مازيمبى و الأهلي .. و سحر المشاركة «الثانية» في كأس العالم للأندية

شاركت أربعة أندية إفريقية في بطولة كأس العالم للأندية منذ انطلاقها عام 2000 ، إلا أن التوهج والتألق الإفريقى فى تلك البطولة لم يبرز إلا خلال المشاركة الثانية على التوالي لبطل القرن في القارة السمراء ( النادى الأهلي المصري) في بطولة عام 2006 باليابان، قبل أن يعود السحر الإفريقى من جديد ليخلب ألباب الجميع مع المشاركة الثانية – أيضا على التوالي – لفريق نادي ( مازيمبي الكونغولي) في بطولة هذا العام بالإمارات .. و أبى عام 2010 قبل رحيله إلا أن يؤكد أنه عام الكرة الإفريقية بحق!
المركز الثالث الذي حققه النادي الأهلي في بطولة 2006 كان إنجازاً حقيقياً وكبيراً للأندية الإفريقية على الصعيد العالمي لأول مرة، وبات كل العالم يتحدث عن بطل القارة الإفريقية الذي أدرك الدرس الأول جيداً في البطولة السابقة لها، وذهب إلى اليابان رافعاً لواء أندية القارة وعازماً على تحقيق إنجازاً كبيراً يليق بقارته العريقة .. فكانت بطولته الأروع عالمياً.
وسار الفريق الكبير -بطل القارة لعامين متتاليين- (مازيمبي) القادم من الكونغو الديموقراطية، على نفس الدرب، وسعى هو الآخر بقوة واحترافية لتحقيق إعجازاً لا يقل في روعته عما حصده الأهلي قبل أربعة أعوام، و لم يبخل مازيمبي على قارته السمراء، فمنحها مجداً عالمياً جديدا على مستوى الأندية، ليكون أول فريق من خارج القارتين الأوروبية واللاتينية يصل إلى نهائي تلك البطولة الكبرى، محققا المركز الثاني، في واحد من أفضل أعوام الكرة الإفريقية.
البطولة العالمية الكبرى ظلت منصات التتويج فيها حكراً على كبار اللعبة في أوروبا وأمريكا اللاتينية، وطوال 7 بطولات حصد لقبها فرق أوروبية أربع مرات – بينها مرتين لفرق إيطالية – ( ميلان ، مانشستر يونايتد ، برشلونه و أخيرا انتر ميلان )، وثلاث ألقاب لأمريكا اللاتينية كلها برازيلية ( كورينثيانز ، ساو باولو ، إنترناسيونال )..
المشاركة الإفريقية الأولى في تلك البطولة، كانت من نصيب نادى «الرجاء البيضاوى» المغربى عام 2000، وأقيمت البطولة في البرازيل، ولم يحصد فيها النادي المغربي إلا ثلاث هزائم متتالية، وسجل 5 أهداف مقابل 9 سكنت مرماه، محتلاً المركز الرابع والأخير في مجموعته الأولى بالبطولة، ولتنتظر القارة السمراء فارساً جديداً يحلق بها بعيدا حتى منصات التتويج..
مشاركات الأهلي الثلاثة في كأس العالم للأندية
توقفت البطولة عدة أعوام، حتى عادت مجدداً للظهور بشكل واضح ومستمر حتى يومنا هذا ، و شارك الأهلي لأول مرة عام 2005، إلا أنه لم يتمكن من التأقلم السريع مع أجواءها العالمية الصعبة – وسط ضغط كبير وأحلام أكبر– فاكتفى بهزيمتين محققاً المركز السادس في البطولة، وهو ما تكرر بعدها بثلاثة أعوام – 2008 – و حقق نفس المركز وبنفس النتائج ..
ومع الخبرة التى اكتسبها الأهلي، ظهر سحر المشاركة «الثانية» على التوالى في البطولة، فبعد قنص اللقب الإفريقى مرة أخرى عام 2006، طار الفريق إلى اليابان ليبدع ويمتع كل من تابع أحداثها، فاستهل مبارياته بفوز رائع على ( أوكلاند سيتى النيوزلندى ) بهدفين مقابل لا شئ، وجانبه التوفيق في مباراة الدور قبل النهائى أمام كبير القارة اللاتينية ( انترناسيونال البرازيلى ) والفائز باللقب بعدها، بالرغم من أن الأهلي قدم واحدة من أروع مبارياته العالمية ، إلا أن نتيجة (1-2) أرسلته لمباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، وكان لسحر الفنان أبو تريكه وقعه الخاص على منافسه المكسيكى العنيد (كلوب أمريكا ) وفاز الفريق (2-1) ليحقق الميدالية البرونزية والمركز الثالث .. ليكون هو المجد الإفريقى الأول عالمياً على صعيد الأندية!
وشارك الأهلي فى 3 بطولات، لعب خلالها 7 مباريات ، حقق الفوز فى مبارتين وخسر في 5، سجل 8 أهداف مقابل 11 سكنت مرماه ، وبالطبع فإن أفضل مراكزه عبر مشاركاته كان الثالث عام 2006 والميدالية البرونزية .
مشاركات مازيمبى فى كأس العالم للأندية
لم يتمكن الفريق التونسى ( النجم الساحلى ) فى مشاركته الأولى عام 2007 من تجاوز إنجاز الأهلي، واكتفى بالمركز الرابع فقط ، ثم تبعه ( مازيمبى ) في أولى مشاركاته ببطولة عام 2009 في دولة الإمارات العربية المتحدة عقب تغيير مكان إقامتها طوال سنواتها الأولى – اليابان – واكتفى بطل الكونغو بالهزيمة في مبارتين والحصول على المركز السادس وقتها!
و كأن القدر قد جمع كل السحر والإبداع ليمنحهما لأى فريق في ثانى مشاركاته في بطولة العالم للأندية، حيث تأهل إليها مازيمبى مرة أخرى بكل اقتدار عن قارته السمراء، ولم يتوانى عن إبهار الجميع، فحقق فوزه الأول على فريق عنيد ( باتشوكا المكسيكى ) بهدف مقابل لا شئ ، ثم تألق بقوة أمام الكبير البرازيلى ( انترناسيونال ) – بطل نسخة 2006 – ليرتبط توهج الفرق الإفريقية بوجوده في طريق أى منهم في البطولة، هزمه بهدفين، وبلا مقابل ! ، ليتأهل إلى المباراة النهائية لأول مرة في تاريخ البطولة..
وشارك مازيمبى في بطولتين، لعب خلالهما 5 مباريات، حقق الفوز فى مبارتين وخسر فى ثلاثة ، سجل 6 أهداف واهتزت شباكه ب 8 ..
وبالرغم من خسارته أمام ( انتر ميلان )، وهو الفريق الأوروبى العريق و حامل أختام أكبر بطولات هذا الموسم، إلا أن المركز الثاني والميدالية الفضية الأولي فى تاريخ الأندية الإفريقية على الصعيد العالمي هو إعجاز حقيقى ستفخر به القارة كثيرا ، والكل فى انتظار البطل المغوار القادر على قنص اللقب العالمى وإهداءه إلى إفريقيا .. وقد يكون هذا قريبا للغاية ، من يدرى !