المواطن المصرى لا يهتم بمن سيفوز فى الإنتخابات القادمة إلا من باب الثقافة والمعرفة فقط لأنه يعتبر نفسه مشاهد لفصل من فصول مسرحية سياسية تقع كل خمس سنوات تتكرر أحداثها فهو ليس ناقد لها وليس لاعب مؤثر أو جوهرى فيها على الرغم أن جميع المرشحين يتحدثون عن معاناته وهمومه ولكنه لا يثق فى تلك التصريحات التى تصدر عنهم لأنها لا تغير أو تحدث أثر إيجابى أو ملموس فى حياته بل معاناته تزيد ومشقته لا تنتهى لأنه الحاضر الغائب فى تلك العملية الانتخابية فهو حاضر فى تصريحات المسئولين و المرشحين غائب فى أن واقعه كما هو او يتغير فى عالم الخيال وليس فى عالم الواقع و غائب عنها أيضاً لأنه لا يشارك فيها لعلمه بعدم جدواها وفائدتها عليه لأنه يشعر بان جموع المرشحين للمجلس لا يسعون وراء الكرسى إلا لتحقيق مصالحهم الخاصة بغض النظر عن المصالح العامة هذا من وجه والوجه الآخر أنه متشكك فى مدى نزاهة الانتخابات البرلمانية لأن الحزب الحاكم محتكر للحياة السياسية منذ نشأته حتى الآن لا يسمح لفصيل سياسي او اى حزب آخر للمنافسة على مقاعد المجلس لان دور المعارضة السياسية دور تجميلى فقط للحياة السياسية حتى يقال ان لدينا حياة ديمقراطية و نيايبة وأنه يوجد رأى معارض لحزب الأغلبية فأصبحت المعاناة التى يعيشها المواطن جزء من الدعاية الانتخابية والوعود البراقة بمستقبل أفضل وأن الأوضاع سوف تتغير إلى الأحسن هذا كلام يسمعه المواطن عند حلول عيد الانتخابات لأنه سوف تصبح الانتخابات فى مصر عيداً قومياً لتجديد البيعة للحزب الحاكم و التصويت و التهليل للانجازات التى حققها الحزب على مدار سنوات الحكم الابدى لنا و تجد حلول لكل تلك المشاكل التراكمية فى برنامج الحزب الحاكم التى هى من صنع الحزب لان الذكاء ان تصنع المشكلة ويكون لديك حلها ولكن الذكاء العجيب ان المشكلة تتفاقم ولا تحل الا عند موعد الانتخابات وحلها يكون بالتصريحات فقط وهناك فجوة بين التصريحات وأرض الواقع طبعاً لأننا نتكلم عن حلول فى دولة يوجد بها مواطن آخر غير الذى نخاطبه وبعد ان ينتهى ذلك العيد السعيد يجد المواطن المصرى واقفا امام معاناته ينظر اليها بعين العطف والرحمة مشفقا عليها من ان تتركه او يتركها لانه التصق بها والتصقت به ولا يستطيع ان يتخلص منها بسهولة او تتخلص منه ويجدد بيعة خاصة لها مع بقاء الحزب الحاكم يتربع على عرش مأساة ضخمة جدا منذ عقود ألا وهى معاناة المواطن المصرى