«كارنيجي»: توقع رئيس مصر القادم مستحيل و4 قواعد عامة للخلافة

قال معهد كارنيجي للسلام الدولي إن النظام المصري استطاع في الانتخابات البرلمانية الأخيرة أن يجعل أي محاولة لتحدى «القادة الكبار» عقيمة.
وفي تحليل سياسي بعنوان «دليل الخلافة في مصر»، ناقش، ناثان براون، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن، كيفية تعامل النظام المصري مع «التحدي القادم المتمثل في انتقال السلطة».
وقال إن هناك أسئلة كثيرة تظل عالقة حول انتقال السلطة في مصر، وهل «سيتقاعد الرئيس مبارك عند نهاية فترته الرئاسية العام المقبل، أم سيسعى إلى إعادة انتخابه لفترة جديدة، ومن سيخلفه؟».
وأضاف براون أن أنماط انتقال السلطة في مصر في الماضي وكذلك في الأنظمة السياسية المشابهة «تقدم بعض الرؤى وتشير إلى أربع قواعد عامة في عملية انتقال السلطة».
وأوضح براون أن القاعدة الأولى تتمثل في أن الأنظمة شديدة المركزية تمقت الفراغ وعدم اليقين، مشيراً إلى أن الأنظمة المشابهة لمصر «مصممة لتعمل بشكل جيد عندما تكون هناك شخصية راسخة في القيادة العليا، ولكن انتقال السلطة يمثل حالة تحد عميق، حيث يحصل فرد واحد على سلطات كثيرة بشكل يجعل من الصعب التخطيط لأية بدائل».
وأكد براون أنه بالرغم من كون مصر «دولة مؤسسات إلا أن هذه المؤسسات لديها مشكلة لتعمل دون السيطرة الرئاسية».
ولفت براون إلى أنه «بالرغم من عدم تعيين الرئيس مبارك لنائب عنه، كما أنه لم يشر إلى من سوف يخلفه على الإطلاق؛ إلا أن معظم التكهنات تركزت في العقد الماضي حول ابنه جمال».
والقاعدة الثانية التي وضعها براون هي «كيفية اختيار الحزب لمرشحه؟»، لافتاً إلى أنه «من المستحيل التنبؤ بهوية خليفة الرئيس مبارك أو متى سيحدث انتقال للسلطة، إلا أنه من المرجح أن العملية ستتبع القواعد الرسمية»، معتبرا أن «القوانين الدستورية في مصر معقدة، ولكن آثارها القانونية واضحة، وستمكن الحزب الوطني من ترشيح من يشاء».
وأوضح براون أن القوانين الدستورية في مصر ستجعل من ترشيح أعضاء جماعة الإخوان المسلمين أو الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية غير دستوري، ولذا سيضطر الحزب الوطني الديمقراطي لترشيح جمال مبارك أو «أي شخص من القيادة العليا في الحزب».
وأشار براون إلى أنه في ظل «عدم تمكن المستقلين من الترشح، وعدم فاعلية زعماء المعارضة، فإن فوز مرشح الحزب الوطني هو المتوقع»، مشيراً إلى أن الوضع الحالي «جعل مجموعة صغيرة من كبار الشخصيات في النظام، وأبرزهم جمال مبارك، هم المرشحون الوحيدون للمنصب».
والقاعدة الثالثة التي حددها براون هي كيفية إدارة خلف مبارك للبلاد، مشيراً إلى أن «الزعماء الجدد لديهم سببان لتخفيف قبضتهم على السلطة قليلاً؛ أولهما، هو أن الحرية ستسمح لهم بإقامة أساس للحكم خاص بهم والتواصل مع الدوائر التي ابتعد عنها النظام القديم».
وتابع الكاتب:«الرؤساء الجدد غالباً ما يعملون لإظهار أنهم ليسوا أسرى القيود المحبطة على الحياة السياسية في القيادة القديمة»، معتبراً أن بداية الحكم الجديد تكون بمثابة «شهر العسل»، والسبب الثاني هو «كون الحرية أداة قيمة للتخلص من شخصيات النظام القديم الذين يمثلون عبئاً أو تهديدا محتملا».
وبالنسبة للقاعدة الرابعة، تحدث براون عن «العودة لأساليب النظام القديم، ففترة ما بعد الخلاف تكون غالبا غير عادية، حيث يقوم الرئيس الجديد بمواجهة التحديات من خلال السماح بالمزيد من حرية التعبير والتنظيم، إلا أن الرئيس يسعى لترسيخ سيطرته، وبالتالي يتجه تدريجيا نحو ممارسات أقل تساهلا».
وختم براون تحليله، قائلا إن جمال مبارك هو أحد أبرز المرشحين للرئاسة، مؤكداً أنه «في ظل النظام المصري الذي يعتبر فيه غياب الإمكانيات الأخرى هو الأساس الرئيسي للشرعية، سيكون ذلك كافياً لإبرام الصفقة».