الموضوع الحكومي بشكل عام ولم تتطرق إلى العوائق التي اعترضت الولادة الحكومية، وهو ما فسر حرصًا من رئيس التيار، سعد الحريري، على عدم إحراق إمكانات الفرص الأخيرة المحتملة لتعويم التوافق على الحكومة. ونقلت الصحيفة عن بعض الأوساط تلميحها إلى إمكانية اعتذار «تمام سلام» عن تشكيل الحكومة رغم وجود اقتناع بأن أي شخصية أخرى غير «سلام» لن تكون متوافرة حاليًا لتولي المهمة. وأشارت الصحيفة إلى أنه لا تزال مساعي النائب «جنبلاط» مستمرة على خطي «إعادة تفعيل الاتفاق السياسي لإنتاج الحكومة» أو «العمل على تخفيف أضرار إعلان حكومة الأمر الواقع السياسي».