يعيش وطني الخالد مصر ما بين التاج و الطوق... يتحرك بحسابات دقيقة موزونة بين تاج المصالح العليا للوطن... و بين علاقات يجبرها التاريخ و الجغرافيا مع دول الطوق... نجحت مصر بقيادة الشهيد البطل السادات في وضع التاج في المكان الذي يستحقه... تاج المصالح العليا للوطن يأتي علي القمة... فوق الهامة... ذلك لأن العقليات تتباين... تختلف... في تحديد الأولويات... الأهداف... أسلوب الوصول للهدف... ظهر ذلك جليا في مرحلة جنيف... مؤتمر جنيف... وفد واحد أم وفود عديدة... و أشياء مثل ذلك... ظهر أيضا في السؤال الطريف... تدمير إسرائيل و إبادتها و عدم الإعتراف بها... أم فرضيةالأرض مقابل السلام... المهم... مصر نجحت في وضع التاج عندما يأست من إيجاد عمل جماعي و إستراتيجية محترمة موحدة لها مسارات عدة و أصل واحد... نجحت في وضع التاج مكانه... و إستطاعت مصر في عهد الرئيس مبارك و في ظل غباء سياسي من السيد صدام حسين و تحت تفكيك الإتحاد السوفيتي السابق و يكتب أحيانا هكذا الإتحاد السوفياتي! و في وجود عوامل دولية و متغيرات عالمية...أقول نجحت مصر في وضع ما يعرف بإطار السلام و الإعتراف بإسرائيل موضع إقتناع الطوق على أمل وضعه موضع التنفيذ... الآن... يريد الكثيرون من الطوق إعادة مصر إلى طوقهم... تريد إسرائيل النادمة علي إعادة سيناء سياسيا و شعبيا إدخال مصر إلى الطوق... و مصر تعلمت أن عصر الشقيق الأكبر قد ولى و لن يعود و لن تريده مصر... دولة مثل قطر و هذا حقها تتعامل تجاريا مع إسرائيل... و نشكرها على هذه الجرأة المحمودة لأنها وضعت تاجها فوقاً... و موريتانيا وقتا ما مثلت نفسها دبلوماسيا لدي إسرائيل قبل أن تنزل تاجها سفلا... مصر تتأرجح بنعومة و بإقتدار بين التاج و الطوق و كل في مكانه... مصر اللاعب المحترف الذي يعلم ماذا يريد و ممن يريد و كيف يصل إلى ما يريد... و يقتنصه... التاج أعلى... أهم... أسمى... التاج أولا... كان... و أبدا... د.باسم مراد الصواف www.Bassem.Sawwaf.net