على السجادة الحمراء فى مهرجان القاهرة السينمائى قال لى إعلامى شاب «أنا قرأت كتابك الجميل (احجز مقعدك فى الجنة).. ومن أجل ذلك لم أُفتن بالصواريخ النسائية التى أذهلتنى أينما يمّمت وجهى.. ما هذا الجمال؟.. وما هذه الحلويات؟.. أُمّال الحور العين فى الجنة إيه؟.. كواعب أترابا.. صح؟».. فرددت: «أكيد يا مؤمن».. بعدها بقليل جاءنى شخص آخر وقدم لى نفسه بأنه مهاجر فى أمريكا ويصدر مجلة هناك أهدانى نسخة منها.. وأشار إلى صورة فيها للكعبة، وقال «إن شاء الله أدخّلك جوه الكعبة مثلما فعلت مع كثير من المشاهير».. شكرته ورحت أتأمل لماذا أثيرت هذه المسائل فى تلك الأجواء السينمائية؟.. لست أدرى.. ربما هى محاولات للتحصين ضد فتنة جميلات السينما.. المهم مر الأخ العزيز ريتشارد جير بجانبى وانحبس قليلا من جراء هجمة حريمية.. وعندما حييته.. نظر وحيانى وخُيّل إلى أنه أخرج لسانه يغيظنى.. فقلت فى سرى.. «ربنا يسامحك يا ريتشارد».. ماعلينا.. المهم أن المهرجان هذا العام كان مشرفا جداً.. خاصة عندما احتفل بالنجوم المصريين فى هوليوود وفى كندا خالد عبدالله وفؤاد سعيد وميلاد بسادة.. وتلك فرصة رائعة لانطلاقة مصرية للسينما العالمية لو أُحسن استغلالها.. يا سلام لو أنتجنا أفلاما مثل الفيلم الشهير.. - أنا اسمى خان أنا لست إرهابيا -.. فى الحقيقة السينما تستطيع بجدارة أن تصحح الصورة الذهنية السلبية عن العرب والمسلمين.. وقد أدهشنى جمال نكروما ابن الزعيم نكروما محرر غانا وصديق عبدالناصر.. عندما حدثنى عن نيجيريا وكيف أنها استطاعت أن تصبح ثالث أكبر منتج للسينما والدراما فى العالم.. بعد أمريكا التى فيها هوليوود.. والهند التى فيها بوليوود.. الآن نيجيريا فيها نوليوود.. ومصر ليس فيها موليوود.. أو كوليوود نسبة إلى م مصر أو ك كايرو.. كيف؟؟ ونحن ميت سنة سينما.. سينما يا سينما.. ما علينا.. المهم أن المهرجان هذا العام كان متألقا فى حفل افتتاحه.. وقد هنأت مستر إزت أبو أوف كما أطلقها عليه مستر أومر الشريف.. مشيراً فى دعابة إلى صعوبة حرف العين على الأجانب فى النطق.. وأذكر أننى قلت له: «إن حفل الافتتاح أشيك من مهرجان روما السينمائى الذى حضرته من عدة أعوام».. فلم يصدق نفسه وسألنى: «وحياة أبوك بجد؟» قلت له «أى نعم والله على ما أقول شهيد».. ولكن القضية فى الواقع ليست حفل الافتتاح ولكن فى حجم المكاسب التى تتحقق لصناعة السينما فى مصر.. وكيف تكون أحد أهم أجنحة الاقتصاد القومى للبلاد وكيف أيضا تحقق مكاسب سياسية مثلما فعلت الدراما التركية فى الترويج لتركيا فى العالم العربى فسلطت علينا مهند.. عموما الحمد لله أن مهند لم يحضر مهرجان سينما القاهرة.. ريتشارد جير أرحم.