الفريق أحمد خليفة يلتقى رئيس أركان القوات المسلحة القطرية    بدء فرز الأصوات على جدول أعمال عمومية المحامين لزيادة المعاشات    اللواء جمال عبد الباري مساعد وزير الداخلية للأمن والأمن العام سابقًا: الدولة استعادت الهيبة لصوت الناخب ووفرت له الجماية    وزير الإسكان يتابع موقف تسليم أراضي «رأس الحكمة» و«علم الروم»    موقف تنفيذ المشروعات التنموية بالعلمين الجديدة والساحل الشمالي الغربي    مالك عقار: لم نخسر الحرب وقوات الدعم السريع تتجاوز قواعد الاشتباك    دبلوماسي روسي سابق: الضغوط الغربية تسهم في تشكيل موقف موسكو لكنها لن تغيّر سياساتها الاستراتيجية    عمر مرموش يشارك فى مباراة مان سيتي ضد سندرلاند قبل 20 دقيقة من النهاية    محمد صلاح على دكة ليفربول أمام ليدز في البريميرليج    اسكواش – تأهل عسل ويوسف ونور لنهائي بطولة هونج كونج المفتوحة    بالأسماء، إصابة 6 اشخاص في حادث تصادم بالدقهلية    بيطري الشرقية: استدعاء لجنة من إدارة المحميات الطبيعية بأسوان لاستخراج تماسيح قرية الزوامل    المسرح الكوميدي يعلن عودة عرض "العيال فهمت" قريبا    مان سيتي ضد سندرلاند.. السيتزنز يحسم الشوط الأول بثنائية دفاعية.. فيديو    الإعدام لمتهم والمؤبد ل2 آخرين بقضية جبهة النصرة الثانية    لليوم السادس التموين تواصل صرف مقررات ديسمبر حتى 8 مساء    محافظ الأقصر والسفيرة الأمريكية يفتتحان «الركن الأمريكي» بمكتبة مصر العامة    هيئة الكتاب تهدي 1000 نسخة من إصداراتها لقصر ثقافة العريش دعمًا للثقافة في شمال سيناء    نظام «ACI».. آلية متطورة تُسهل التجارة ولا تُطبق على الطرود البريدية أقل من 50 كجم    رئيس «القابضة للمياه» يجري جولات موسعة ويتابع أعمال التشغيل والصيانة بمحطة الجيزة    عاجل- رئيس الوزراء القطري: مفاوضات السلام في غزة تمر بمرحلة حرجة    العثور على فتاة متغيبة بالشرقية بعد تداول منشورات عن اختفائها    ضبط عاطل اعتدى على شقيقته بالمرج    الحبس شهر وغرامة 20 ألف جنيه لمساعدة الفنانة هالة صدقي بتهمة السب والقذف    "الشرع": سوريا تعيش حاليًا في أفضل ظروفها منذ سنوات.. وإسرائيل تصدّر الأزمات إلى الدول الأخرى    الاتصالات: 22 وحدة تقدم خدمات التشخيص عن بُعد بمستشفى الصدر في المنصورة    عمرو عابد يكشف سر عدم تعاونه مع أبطال «أوقات فراغ»    هذا هو موعد عرض فيلم الملحد في دور العرض السينمائي    قبل بداية عرض فيلم الست.. تصريحات سابقة ل منى زكي دفاعا عن تنوع أدوار الفنان    مرموش بديلا.. هالاند يقود تشكيل مانشستر سيتي أمام سندرلاند    حل أزمة عجز المدرسين.. كيف تمت معالجة أحد أكبر تحديات التعليم؟    لماذا يزداد جفاف العين في الشتاء؟ ونصائح للتعامل معه    موعد مباراة أتلتيكو مدريد ضد أتلتيك بلباو والقناة الناقلة    مفتي الجمهورية: التفاف الأُسر حول «دولة التلاوة» يؤكد عدم انعزال القرآن عن حياة المصريين    مواعيد مباريات دوري كرة السلة على الكراسي المتحركة    احذر.. الإفراط في فيتامين C قد يصيبك بحصى الكلى    خمسة قتلى بينهم جندي في اشتباك حدودي جديد بين أفغانستان وباكستان    15 ديسمبر.. آخر موعد للتقدم لمسابقة "فنون ضد العنف" بجامعة بنها    المرحلة النهائية للمبادرة الرئاسية «تحالف وتنمية»: قبول مبدئي ل9 تحالفات استعدادًا لتوقيع البروتوكولات التنفيذية    الشرع: إسرائيل قابلت سوريا بعنف شديد وشنت عليها أكثر من ألف غارة ونفذت 400 توغل في أراضيها    الزراعة توزع أكثر من 400 "فراطة ذرة" مُعاد تأهيلها كمنح لصغار المزارعين    وزير الصحة يشهد انطلاق المسابقة العالمية للقرآن الكريم في نسختها ال32    الإعلان التشويقى لفيلم "القصص" قبل عرضه فى مهرجان البحر الأحمر السينمائى الدولى    فيلم السلم والثعبان.. لعب عيال يحصد 65 مليون جنيه خلال 24 يوم عرض    مواقيت الصلاه اليوم السبت 6ديسمبر 2025 فى المنيا..... اعرف صلاتك بدقه    السيسي يوجه بمحاسبة عاجلة تجاه أي انفلات أخلاقي بالمدارس    وزير الأوقاف يعلن عن أسماء 72 دولة مشاركة في مسابقة القرآن الكريم    حارس بتروجت: تتويج بيراميدز بإفريقيا "مفاجأة كبيرة".. ودوري الموسم الحالي "الأقوى" تاريخيا    تحليل فيروسات B وC وHIV لمتعاطي المخدرات بالحقن ضمن خدمات علاج الإدمان المجانية في السويس    اندلاع حريق ضخم يلتهم محتويات مصنع مراتب بقرية العزيزية في البدرشين    محافظ الشرقية يتابع الموقف التنفيذي لسير أعمال إنشاء مجمع مواقف مدينه منيا القمح    إحالة طاقم النوبتجية بمستشفى رمد وصدر منوف للتحقيق بسبب الغياب    وزير الأوقاف: مصر قبلة التلاوة والمسابقة العالمية للقرآن تعكس ريادتها الدولية    الصحة: فحص أكثر من 7 ملابين طالب بمبادرة الكشف الأنيميا والسمنة والتقزم    الصحة: توقعات بوصول نسبة كبار السن من السكان ل 10.6% بحلول 2050    بعتيني ليه تشعل الساحة... تعاون عمرو مصطفى وزياد ظاظا يكتسح التريند ويهيمن على المشهد الغنائي    مصر والإمارات على موعد مع الإثارة في كأس العرب 2025    منافس مصر - مدافع نيوزيلندا: مراقبة صلاح تحد رائع لي ومتحمس لمواجهته    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المصريون فى اليونان.. من أحلام الثراء إلى النوم فى الشوارع (2-2)
نشر في المصري اليوم يوم 16 - 12 - 2010

الصيادون: نحن ضحية الكفيل المصرى ووزارة القوى العاملة.. والسفارة ترفض التدخل
«كان ياما كان الحب مالى بيتنا ومدفينا الحنان.. زارنا الزمان سرق منا فرحتنا والراحة والأمان» هكذا علا صوت ميادة الحناوى بأغنيتها الشهيرة «كان ياما كان» بمقهى «نيلو» وهو مقهى المصريين بمنطقة «بيريوس» أو «بيريه» كما ينطقها اليونانيون، وهى منطقة تضم أحد أهم موانئ اليونان، كان عشرات الصيادين المصريين يشربون الشاى، وينفسون همومهم مع أنفاس الشيشة المصرية، التى جلبها صاحب المقهى خصيصاً لزبائنه المصريين المهمومين، ومع كل آه كانت تطلقها المطربة السورية، كانت عشرات الآهات تخرج مدوية من حناجر الصيادين الذين تعرضوا لكل أنواع وصنوف الهوان فى اليونان، سافر أبناء عزبة البرج والبرلس والبحيرة ورشيد والإسماعيلية إلى اليونان بحثاً عن الثروة والمال، ولم يجدوا هناك غير الذل والهوان على يد سماسرة الموت المصريين الذين لعبوا بأحلام البسطاء، سافر الصيادون الغلابة يحملون عقوداً رسمية موثقة من وزارتى الخارجية والقوى العاملة، ويحلمون برواتب مجزية، لكنهم فى النهاية لم يجدوا غير المساجد والكنائس ملاذاً يؤويهم.
يوجد فى اليونان نحو 4 آلاف صياد مصرى يعمل منهم 2500 صياد، والباقى عاطلون. فى هذا التقرير يروى الصيادون كيف تعرضوا للنصب والهوان فى اليونان وكيف رفضت السفارة المصرية بأثينا مساعدتهم.
إبراهيم محمد كامل، صياد من كفر الشيخ، دفع 30 ألف جنيه، ليحصل على عقد عمل «صياد» فى اليونان، وعندما وصل لم يجد عملاً، وقال: «أنا هنا منذ أكثر من عام ولا أجد عملاً وأعيش فى المسجد أنام فيه وآكل من صدقات الناس، رغم أنى معى عقد موثق وقدمت شكوى فى السفارة، والآن أعمل فى مجال البناء لدى يونانى بشكل غير شرعى، وأحصل على أى مبلغ يعطيه لى لأنه يعرف أننى بلا أوراق.
أما جمال السلامونى، صياد من عزبة البرج، فيصرخ قائلاً: هؤلاء التجار يبيعون المصريين برخص التراب، هم يسلموننا للقبطان اليونانى ويرموننا ولا نحصل على رواتبنا رغم أننا نعمل مثل العبيد، ولا نعرف لماذا تبيعنا السفارة بهذا الشكل، عندما ذهبنا للسفارة وقلنا لهم إننا أتينا ولم نجد عملاً رغم وجود عقد رسمى مصدق عليه من الخارجية فلم يفعلوا لنا شيئاً. سعيد، صياد آخر، جاء من عزبة البرج ليعمل صياداً لكنه لم يجد أى عمل وتحول إلى عامل بناء يقول: نحن عمال البناء المصريون الأرخص سعراً والأقل أجراً لأنه لا أحد يحمينا ولا أحد يسأل علينا والعام الماضى عندما شكل الصيادون المصريون فى «سالونيك» إضراباً وقدموا شكاوى رسمية تم تهديدهم من قبل التجار بحياة أسرهم فى مصر، وتابع: المشكلة أن حقوقنا معدومة تماماً، ولى تأمينات هنا فى اليونان ولا أحصل على الحد الأدنى من حقوقى، وأضاف: هناك حوالى ألف مصرى يملكون تأمينات وأوراقاً رسمية ولا يعملون، وعندما قدمنا شكاوى نطالب بتنفيذ عقودنا لم يسأل فينا أحد. محمد محمد شلبى من الإسماعيلية «65 سنة» يقول: أتيت إلى اليونان بعقد ولم أجد أى عمل ومفيش أى شغل ودفعنا فلوس كتيرة ولا نستطيع العودة إلى مصر بسبب الديون نعمل إيه مفيش حد راضى يشغلنا، وما أعرفش أولادى فى مصر بياكلوا إزاى، لأننا هنا مش لاقيين ناكل، وأضاف: المافيا تتحكم فى العمالة هنا، والمستشار العمالى عارف كل حاجة. وقال محمود شلبى من الإسماعيلية: أنا هنا أتلقى طعامى من الجامع وتابع: جئت بعقد صياد، ولم أجد أى عمل ولا أجد ما أرسله لأولادى، ولا أستطيع العودة إلى مصر.. عندى 4 أولاد وهنا أعيش على الصدقات وآكل من المسجد الحياة صعبة، أعمل إيه هنا بهدلة صحيح ولكنها أرحم مما يحدث فى مصر.
منصور محمد من عزبة البرج بدمياط كان الانفعال بادياً عليه، وقال: نحن نعيش هنا كالعبيد التاجر ياخد منا عشرة آلاف جنيه كحد أدنى لنحصل على عقد عمل، وهناك صيادون استدانوا ودفعوا 40 و50 ألف جنيه وجاءوا هنا ولم يجدوا أى شىء ولم يجدوا عملاً، وينامون فى المساجد، ولفت إلى أن هناك أكثر من ألف صياد مصرى ينامون فى الشوارع وفى المسجد، ويشحذون أكلهم ولا يجدون يداً تساعدهم غير الكنيسة، التى تقدم لهم الخبز والعسل.
وأضاف: التاجر ينصب على الصيادين، المركب الذى يعمل عليه عشرة صيادين يجلب له ضعف قوته ليصل عدد الصيادين على المركب إلى 20 صياداً ليستفيد هو من مقدمات العقود، التى يحصل عليها والنتيجة صيادون عاطلون فى اليونان، عليهم ديون لا يستطيعون العودة ولا يجدون عملاً، والمشكلة أنهم يملكون عقود عمل رسمية ولا نعرف الجهة المسؤولة التى تركت المشكلة تتفاقم.
وأضاف: هؤلاء الصيادون يأتون بناء على اتفاقية موقعة بين مصر واليونان منذ 1982 تسمح بعمل الصيادين المصريين فى اليونان والاتفاقية تنص على جلب 2500 صياد سنوياً.
منصور الخميسى، صياد من عزبة البرج بدمياط، يعمل فى اليونان منذ سنة 1975، لكنه عاطل عن العمل منذ أكثر من عامين رغم أنه حاصل على تصاريح يونانية رسمية «كارتة عمل كصياد» إلا أنه يشكو من سيطرة التجار عليهم، ويقول: التجار يغلقون كل أبواب الرزق فى وجهنا لأننا هنا بأوراق رسمية يونانية، ولا ندفع لهم، أنا عاطل منذ عامين وبناء على تصاريح العمل الرسمى الحاصل عليه من الدولة اليونانية يمكننى العمل بشكل منفرد دون المرور على التجار، ولذلك يعادوننا ويمنعون عنا العمل تماماً، خاصة أننا نحول أموالنا إلى مصر عن طريق البنك، ولا يستفيد منا التاجر بأى شىء لذلك يحاربوننا.
منصور الذى لا يملك ثمن تذكرة إلى مصر ولا يستطيع العمل فى مهنته كصياد، لم يجد غير العمل فى مسح الزجاج وجمع القمامة، وقال: «المهم أشتغل أى حاجة لأجد ما آكله بعد أن أصبحت عاطلاً عن العمل منذ 20 شهراً.. أعمل «إيه أشحت».. نزلت الشارع واشتغلت فى أى حاجة ألقط رزقى فى أى شىء.. ومدين الآن بحوالى 9 آلاف يورو رسوم تجديد ترخيصى منذ عامين.
والسفارة لم تفعل لنا أى شىء، طردونا ورفضوا التعامل معنا وتركونا عرضة لنهش التجار، ذهبنا لهم قلنا معنا أوراق رسمية لم يساعدنا أحد ورفضوا استقبالنا والمستشار العمالى رفض مساعدتنا، وقال لا أستطيع أن أفعل لكم أى شىء.. هناك أكثر من ألف صياد ينامون فى الشارع ومعهم أوراق رسمية.
وقال محمد محمود، صياد من دمياط: منذ 1989، وأنا هنا دفعت 16 ألف جنيه ولم أجد أى عمل لذلك أعمل فى البناء وأحصل على أى أجر.. ماذا أفعل مفيش شغل غير كده أنا بشتغل ب20 يورو فى اليوم، زمان كانت يوميتى 60 يورو، والآن 20 بالعافية، لأن العمالة زادت والتهريب جعل الأعداد كبيرة جداً، والعاطلين ازدادوا بشكل كبير جداً، أما أشرف شعبان خليل فيقول إنه كان يعمل على مركب وفوجئ بالتاجر يخبر القبطان اليونانى بأنه أصيب بالسرطان ومحجوز فى المستشفى، ليستفيد من مكانه بصياد آخر يحصل منه على 20 ألف جنيه.. وتابع: أعمل إيه كلمت إحدى المسؤولات بمكتب وزيرة القوى العاملة اسمها ماجدة قالت لى اذهبوا إلى السفارة واشتكوا لها، طيب إحنا رحنا واشتكينا ومحدش عمل لينا حاجة نعمل إيه؟
وقال جمال الديب، صاحب شركة توكيلات ملاحية: أنا هنا منذ 30 سنة، لكنى لم أر تدهوراً لأوضاع المصريين فى اليونان مثلما يحدث الآن، ربما تكون الأزمة الاقتصادية أثرت على المصريين، لكن الأوضاع فاقت كل التوقعات فى منطقة «بيريه» معظمهم صيادون وعمالة بحرية، الصيادون هنا حقهم مهضوم ويتعرضون لكل أنواع البهدلة، الصيادون يأتون عن طريق سماسرة يجلبونهم وهناك 3 تجار نطلق عليهم تجار البشر يتعاملون مع الصيادين وكأنهم عبيد يتحكمون فيهم وفى أرزاقهم وحياتهم ولا يستطيع أى من الصيادين الغلابة الاعتراض وإلا كان عقابه الطرد والتشريد. وتابع: الصيادون يأتون إلى اليونان بطريقة رسمية، كما أن العقود قيمتها انخفضت، وكان راتب الصياد حوالى ألف يورو، الآن تم تخفيض الرواتب إلى 600 يورو تقريباً، ويكون الصياد ملزماً بأن يحول أمواله عن طريق التاجر، الذى يتحكم فى سعر الصرف، فإذا كان اليورو يساوى 7.8 جنيه يأخذه التاجر من الصياد مقابل 6.5 جنيه، ولا يستطيع الصياد الاعتراض، وإلا يكون مصيره الطرد من العمل، الفرق هنا يحصل عليه التاجر وحده، التاجر يمص دم الصياد، والعامل يأتى إلى هنا وعقده ينص على أنه له الحق فى تذكرة طيران، وسكن، ولكن الحقيقة غير ذلك.
تركت قهوة المصريين الصيادين العاطلين والغاضبين وذهبت إلى «كراتسينا» حيث ميناء صيد السمك والتقيت مجموعة من الصيادين على متن مركب صيد صغير يعيش فيه أكثر من 7 صيادين فى حجرة لا تزيد مساحتها على مترين فى متر ونصف المتر فى باطن المركب.
محمود عرنوس من المطرية الدقهلية يقول: أنا هنا منذ 3 سنوات وطلعت بعقد ينص على حصولى على 750 يورو، إضافة للسكن ونسبة على عدد طوالى السمك، لكن عندما جئت هنا لم أجد أى شىء مما فى العقد، ولم نجد سكناً ولا أى شىء، ولم يسمحوا لى سوى بالإقامة فى بطن المركب. الكفيل الذى أحضرنى ضحك علينا. وقال سيد عشرى لا أحصل سوى على 600 يورو وأعيش هنا فى باطن المركب وأعمل مثل العبيد والكفيل المصرى الذى أحضرنا هو السبب فى كل معاناتنا، وتابع: نعيش مثل العبيد نعمل طوال الليل وفى النهار ننظف المركب ونعد الشباك ونعمل طوال اليوم تقريباً، كالعبيد ويأخذ منا راتبنا ويحوله بسعر يقل عن سعر الصرف الرسمى، بحوالى 75 قرشاً، هذا غير أنه أخذ منى حوالى ألف يورو ليمنحنا العقد، ولا أستطيع أن أحول أموالى إلا عن طريقه. وتابع: التاجر يهددنا بالطرد من العمل إذا اشتكينا، ولفت إلى أن هناك أناساً اشتكوا فرماهم على مركب غارق وسرق منهم جوازات سفرهم، ولهم 3 أشهر بلا عمل.
نعيم الغندور رئيس رابطة المسلمين فى اليونان: أثينا العاصمة الأوروبية الوحيدة التى لا يوجد بها مسجد رسمى
أكد نعيم الغندور، رئيس رابطة المسلمين فى اليونان، أن حال المسلمين فى اليونان جيدة، وأن نظرة اليونانيين للإسلام شهدت تحولا جذريا، بعد أن كانت سلبية تماما، نتيجة الاحتلال التركى للبلاد فترة من الزمن. وقال رئيس الرابطة إن أثينا هى العاصمة الوحيدة فى العالم التى لا يوجد بها مسجد رسمى، وكشف عن مضايقات عديدة يلقاها المسلمون من تيار اليمين المتطرف فى اليونان.
■ ما عدد المسلمين فى اليونان؟
- حوالى 750 ألف مسلم تقريبا، لكن لا يوجد حصر رسمى بأعداد المسلمين.
■ كيف تصف أوضاعهم؟
- تطورت دون شك، إذ تغيرت الصورة تماما عما كانت عليه منذ أربعين سنة، عندما أتينا إلى هنا، فلم يكن أحد يعرف شيئا عن الإسلام، وكانت هناك وجهة نظر خاطئة عن المسلمين، بأن كل مسلم هو شخص تركى الجنسية، وبما أن هناك عداء شديداً بين اليونانيين والأتراك بسبب الاحتلال، فإن صورة الإسلام كانت سلبية، لكننا عملنا بجهد كبير لكى نغير هذه الصورة، وساعدنا فى ذلك كوننا مصريين، لأن الثقافة المصرية تحظى هنا بالاحترام.
■ لماذا لا يوجد مسجد رسمى واحد فى أثينا؟
- أريد أن أقول لك إن أثينا هى العاصمة الوحيدة فى العالم كله تقريبا، وليس فى أوروبا وحدها، التى لا يوجد بها مسجد رسمى.
■ هل لهذا علاقة بحالة التضييق على الإسلام فى أوروبا؟
- لا، بل له علاقة بالاحتلال العثمانى لليونان، واتفاقية لوزان التى كانت تقضى بالحفاظ على المساجد والكنائس، وما حدث أن اليونان لم تحافظ على التزاماتها بالحفاظ على الآثار الإسلامية، والتاريخ يقول إن اليونان كانت تضم أكثر من ألف أثر إسلامى، هدمت بالكامل مع مئات المساجد، والأثر الوحيد الباقى مسجد فى أثينا هدموا مئذنته، فقد كانت هناك نظرة متشددة نحو الإسلام، وكان البعض يردد أن الأتراك عندما كانوا هنا اضطهدوا المسيحيين وعاملوهم بقسوة، والتصق هذا المفهوم بالإسلام، وأبسط رد نقوله لهم فى هذا الشأن أن الأتراك ظلوا فى اليونان لمدة 500 سنة، ومع ذلك بقيت اللغة الأساسية هى اليونانية والديانة الأساسية هى المسيحية، وبوجودنا كجالية إسلامية هنا تغيرت الصورة، وتفهم الكثيرون أن الإسلام دين سمح ومعتدل، وعندما قالت وزيرة التعليم والشؤون الدينية فى 2006 إن المسلمين لم يقدموا طلباً لإنشاء مسجد، سارعنا فوراً بتقديم الطلب ووافقوا عليه، وحددنا كل شىء فى المسجد، لدرجة أننا طلبنا أن يكون الإمام من الأزهر الشريف، وخصصوا لنا الأرض بالفعل لبنائه.
■ ولماذا لم يبن حتى الآن؟
- لأن اليونان بلد روتينى، فهم يتسمون بالبطء الشديد، والمشكلة أن المكان الذى اختاره لنا البرلمان اليونانى كان موقعا لقاعدة عسكرية، ما زالوا يخلونها، وأعتقد أن أمامنا حوالى 5 أشهر ليبدأ البناء.
■ هل عدم وجود مسجد رسمى يعنى عدم وجود أى مساجد باليونان؟
- لا، هناك أماكن للصلاة، وليست مساجد بالشكل المتعارف عليه، فهى مثل الزوايا الصغيرة وعددها تجاوز المائة، وتكون معروفة للحكومة اليونانية وتدار بمعرفتها، كما تعرف اسم الشخص المسؤول عن كل مسجد.
■ من ينفق على تلك المساجد إذن: الدولة أم جمعيات عربية وإسلامية؟
- لا نقبل أى دعم مادى من أى جهة، سواء كانت الدولة اليونانية أو أى جمعية أو جهة خارج اليونان، وننفق على المساجد هنا من دخلنا الخاص، فمثلا هناك مسجد تنفق عليه عائلة الرصاص الفلسطينية، وآخر مسؤول عنه محمود حامد أبودنيا وثالث أنا المسؤول عنه، ونضع صندوقا فى كل مسجد لتلقى التبرعات، وإذا لم تكف نتدخل لندفع فرق الإيجارات لهذه المساجد، وهى باهظة، لكننا نرفض قبول دعم من أى جهة لنحافظ على استقلاليتنا.
■ الاتجاه اليمينى المتطرف فى أوروبا يتنامى باستمرار، فما هو الموقف فى اليونان وكيف تتعاملون معهم، وهل تعانون من أحد أشكال الاضطهاد هنا؟
- ليس بالمعنى المعروف، لكن تواجهنا بالطبع مشاكل مع اليمين المتطرف، فنحن نبحث أولا عن أساسيات الحياة كمسلمين، عن مكان نصلى فيه، ومكان ندفن فيه، وكلنا منغلقون، ولا نحاول أن نمارس أى أنشطة سياسية، ولا نتصل بجماعات دينية مسيسة، لذلك فان الأمور تسير بشكل جيد بالنسبة لنا، والوضع الدينى أكثر استقرارا لنا.
■ ذكرت أنكم تبحثون عن مكان تدفنون فيه ألا توجد مقابر إسلامية هنا؟
- هناك مقابر إسلامية فى شمال اليونان، وتبعد عن أثينا 900 كيلومتر، وليس من المعقول أن يسافر جثمان كل هذه المسافة لدفنه. ونطالب بأن تكون لنا مقابر هنا فى العاصمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.