سويسرا تدخل التاريخ بأول مسابقة لاختيار «نشيد وطني جديد»

النشيد الوطنى لأى دولة جزء من تاريخها، ومصدر فخر لأبنائها، وتغييره لا يتم بسهولة، إلا أن سويسرا قررت تغيير نشيدها عبر مسابقة يشارك فيها المبدعون فى خطوة غير مسبوقة، وتستغرق المسابقة 6 أشهر من يناير الجارى، وحتى يونيو المقبل، يتنافس خلالها عشرات المبدعين فى مجال الموسيقى والغناء، لاختيار أفضل نشيد جديد من حيث الكلمات واللحن يواكب العصر.
وقررت المؤسسة السويسرية للمنفعة العامة، التى تأسست عام 1810، للحفاظ على المصالح العامة والقيم السويسرية، إطلاق المسابقة بعد دراسة وافية استمرت قرابة عام، وبعد اختيار الأفضل يمنح الفائز جائزة 10 آلاف دولار، ويقدم النشيد الجديد للحكومة فى 2015 لتفصل فى شأنه، ومن أهم الشروط، التى ينبغى أن تنطبق على النشيد المنتظر أن تكون كلماته مستوحاة من مقدمة الدستور الاتحادى الأخير، الذى أقرته عام 1999، وألا يخرج اللحن الجديد على مسار اللحن الحالى.
وتضم لجنة التحكيم 20 عضوا برئاسة 4 أشخاص يمثلون المناطق الأربع، التى تعبر عن اللغات المختلفة فى سويسرا، وكتب الدستور الحالى الشاعر السويسرى، ليوناردو يدمر، ولحنه الملحن ألبريخ سويسيج عام 1841، وتبناه البرلمان عام 1981، وطرأ عليه آخر تغيير فى 1981، ويتم إنشاده باللغات الفرنسية والألمانية والإيطالية والرومانية، ومن أبرز كلماته «الله والجبال والشمس الساطعة» إلا أن الحكومة الحالية ترغب فى أن يتضمن قيما مثل الديمقراطية والوحدة.
ويرجع سبب تغيير النشيد الوطنى إلى نتائج دراسة فى الأجزاء الناطقة بالألمانية والفرنسية بأن 3% فقط من السويسريين كان باستطاعتهم إنشاد جميع المقاطع الأربعة للنشيد، فى حين كانت نسبة القادرين على غناء المقطع الأول أقل من الثلث.
ويأمل منظمو المسابقة إيجاد نشيد يَفخر جميع السويسريين بغِنائه وترديده، ولعل أبرز مفارقة تتعلق بالنشيد السويسرى الموقف الذى تعرضت له الرئيسة دوريس لوتارد، والوفد المرافق لها فى النرويج منذ أيام عندما عزفت فرقة الموسيقى العسكرية مقطوعة خاطئة تختلف عن السلام الوطنى السويسرى، حيث استعانت الفرقة بأوراق نوتة موسيقية قديمة.