«ساركوزى أزعج بتصرفاته وأسلوبه مستضيفيه السعوديين خلال أول زيارة له إلى المملكة، كان هذا من بين الأسرار «الطريفة» التى كشفها موقع «ويكيليكس»، حيث كشفت الوثائق الأمريكية أن المسؤولين السعوديين انزعجوا بسبب تجنبه الأكل من الطعام المحلى وإصراره على التسويق للشركات الفرنسية بشكل فج. وبحسب وثيقة حررتها سفارة واشنطن فى الرياض، فإن المسؤولين السعوديين قالوا لدبلوماسيين أمريكيين فى يناير 2008 إنهم انزعجوا من ساركوزى حتى قبل وصوله إلى المملكة، إذ كان يرغب بأن يحضر معه صديقته حينها وزوجته حالياً كارلا برونى، الأمر الذى لا يناسب أبداً التقاليد السعودية. وبعد وصوله إلى السعودية، من دون برونى، لم تبد تصرفات ساركوزى بنظر السعوديين مناسبة، إذ تجنب الأكل من الطعام المحلى وظهرت عليه علامات الضجر أثناء العرضة السعودية التقليدية (رقصة السيوف). كما انزعج السعوديون من تركيز ساركوزى بإصرار على بيع البضائع والخدمات الفرنسية، حتى إنه قدم لمستضيفيه قائمة ب14 صفقة ترغب شركات فرنسية بالحصول عليها، مع سعر العرض وسعر الخصم الذى يمكن أن يفاوض عليه. ومن المعروف أن فرنسا تسعى للحصول على عقود بمليارات الدولارات فى مجالات الدفاع والبنى التحتية والمجالات الأخرى. وبحسب الوثيقة الأمريكية، فإن أخطاء ساركوزى كانت «بسيطة» بمضمونها ولكن «مهمة نظراً إلى الحساسيات السعودية»، وجاء فى الوثيقة أن هذه الوقائع جعلت أحد المسؤولين السعوديين يقول إن ساركوزى «لم يحل محل شيراك فى نظر السعوديين». وكذلك لم ينجح ساركوزى، خلال زيارته الثانية للمملكة فى نوفمبر 2008، فى إثارة إعجاب السعوديين، إذ إنها كانت قصيرة وكانت الرياض تأمل أن يمضى الرئيس الفرنسى مزيداً من الوقت ليوثق علاقاته مع العاهل السعودى.