"حبيب قلبى.. باشا.. صباح الفل يا نجم.. عمدتنا.. عسل والله. رجولة.. احلق له.. فكك منه.. بحبك يا مصر.. دماغك.. عيش اللحظة.. صايع آخر حاجة.. جزمة".. قاموس يؤهلك للحصول على المواطنة الشعبية وعلى الاندماج مع الجماهير العريضة.. فهذه الكلمات تخلق حالة مزاجية لطيفة بين الناس، وتجعلهم يعيشون فى عالم افتراضى يطفو فوق أحداث السادس من أبريل واعتصامات الحد الأدنى للأجور وصداع الجولات المبكرة للرئاسة.. كتلة صامتة كبيرة تشكلت على مدى أزمة طويلة من التهميش أو الانسحاب الاختيارى من عالم الصراعات من حولها.. والدكتور إبراهيم البحراوى يرى أنها كتلة موجودة من أيام المقريزى، الذى وصفها بالكسل والنزوع إلى الاستسلام للأمر الواقع.. وقد انزعج الدكتور البحراوى عندما تجرأت وقلت له: طظ فى كلام المقريزى.. لا توجد حتمية تاريخية تحكم على شعب ما بأنه حفنة من التنابلة.. العالم من حولنا يتغير ونحن يجب علينا أن نتغير.. حتى أوباما كان يرفع شعار التغيير حتى يستفز الكتلة الصامتة فى أمريكا.. هناك نوعان من الشعوب.. شعب توماتيكى وشعب ديمقراطى.. وكان الإعلامى الدولى حسن أبوالعلا يحب أن يغيظنى ويقول إن الشعب الإنجليزى شعب أتوماتيكى يقوده خمسة فى المائة من الأذكياء.. طبعاً هذا موضوع آخر.. أتوماتيكى هنا بمعنى النظام والسيستم، الذى يحكم علاقات الناس ويساهم فى التنظيم والإنتاج.. أما توماتيكى فهى حالة الناس هنا.. يمشون فى الحياة على هدى أغنية الأبنودى سواح.. وأنا ماشى ليالى سواح.. توماتيكى بمعنى اتكالى لا مبالى.. وقد احتارت الحكومات عبر التاريخ فى هذا الشعب.. فاستوردت من الماضى عينات من شعوب اليونان وإيطاليا وتركيا ووسط آسيا والجزيرة العربية، وأخيراً تستورد من الصين وكوريا، ومن الطريف أن بعض هذه الجاليات استطاع تخليص منطقة المعادى من الكلاب الضالة فى فترة وجيزة وقياسية ترشحها للدخول فى موسوعة «جينيس» للأطعمة الغريبة.. ولكنها جميعاً فشلت فى الإحلال محل المواطن المصرى العتيق.. محمد على باشا الكبير تنبه إلى ذلك مبكراً، وأرسل المصريين إلى أوروبا لتحصيل العلم وللمساهمة فى مشروع النهضة والتحديث.. بينما هذه الأيام تدهشك حماسة الناس للمشاركة فى المشروع القومى للساحرة المستديرة أو المشروع القومى لهوجة يوم اليتيم.. أو المشروع القومى للكرشة والممبار فى مواجهة غلاء أسعار اللحوم.. وقد تفتق ذهن جماعة جديدة اسمها حركة قزقزة اللب.. أى والله.. قزقزة اللب.. وأقامت مهرجاناً شاركت فيه الفضائيات لتصوير جهاد الشباب المصرى ونضالاته فى قزقزة اللب.. فى النهاية كل ما سبق يؤكد أننا فى النهاية استطعنا بنجاح عظيم صناعة المواطن التوماتيكى. [email protected]