«فوزى كان مستعجل اليوم ده خالص وهو رايح الكنيسة، وكأنه كان عارف إيه اللى هيحصل».. بدموعها حاولت زوجة الشهيد فوزى بخيت سليمان (54 سنة )، أحد ضحايا حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية، أن تنقل لنا مشاعر الحزن والحسرة التى تعيشها الأسرة. قالت: «يومها طلب من نادر ابنه الكبير إنه يوصله للكنيسة علشان يلحق الصلاة من أولها، وهو - الله يرحمه - كان دايما يحب الصلاة ومواظب عليها وكان بيحب الناس كلها وعمره ما غلط فى أى شخص، حتى إنه عاش فى الشارع لمدة 50 سنة ولم يجرح أحدا فى يوم من الأيام بكلمة». ويختنق صوتها بالبكاء قبل أن تضيف: «فوزى كان بيشتغل كهربائى على باب الله، ومن شغله لبيته ومن البيت للشغل، وكان دايما يرجع الساعة 5 ويجيب العيش معاه، وأنا كنت بستناه كل يوم.. دلوقتى أستنى مين؟». وتقول الزوجة لمن نفذوا جريمتهم: «أنتم لستم بنى آدمين، كيف تفجرون الناس بهذا المنظر البشع وترمى جثثهم ولحمهم على الأرض؟!.. ده لو كان خروف الضحية ماكنش الدم واللحم هيبقى على الأرض بالشكل ده، إنتو بتضحوا بينا ولا إيه؟.. ما أقدرش أقولكم غير ربنا موجود وقادر على كل شىء». «مينا يوم الحادثة لِبس الصبح وقاللى يا بابا أنا رايح لخطيبتى».. بهذه العبارة بدأ وجدى فخرى، والد الشهيد مينا وجدى «29 سنة»، صاحب شركة استيراد وتصدير«، حديثه عن نجله والدموع تملأ عينيه، وقال: «يومها مينا ايه قاللى إيه رأيك يا بابا فى لبسى كده؟ كويس؟ أحسن أنا رايح لأميرة خطيبتى النهاردة». وأضاف: «نزل مينا وقعدت أنا وأمه وأخته فى البيت، وحوالى الساعة 12:40 ليلا عرفت خبر الانفجار من التليفزيون، وبعد شوية اتصلت حماة مينا وقالت إن أميرة أصيبت، روحوا دوروا على مينا، فنزلت جرى إلى مكان الحادث». وتابع الأب المكلوم: وجدنا اسمه فى الكشوف، فى مشرحة كوم الدكة، كانت بطاقته ورخصته، محروقتين.