عرف طريقه إلى الرأى العام المصرى حين هدد عام 2001 بقصف السد العالى فى حالة اندلاع حرب جديدة بين مصر وإسرائيل، ويعتبره بعض أنصاره الوريث الأبرز لرئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق أرييل شارون، الذى كان يلقب ب«ملك إسرائيل» و«أبو الاستيطان». إنه وزير الخارجية الإسرائيلى «أفيجدور ليبرمان» (55 عاما) الذى يصر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو على التمسك به، معتبرا إياه ورقة تضمن دعم المستوطنين والمتطرفين الإسرائيليين لحكومته وحزبه، الليكود، الذى تحالف مع حزب ليبرمان «إسرائيل بيتنا». عاد «ليبرمان» إلى دوره بوزارة الخارجية فى 2013، فبعد استقالته بسبب تهم الفساد واختفائه عن الساحة لعام كامل، أطل ليبرمان مجددا بعد تبرئته من تهم الفساد فى نوفمبر الماضى، وسط اتهامات بالفساد للنائب العام الإسرائيلى، وتشكيك فى نزاهة منظومة القضاء. وسارع نتنياهو إلى إعلان عودة ليبرمان، رغم تعالى الأصوات المصدومة والمحذرة من أنه سيتسبب فى زيادة عزلة إسرائيل الدولية، بسبب عنصريته وآرائه المتطرفة، وهو ما يتوقعه الكثير من المراقبين فى عام 2014. فى المقابل، هناك من يرى الأمور بطريقة مختلفة، حيث يعتبرون «ليبرمان» ضمانا لحقوق بلاده فى أى تسوية نهائية مع الفلسطينيين أو السوريين، بما يوفر غطاء حاميا لنتنياهو، فى إعادة للدور الذى لعبه أرئيل شارون مع مناحم بيجين عند توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل 1979. فتصديق ليبرمان على معاهدة كهذه سيدحض أى اتهامات بالخيانة والتنازل عن الأرض قد يوجهها اليمين المتطرف فى إسرائيل إلى نتنياهو. كما أن وجود ليبرمان أيضا سيحد من سقف المطالبات الفلسطينية، ويوفر عذرا تقليديا لنتنياهو بعدم تلبيته تلك المطالب عبر الادعاء بأن ليبرمان لن يوافق على ذلك، وبالتالى ستكون حكومته فى خطر، وأن اتفاقا كهذا لن يمكن تمريره فى الكنيست. ومن الممكن متابعة آثار مواقف ليبرمان على مسيرة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين الآن ولاحقا، لا سيما أنه يعتبر الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى جزءا من الصراع بين الغرب والإسلام، ويعلن أن الهدف النهائى لإسرائيل هو الانضمام إلى حلف شمال الأطلنطى (ناتو) والاتحاد الأوروبى، فضلا عن أنه يعتبر حل الدولتين «فكرة جميلة لكنها غير قابلة لتنفيذ». أما على صعيد ما تشهده المنطقة من إعادة رسم خريطة القوى الإقليمية والدولية، فيبرز اسم ليبرمان كأبرز المرشحين لترويض الدب الروسى العائد إلى المنطقة بنفوذه المتزايد، لا سيما على صعيد علاقته الصاعدة بقوة مع مصر. فليبرمان، الحاصل على درجة البكالوريوس فى العلاقات الدولية من الجامعة العبرية بالقدس، معروف بدعوته إلى توطيد العلاقات مع موسكو، ويشغل منصب مسؤول الحوار الاستراتيجى مع روسيا، والذى تم الاتفاق عليه خلال زيارته لموسكو فى 2009. وتزداد أهميته لكونه بالأساس مهاجرا من الاتحاد السوفيتى، وأصدر صحيفة «يوميات مقدسية» باللغة الروسية خلال عامى 1986 و1987 فى إسرائيل. ويعد ليبرمان وجها مشرقا لليهود الروس فى إسرائيل، الذين تشكل نسبتهم 20% من يهود إسرائيل، و13% من إجمالى السكان.
